تهديد قوات صنعاء للجيش الإسرائيلي: لن تستطيع إطفاء ما سنشعله في تل أبيب !

YNP / إبراهيم القانص -

يفرض الجيش الإسرائيلي تعتيماً إعلامياً مُطلقاً على نتائج العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء وقوات حزب الله وحركة حماس، وما يعترف به من الخسائر لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من واقعها وأرقامها الحقيقية، سواء في الأرواح أو الممتلكات والمعدات، لكن تصرفاته وممارساته تفضح بشكل لا شك فيه أن خسائره كبيرة من كل ضربات المقاومة، وهي سياسة إسرائيلية معتمدة منذ زمن طويل، والغرض منها إظهار القوة والحفاظ على معنويات جيشهم ومواطنيهم.

 

مع كل ضربة توجهها قوات صنعاء إلى إسرائيل يعمد جيش الاحتلال إلى التقليل من شأنها، وغالباً ما يقول إنه تمكن من اعتراضها خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنذ بدأت قوات صنعاء استهداف إيلات ظل جيش الاحتلال يتعامل مع الضربات الموجعة بالطريقة نفسها، لكن إفلاس الميناء والتقارير التي عجت بها وسائل الإعلام العبرية والدولية كشفت أن تلك الضربات كانت دقيقة وحققت أهدافها بنجاح منقطع النظير.

 

الطريقة نفسها تم التعامل بها من الجانب الإسرائيلي مع ضربات قوات صنعاء الصاروخية والمسيَّرة التي استهدفت تل أبيب، فقد قلل من شأنها وزعم أن منظوماته الدفاعية تصدت للضربات، لكنه وبعد طائرة يافا المسيّرة التي أطلقتها قوات صنعاء إلى وسط تل أبيب قصف خزانات الوقود في ميناء الحديدة، فقط لأن الضربة كانت موجعة له وكسرت ادعاءاته بامتلاك القوة المطلقة.

 

ظل الجيش الإسرائيلي يستعرض قوته بمشهد الدخان والحريق الناتج عن قصفه خزانات الوقود بميناء الحديدة، مع أنه من الطبيعي جداً أن تتصاعد أعمدة الدخان وترتفع عالياً عندما يقصف خزان وقود، حتى وإن تم قصفه بقذيفة آر بي جي، لكن جيش الاحتلال مولع كما يبدو بالمشاهد الاستعراضية، لذلك احتفل يوم أمس الأحد عندما عاودت طائراته قصف ما تبقى من خزانات الوقود في ميناء الحديدة، وظل يستعرض بأنها ضربة لم يحدث مثلها في تاريخ الحروب، وأنها ستكون قاصمة لقوات صنعاء بحيث أنها لن تستطيع ضربه بعدها.  

 

لكن وكما هي عادة قوات صنعاء لن تتوقف عملياتها المساندة لغزة والمؤدبة للاحتلال، فقد أكد مسؤول في حركة أنصار الله اليمنية، في تصريح لقناة الميادين، أن الرد على الغارات الإسرائيلية لن يكون هذه المرة تكتيكياً أو مرحلياً، بل سيكون وجودياً، وهو ما أكده أيضاً المجلس السياسي الأعلى في بيان تداولته وسائل الإعلام، حيث قال إن همجية جيش الاحتلال ودوسه فوق القوانين والأعراف الدولية ستجعله أمام ردود لن يطيقها، في إشارة إلى أن الردود ستستهدف أعياناً مدنية مقابل الأهداف المدنية التي قصفها في الحديدة، وهي خزانات الوقود وميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتا كهرباء ومطار الحديدة الدولي.

 

ويظهر من لهجة بيان المجلس السياسي الأعلى أن بنك أهداف قوات صنعاء داخل العمق الإسرائيلي سيكون كبيراً واستراتيجياً، وأنها مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة.

 

ويرى مراقبون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ربما لن يستطيع إطفاء ما ستشعله قوات صنعاء من حرائق في تل أبيب، كما احتفل بإحراقه خزانات الوقود في الحديدة، موضحين أن ذلك الاستعراض عبارة عن محاولة لتغطية العجز الذي يعانيه بسبب فشله في التصدي للضربات اليمنية، مؤكدين أن الأهم من ذلك هو أن قوات صنعاء سوف ترد بطريقة لا يطيقها جيش الاحتلال، وفق تهديد المجلس السياسي الأعلى.

 

وأشار المراقبون إلى أن بنك أهداف قوات صنعاء هذه المرة قد لا يكون فقط في العمق الإسرائيلي أو في حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والبريطانية، بل ربما يشمل أهدافاً حيوية في السعودية والإمارات، على اعتبار أن الطائرات الإسرائيلية تقصف اليمن بالتنسيق مع القواعد الأمريكية الرابضة في أراضي ومياه الدولتين الخليجيتين، أي أنهم على علم بذلك وموافقون عليه، حسب المراقبين.

 

ويؤكد المراقبون ايضاً أن أهداف قوات صنعاء في المرحلة المقبلة، عقب قصف الحديدة، ستكون عالية الحساسية، موضحين أن هذه القوات متمرسة على القتال منذ خاضت ما أسمتها معركة النفس الطويل، التي بدأت قبل حوالي عشر سنوات ولا تزال، وهي حرب التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ووضعت السعودية في واجهته، وكانت إسرائيل عضواً فاعلاً في ذلك التحالف، وفق تقارير دولية كثيرة، مضيفين أن قوات صنعاء تعي تماماً مخاطر وتكاليف ونتائج ما تخوضه الآن في المعركة التي تسميها الفتح الموعود والجهاد المقدس.