"العنصرية" تعود للواجهة قبل انطلاق "يورو 2024"

YNP ـ تستعد قارة أوروبا خلال الشهر الجاري، لانطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024" التي ستستضيفها ألمانيا في الفترة بين الـ14 من يونيو الجاري حتى اليوم نفسه من يوليو المقبل، وسط ترقب كبير من الجماهير للمنافسات التي ستكون على أشدها من أجل حسم لقب جديد في البطولة الأقوى على مستوى القارة على صعيد المنتخبات.

وشهدت الأيام الماضية في ألمانيا إطلاق استطلاع رأي تعرض لهجوم كبير من قبل مشجعي كرة القدم بعيداً من الذين شاركوا فيه، فضلاً عن انتقاده من جانب بعض النجوم، إذ وصفوه بـ"العنصري".

ويأتي استطلاع الرأي كجزء من فيلم وثائقي قبل انطلاق بطولة أوروبا سيبث الأربعاء المقبل، ويتناول التغيرات في المنتخب الألماني على مر الأعوام الماضية ما بين اللاعبين السابقين والحاليين وتجاربهم مع العنصرية.

وأظهرت نتيجة الاستطلاع أن 21 في المئة من 1304 أشخاص شاركوا فيه يرغبون في زيادة عدد اللاعبين ذي البشرة البيضاء في المنتخب الألماني، مما جعله في مرمى انتقادات كثير من الجماهير ونجوم كرة القدم، بسبب زملائهم في صفوف "المانشافت"، إذ هناك أكثر من لاعب ذي بشرة سمراء في المنتخب المستضيف لمنافسات "يورو 2024".

وكشفت التقارير عن أن 65 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع عارضوا عبارة "زيادة اللاعبين البيض" في الفريق.

وما زاد الأمر سوءاً أن 17 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع رأوا أنه من "العار" أن يحمل نجم برشلونة الإسباني إلكاي غوندوغان شارة قيادة المنتخب الألماني، مما أدى إلى حال استياء بين صفوف "المانشافت" وفي مقدمتهم نجم بايرن ميونيخ الألماني جوشوا كيميتش.

وقال كيميتش في مؤتمر صحافي "هذا الأمر لم يطرح داخل المنتخب الألماني نفسه، أي شخص نشأ في عالم كرة القدم يرى أن هذا كلام لا قيمة له، هذه اللعبة توحد الجميع سواء مع اختلاف الألوان أو الأديان، هذا هو كل شيء".

وانتقد نجم بايرن ميونيخ توقيت الاستطلاع قبل أقل من أسبوعين من بدء مشوار المنتخب الألماني في بطولة يورو 2024، إذ يسعى اللاعبون إلى تحقيق اللقب على أرضهم ووسط جماهيرهم.

ويشارك المنتخب الألماني في المجموعة الأولى من البطولة مع منتخبات اسكتلندا والمجر وسويسرا.

وقائع سابقة

وخلال الفيلم الوثائقي سرد بعض نجوم المنتخب الألماني السابقين تعرضهم لانتقادات عنصرية ليس من الجمهور فحسب، بل من بعض اللاعبين كذلك.

وقال جيرالد أسامواه نجم منتخب ألمانيا السابق  "اللاعبون كانوا عدوانيين معي للغاية، تعرضت للإهانة على يدهم في أكثر من مناسبة".

وفي السياق نفسه، علّق شكودران مصطفي نجم منتخب ألمانيا السابق على ما تعرض له بسبب أصوله الألبانية، بأن هناك ضغوطاً إضافية كانت تقع عليه بسبب أصوله الألبانية والمقدونية، وأنهم كانوا يراقبونه إذا يغني النشيد الوطني أو لا، وهل هو مندمج معهم أو لا.

وتستمر حالات العنصرية في كرة القدم الألمانية وبمعدل مرتفع خلال الأعوام الأخيرة، إذ أحصى مكتب تسجيل حالات التمييز في كرة القدم بولاية شمال الراين، منذ يوليو 2022 حتى سبتمبر 2023، 211 حالة تمييز عنصري، منها 95 حالة في درجة المحترفين.