أين تختفي جثث المعتقلين الذين تتم تصفيتهم داخل السجون السرية الإماراتية بعدن؟

 YNP /  إبراهيم القانص -

يواصل الناشط اليمني عادل الحسني، القيادي السابق في المقاومة الجنوبية، الذي يقيم حالياً في تركيا، كشف حقائق صادمة عن السجون السرية التي تديرها الإمارات في المحافظات الجنوبية اليمنية، والتي أنشأتها أبوظبي عقب سيطرة قواتها على عدن أواخر 2015م.

 

 ونتيجة عمليات القتل تحت التعذيب والتصفيات الجسدية للمعتقلين في السجون السرية الإماراتية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، قال الحسني إن "البعض يتساءل: أين جثث ضحايا سجون الإمارات السرية في عدن؟

 

الحسني أجاب عن هذا التساؤل بكشفه كيف يتم إخفاء جثث القتلى في سجون الإمارات السرية، حيث قال في منشور على منصة إكس، أرفق به تسجيلاً مرئياً لإحدى الجثث الطافية فوق الماء: "مات الكثير تحت أيدي ضباط الإمارات وجنودهم في سجون عدن، ولإخفاء الجرائم، تعمد تلك العصابة على رمي الجثة وسط البحر بعد أن تقوم بربط طوب بالقدمين"، موضحاً: "بعض الطوب ينفصل، لتطفو الجثة أو تخرج بعض الجثث إلى الشاطئ".

وقال الحسني إن الجثة التي عرضها الفيديو الذي أرفقه بمنشوره، "تم العثور عليها بالقرب من سجن قاعة وضاح، الذي يشرف عليه شلال شايع ويسران المقطري"، كما أورد أسماء ضحايا "فُتِلوا في السجون واختفت جثثهم، مثل: كيمو المجري، شكري السقاف، وسعيد الدوبحي وأسامة الصارطي".

 

الحسني الذي استطاع الإفلات من السجون السرية التي زُج به في عدد منها لمناهضته سياسات أبوظبي والوجود العسكري الإماراتي في عدن أزاح كثيراً من الغموض الذي يلف تلك السجون، وتحدث عن بعضها، والمجازر التي ترتكب بحق المعتقلين على يد ضباط إماراتيين ويمنيين تابعين لأبوظبي، منها سجن 7 أكتوبر السري الذي يقع في منطقة خنفر، غرب مدينة زنجبار بمحافظة أبين، وأشار إلى أن المعتقلين والمخفيين قسراً في هذا السجن يعانون أوضاعاً نفسية صعبة.

 

وأوضح الحسني أن سجن 7 أكتوبر الذي وصفه بأنه "سيئ الصيت" كان يديره عبداللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني، الذي قتل بعملية اغتيال غامضة، ويديره حالياً شقيقه حيدرة السيد، مضيفاً أن "المعتقلين في هذا السجن يتعرضون لجرائم مروعة وصنوف وحشية من التعذيب، ولا يُعلم مصيرهم، وأخبارهم مقطوعة عن العالم الخارجي تماماً"، مؤكداً أنه "تتم بداخل هذا السجن إعدامات ممنهجة لمواطنين يمنيين وقتل خارج نطاق القانون".

 

وقال الحسني: "تم رصد حالتين تم إعدامهما داخل سجن 7 أكتوبر في عام 2018م فقط، مضيفاً: "أي أنه قبل هذا العام ربما تكون قد حدثت مجازر أيضاً في هذا السجن السري ولم نستطع رصدها أو التواصل مع الأهالي".

 

وأكد الحسني أن "الضحية الأولى: ناصر قايد العبسي من منطقة جعار في أبين"، موضحاً أن "العبسي تعرض للاختطاف من أمام منزله الساعة الثانية عشرة ليلاً من مساء الأربعاء بتاريخ 17 أكتوبر من عام 2018م"، على يد من وصفهم بـ"عصابات عبداللطيف السيد وهم يستقلون سيارة سوداء معكسة بدون لوحة معدنية"، مضيفاً أنهم أدخلوه إلى سجن 7 أكتوبر، وبعد تعذيبه قام عبداللطيف السيد بتصفيته بإطلاق النار على رأسه، ومن ثم أُلقي بجثته وهو معصوب العينين في منطقة دوفس بالعلم شرق عدن.

 

ولفت إلى أن عبداللطيف السيد كان قد اختطف العبسي وأخفاه في سجن التحالف السري الإماراتي بعدن، ثم نقله الإماراتيون إلى سجن بئر أحمد، وقضى سنة وستة أشهر في السجون السرية بتهمة انضمامه لجماعات مسلحة، ثم أفرجت عنه النيابة لعدم وجود أدلة تدينه.

 

وتابع: "الضحية الثانية: محمد أحمد الضيف الجعدني، من منطقة الوضيع بمحافظة أبين، حيث داهمت قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات منزله في شهر يوليو 2018م، واختطفته واقتادته هو وبعض شباب مديرية الوضيع إلى سجن 7 أكتوبر السري".

 

وقال إنه "في تاريخ 4 سبتمبر من العام نفسه، أقدم عبداللطيف السيد على تصفية الضيف داخل سجن 7 أكتوبر السري بطلق ناري في الرأس، ورمى بجثته على قارعة الطريق، بالقرب من مديرية الوضيع وعليها أثار التعذيب"، موضحاً أن عائلة الضيف ظلت تبحث عنه في أنحاء البلاد، لتجده بعد ثلاثة أشهر جثة هامدة.

 

 الحسني أكد أن الانتهاكات البشعة في سجن 7 أكتوبر السري بأبين، نتيجة أنه "لا توجد سلطة رقابية من أجهزة الدولة ممثلةً بوزارة الداخلية التي تكاد تكون صلاحيتها غير موجودة، والحاكم الفعلي للمحافظة هو حيدرة السيد، إحدى أدوات الإمارات"، والذي عُرف عنه أنه "ذبح جنود الجيش اليمني التابعين للشرعية في أغسطس 2019م بداخل مستشفى الرازي في أبين، بعد إصابتهم بقصف الطيران الإماراتي في منطقة العلم"، لافتاً إلى أن ذلك السجن "سيظل سرياً ما دام من يديره مجرم يتلقى أوامره من ضباط الإمارات ولا يمثل سلطة القانون".