ووفق مراقبين فإن تفجير مخزن الأسلحة التابع لقوات الإصلاح في تعز، يعد عملاً متعمداً في إطار الصراع بين الأطراف اليمنية الموالية للتحالف، وبالتحديد الطرف الموالي للسعودية والآخر الموالي للإمارات، خصوصاً بعد التحركات الإماراتية الأخيرة لتجميع الفصائل الموالية لها، فيما يعتقد أنه لمواجهة الفصائل الموالية للسعودية في إطار الصراع القائم بينهما من أجل توسيع النفوذ والسيطرة على المواقع الاستراتيجية والثروات اليمنية، وفق المراقبين.
قبل انفجار مخزن الأسلحة التابع لأحد ألوية حزب الإصلاح في مدينة تعز، بأيام قليلة، استدعت الإمارات قادة الفصائل الموالية لها في اليمن إلى أبوظبي لعقد اجتماع رأسه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وطارق صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وقالت إن اللقاء كان الغرض منه بحث التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة الحوثيين.
مصادر إعلامية أكدت أن التحركات الإماراتية تهدف إلى تجميع أدواتها المحلية بما يتناسب مع خدمة مصالحها وأطماعها التوسعية في اليمن، وفي إطار صراعها على النفوذ مع السعودية، مشيرةً إلى أن أبوظبي سبق وأجبرت المجلس الانتقالي على القبول بفتح مكتب عسكري وسياسي في عدن لما يسمى المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح، لافتةً على أن قيادات المجلس لم تجرؤ على إبداء أي اعتراض.
اللقاء الذي جمع قيادات الفصائل الموالية للإمارات في أبو ظبي، وحسب وسائل إعلام محلية، ناقش سبل التعاون والتنسيق المشترك بما يعزز الجهود المبذولة لمواجهة الحوثيين، فيما يقول المراقبون إن اللقاء ليس له علاقة بمواجهة قوات صنعاء، وإنما لتسليم عدن لقوات طارق صالح من ناحية ومن ناحية أخرى لتوحيد جهود الفصائل الإماراتية ضد التشكيلات الموالية للسعودية في إطار صراع الدولتين الخليجيتين على توسيع نفوذهما في اليمن.
وأكد المراقبون أن اجتماع الزبيدي وطارق صالح في أبوظبي، والذي تم باستدعاء إماراتي، لابد أنه يتعارض في أهدافه وغاياته مع ما تخطط له السعودية، لكن الثابت في الموضوع أن الدولتين الخليجيتين تبذلان جهوداً كبيرة لفرض النفوذ على الجغرافيا اليمنية المستباحة، خصوصاً بعد فرضهما حدوداً تتحركان فيها وفق بوصلة مصالحهما سواء في ما يخص المواقع الاستراتيجية أو مناطق الثروة.
وكانت السفارة الأمريكية دعت الأطراف اليمنية الموالية للتحالف إلى ضرورة أن يتوحدوا أكثر من أي وقت مضى لمواجهة ما وصفتها بالتحديات اليومية التي تواجهها هذه الأطراف، في إشارة إلى قوات صنعاء التي لم تتمكن أدوات التحالف من إحراز أي انتصار عليها طيلة سنوات الحرب، خصوصاً بعد الطفرة الهائلة التي حققتها فيما يخص تطوير أسلحتها الاستراتيجية وتصنيعها محلياً.
وضمن محاولاتها لتجميع أدوات التحالف في اليمن، كانت الولايات المتحدة قد عقدت في مايو الماضي مؤتمراً للمصالحة بين القوى المناهضة للحوثيين من أجل ما أسمته إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، لكنها فشلت في ذلك، إلا أن مراقبين يؤكدون أن التحرك الإماراتي لم يكن سوى في إطار تجميع أدواتها في مسار صراعها مع السعودية في المناطق اليمنية التي تسيطر عليها الدولتان الخليجيتان، مؤكدين أن تفجير مخزن أسلحة قوات الإصلاح قد يكون رسالة من الفصائل الموالية للإمارات للحزب الموالي للسعودية.