"أبل" تطلق خاصية جديدة لتوريث "التركة الرقمية" بعد الوفاة

خلال عام 2020 عمدت العديد من شركات التقنية إلى تغيير الكثير من مميزاتها لتواكب التغييرات التي تواجه حياة المستخدمين وشركات التقنية.

تزامن هذا مع انتعاش تطبيقات باتت مخزناً للمعلومات الثمينة، مثل "مايكروسوفت تيمز" الذي كان يتوقع أنه سيحتاج إلى سنوات ليحقق عدداً كبيراً من المستخدمين، ولكن بسبب جائحة كورونا واعتماد الناس على العمل عن بعد وصل عدد المستخدمين إلى الملايين، خصوصاً بسبب استخدام الطلاب والموظفين له.

كان يفترض أن تواكب هذا في المقابل زيادة في إجراءات التعامل مع هذه البيانات وحفظها من الضياع، بخاصة أن ارتفاع الاعتماد على التقنية في العمل كان في فترة ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجائحة، لتتنامى حاجة الورثة للوصول إلى بيانات ذويهم، ليظهر مصطلح "الإرث الرقمي".

"الإرث الرقمي"

"الإرث الرقمي" هو جميع المتعلقات الرقمية التي بإمكانك وضع وريث لها حتى تصل له ويكون هو الوصي عليها.

برزت الحاجة إلى الوريث الرقمي بسبب قضايا كثيرة، مثلاً نسمع عن عملات رقمية ليس لها أي وريث للآن بسبب وفاة أصحابها ولا يمكن الوصول لها بسبب عدم معرفة الرقم السري والحساب الرسمي لها، وسمعنا أيضاً عن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بلا قيمة بسبب وفاة أصحابها ولم يتمكن الورثة من الوصول للرقم السري والحساب، وسمعنا كذلك عن ورثة يبحثون عن أي طريقة للوصول إلى المعلومات المخزنة في أجهزة ذويهم لمحاولة الاطلاع على معلوماتهم ومعرفة الديون التي عليهم لسدادها، ولكن لم تكن هناك أي طريقة تساعد في فتح الأجهزة والوصول للمعلومات.

وأعلنت شركة "أبل" وبشكل رسمي عن ميزة "الإرث الرقمي" التي ستمكن المستخدم من وضع ورثة يكون لهم حق الوصول للمعلومات والحساب الخاص للاطلاع عليه بعد الوفاة. الميزة بحسب "أبل" تتيح لمستخدم برنامج "الإرث الرقمي" تخصيص ما يصل إلى خمسة أشخاص ليكونوا جهات اتصال وارثة لتتمكن بكل سهولة من نقل بياناتك ومعلوماتك الشخصية المخزنة في "آي كلاود" في حال الوفاة. غالبية المستخدمين يحتفظون بمعظم ما يدور في حياتهم في هواتف "آيفون" وعلى "آي كلاود" ومن المهم أن يتمكن هؤلاء أو أقاربهم من الوصول بسهولة إلى هذه المعلومات سواءً أكانت ذكريات قيمة مثل الصور أم وثائق أم حتى مشتريات.

كيفية إضافة الورثة الرقميين

يمكن إضافة "الورثة الرقميين" عن طريق نظام تشغيل "آي أو أس" في الهواتف الذكية من خلال الذهاب إلى الإعدادات، ثم خيار (الاسم) ثم كلمة المرور والأمن. أما في جهاز "ماك" فيذهب المستخدم إلى تفضيلات النظام، ومن ثم "أبل آي دي" ثم كلمة المرور والأمن.

بعد هذه الخطوة، عن طريق خيار "جهات الاتصال الوارثة" يمكن رؤية الخيارات واتباع التعليمات لإضافة جهة اتصال. إذا كان الشخص يستخدم المشاركة العائلية يمكنه اختيار أحد أفراد العائلة بسهولة من القائمة. أو يمكن إضافة أي شخص آخر باستخدام عنوان بريده الإلكتروني أو رقم هاتفه.

كيفية إبلاغ جهة الاتصال المختارة في برنامج "الإرث الرقمي" ومشاركة مفتاح الوصول:

إذا كان المستخدم والشخص المحدد كجهة اتصال في برنامج "الإرث الرقمي" يستخدمان نسخة تجريبية تتضمن خيارات "جهة الاتصال الوارثة"، يمكنه إبلاغ ذلك الشخص عن طريق الرسائل عند إضافته. وإذا قبل ذلك الشخص فسوف يحفظ تلقائياً نسخة من مفتاح الوصول في إعدادات "أبل آي دي" لديه. وسوف يتلقى المستخدم إشعاراً إذا رفض ذلك الشخص أن يكون جهة اتصال وارثة في برنامج "الإرث الرقمي"، ومن ثم يمكن اختيار شخص آخر. ويمكن أيضاً اختيار إضافة أكثر من جهة اتصال في برنامج "الإرث الرقمي".

وإذا تمت إضافة جهة اتصال في برنامج "الإرث الرقمي" وكانت الجهة لا تستخدم النسخة التجريبية، فلن يتاح لها الوصول إلى إعدادات جهة الاتصال الوارثة على الجهاز الخاص بها. وعوضاً عن ذلك، يمكن طباعة مفتاح الوصول وإعطائه لجهة الاتصال المختارة أو إرسال الصفحة بتنسيق "بي دي أف" أو حفظ نسخة مع مستندات التركة العقارية.

ويجب أن تحصل جهة الاتصال المختارة في برنامج "الإرث الرقمي" على نسخة من مفتاح الوصول لكي يستطيع الوصول إلى حساب المستخدم بعد وفاته.

تجريبية

الميزة حتى الآن ما زالت بشكل تجريبي، ولكن من المتوقع أن تطلق بشكل رسمي للمستخدمين خلال أقل من شهرين، وسيتمكن المستخدمون بعدها من وضع الورثة للوصول للمعلومات ومعالجة جميع الأمور، ولكن لم يتضح للآن هل سيكون للمستخدمين إمكانية لفتح الرقم السري للجهاز، مع العلم أن المعلومات التي ستكون متاحة للورثة هي الأرقام السرية والبيانات والصور وأيضاً البريد الإلكتروني مع الملاحظات وغيرها من البيانات المخزنة في "آي كلاود"، وهذه الأمور ستمكن الورثة من الدخول على حسابات المستخدم والوصول للمعلومات ومعرفة الديون التي عليه لسدادها بعد وفاته. 

الميزة قد تواجه بعض المشاكل بسبب عدم رغبة المستخدمين بالوصول إلى أسرارهم الشخصية، لأن حياتهم الرقمية تختلف بشكل كامل عن حياتهم في الواقع، إذ إن المستخدمين في الغالب يمارسون جميع الأمور التي عليها قيود في حياتهم الواقعية.