لم تكتفِ الإمارات بالسيطرة على كل شؤون سقطرى وإذلال أهلها في لقمة عيشهم والخدمات الأساسية التي يحتاجونها، وإنشاء القواعد العسكرية والمواقع الاستخباراتية وجلب الضباط الأجانب إلى الجزيرة، بل تتحرك الآن باتجاه زرع الفرقة والنزاع بين أبنائها، الأمر الذي أشعل شرارة رفض للتمدد الإماراتي، وبدأت تداعياته تظهر في التحركات الشعبية الرافضة لتمزيق النسيج المجتمعي، وتمثل التحرك الإماراتي الأخير في جلب مجاميع مسلحة من خارج الجزيرة، الأمر الذي رفضه السقطريون وبدأوا الاحتجاجات من أجل وقفه.
الناشط عادل الحسني، القيادي السابق في المقاومة الجنوبية، كتب منشوراً على منصة إكس، الخميس الماضي، ذكر فيه أن أبناء سقطرى نظموا احتجاجات غاضبة تنديداً بجلب مجاميع عسكرية من خارج الجزيرة.
وأكد الحسني أن مجاميع المتظاهرين اقتحمت مبنى محافظة سقطرى وحاصرت المحافظ رأفت الثقلي المُعيّن من الإمارات، واستولت مدرعته الخاصة، موضحاً أن هناك "خلافاً كبيراً على قدوم مجاميع عسكرية من خارج الجزيرة جلبتها الإمارات".
وهو ما أكدته أيضاً وسائل إعلام محلية قالت إن أبناء سقطرى تظاهروا تنديداً بتدهور أوضاع المعيشية والخدمية، مطالبين برحيل المحافظ الذي اتهموه بزرع الصراعات بين أبناء الجزيرة ونهب مواردها.
وأضافت تلك الوسائل أن المحتجين- وبينهم مجندون من أبناء سقطرى- اقتحموا مبنى المحافظة، وأغلقوا الشوارع المؤدية إليه، مرددين هتافات تُطالب برحيل المحافظ رأفت الثقلي، بسبب إدخاله المحافظة في أتون الصراعات، وفشله الإداري في كافة المجالات، في ظل استمرار نهب إيرادات السياحة والضرائب والجمارك.
وفي اليوم نفسه، قال الناشط عادل الحسني، في تدوينة أخرى على منصة إكس، إنه تم رصد هروب مجاميع مسلحة تنتمي لمحافظة الضالع، وبحوزتهم صناديق أسلحة عبر مطار سقطرى، مؤكداً أن الإمارات هي التي استقدمت تلك المجاميع لأهداف فوضوية تخريبية، الأمر الذي يشير إلى أن أبناء الجزيرة لم يعودوا قابلين للتحركات الإماراتية التي بدأت تخلق الفرقة بينهم بعد مصادرة سيادتهم وسيادة الدولة على الأرخبيل اليمني الذي يعد بأكمله موقعاً استراتيجياً مهماً على المحيط الهندي، وهو ما ينبئ ببداية انطلاق ثورة شعبية قد تعيد سقطرى إلى هويتها اليمنية، خصوصاً بعدما يئسوا من استعادة حكومة الشرعية للجزيرة، وأصبحوا على يقين في أنها أعجز من مجرد الاعتراض على ما تفعله الإمارات هناك.