التعصب والمخدرات وفوضى "الألتراس" تهدد الملاعب الأوروبية

YNP ـ اجتاحت مشاهد الفوضى والتعصب وبعض التجارات المحذورة ملاعب كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، بخاصة في قارة أوروبا، التي أصبحت مسرحاً كبيراً لهذه الأحداث، مما يؤدي إلى فقدان الشغف ناحية اللعبة في بعض الأحيان بسبب ما تتركه هذه الواقعات من نتائج سلبية على المشجعين وفي بعض الأوقات على اللاعبين أنفسهم.

وتعرضت جماهير فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي للاعتداء أثناء وجودهم في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء الماضي، قبل مباراة فريقهم أمام سان جيرمان، ضمن منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، ضمن دور المجموعات، والتي انتهت بالتعادل بين الفريقين بنتيجة (1-1) لتشتعل المنافسة على التأهل للدور المقبل من البطولة.

وكشفت تقارير صحافية عن أن الاعتداء جاء عند إحدى الحانات في باريس من قبل مشجعي فريق سان جيرمان بإلقاء المقاعد والطاولات تجاه جماهير الفريق الإنجليزي، وهو ما زاد الاشتباكات بين الطرفين، ولم تتأكد الجهات الأمنية في وقتها من هوية الأشخاص مثيري الجدل، حتى جرى التحقيق في هذا الأمر بعد ذلك.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الأحداث تعود إلى "عصابات الألتراس" التي يطلق عليها "الهوليغانز" التي تسعى إلى لفت الأنظار إليها بين حين والآخر، حيث أكد البعض أن هذه الأحدث لم تكن ضد جماهير معينة بسبب كثرة الحوادث ضد مشجعي الأندية الإنجليزية، ولكن الأزمة بشكل عام في القارة الأوروبية، وأن هناك اختلافاً في التعامل من جهة قوات الأمن في كل بلد، بحسب طريقتها، لأن هناك بعض الحوادث تصل إلى الاعتداء على عناصر اللعبة أنفسهم.

حوادث سابقة

تعرض المدير الفني السابق لفريق ليون فابيو غروسو للإصابة قبل مواجهة مثيرة في الدوري الفرنسي أمام مارسيليا وليون ضمن الجولة الـ10 من البطولة، التي ألغيت بسبب الأحداث التي سبقتها.

ويوم 29 أكتوبر الماضي تعرضت حافلة فريق ليون للرشق بالحجارة من جماهير مارسيليا مما تسبب في إصابة غروسو، مما عرضه لإصابات في الوجه في حادثة جديدة للشغب الجماهيري في الدوري الفرنسي.

وفي أغسطس السابق، وقعت اشتباكات بين مشجعي آيك أثينا اليوناني ودينامو زغرب الأوكراني، أدت إلى مقتل أحدهم، وهذا الجانب الأسود في عالم كرة القدم، والذي بدأ بالظهور بكثرة خلال السنوات الأخيرة.

هل المخدرات السبب؟

وأكدت تقارير صحافية أنه في يوم المباراة ارتفع معدل تعاطي الكوكايين بين الجماهير، وأن المسؤولين أبلغوا عن هذه الزيادة في معدل التعاطي، وأن المخدر هو أحد أسباب العنف والسلوك المعادي من قبل هؤلاء، وبحسب دراسة أيضاً أجرتها جامعة ستيرلينغ لاستكشاف العلاقة بين المشجعين والكحول.

وأضافت التقارير أنه من غير المنطق وضع المخدرات السبب الوحيد لأعمال العنف التي اجتاحت ملاعب كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، ولكن هناك ثقافات فرعية بين المشجعين تجعلهم يخوضون تجارب غير مألوفة تؤدي بهم إلى هذه الطرق المتطرفة للتعبير عن حبهم لناديهم، بالاعتداء على جماهير المنافس أو أحد عناصر اللعبة.