كسر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، صمته الإعلامي منذ إعلان انفصاله عن ريال مدريد صباح الأربعاء الماضي، كاشفا للمرة الأولى عن الأسباب التي دفعته لتقديم استقالته من تدريب النادي الملكي قبل عام من نهاية عقده، بنفس سيناريو رحيله في ولايته الأولى عام 2018.

وعلى النقيض من الأنباء المتداولة، أن شعوره بالتعب والإجهاد الذهني كان سببا رئيسيا وراء قراره بالمغادرة، اعترف زيزو في مقابلة موثقة مع صحيفة “آس”، بأنه لا يشعر بأي نوع من أنواع الإرهاق الذهني جراء التدريب، بل كان ينوي البقاء لفترة أطول، لولا أن تبدلت الأوضاع في الأشهر الأخيرة للموسم المنقضي.

ونشرت الصحيفة المدريدية جزء من المقابلة التي ستتصدر النسخة المطبوعة بالإسبانية اليوم الإثنين، وجاء فيها على لسان زيزو في رده على سؤال حول أسباب قراره الصادم للمشجعين بالرحيل “من الصعب تحمل موسم صفري، أنا أعرف كرة القدم وأدرك مطالب نادي مثل ريال مدريد، أعلم أنه عندما لا تفوز يجب أن تغادر”.

كما دافع عن نفسه من تهمة الهروب من المسؤولية، بعد حملات الهجوم عليه، والتي وصلت لحد وصفه بالخائن لعدم التزامه بعقده مع النادي، وسط أنباء تضعه في جمل مفيدة مع باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، حيث قال “أنا لا أقفز من السفينة ولست متعبا من التدريب، كنت سأحب علاقتي بالنادي وكان الرئيس في الأشهر الأخيرة مختلفا بعض الشيء”.

ورغم حرص “آس” على تشويق المتابعين، بتأجيل نشر باقي تفاصيل المقابلة بعد توزيع النسخة المطبوعة، إلا أن العديد من الصحف والمواقع الإسبانية، ربطت بين هذا الاقتباس وبين ما كان يتردد عن أسباب رحيل زيزو قبل إعلان قبول الاستقالة بشكل رسمي، أبرزها رفضه تحمل المسؤولية دون ضمانات بالتوقيع مع صفقات سوبر ستار، خاصة بعد إجباره بشكل أخلاقي على خوض حملة الدفاع عن لقب الليغا بقائمة أقل جودة وخبرة من قائمة موسم 2019-2020.

وقامت الإدارة المدريدية بإعارة وبيع جيش من اللاعبين الشباب والمخضرمين، على رأسهم غاريث بيل، خاميس رودريغيز، أشرف حكيمي، لوكا يوفيتش، جيسي لينغارد وآخرين، دون أن يتم التدعيم ولو بصفقة واحدة، كأول مرة يخلف الريال وعده مع مشجعيه بعدم شراء لاعب جديد منذ 4 عقود، وما ضاعف معاناة زيزو، لعنة الإصابات التي سجلت رقما قياسيا، بكسر حاجز الـ55 انتكاسة، ليدفع فاتورة باهظة الثمن، بإنهاء الموسم بلا ألقاب، وهو أمر لم يحدث مع صاحب الـ49 عاما طوال مسيرته التدريبية مع الكيان الأبيض.