وكان حجمها يقدر بطول تسعة أقدام (ثلاثة أمتار) ولها ما يصل إلى 64 رِجلاً، بهيئة مرعبة بما فيه الكفاية، ولم يتمكن العلماء سوى من تخيل شكل رأس هذا الوحش المنقرض.
وتقوم هذه الحشرات بالانسلاخ من هياكلها الخارجية عبر فتحة الرأس كلما ازداد حجمها، حيث كانت تصل إلى طول يراوح ما بين ثمانية وتسعة أقدام ووزن يتجاوز 100 رطل (50 كيلوغراماً).
ونجح العلماء في رسم ملامح هذا المخلوق بعد دراسة حفريات لحديثي النمو، التي كانت محفوظة بصورة كاملة وبدقة مذهلة.
ووفقاً لبحث جديد نشر الأربعاء الماضي في مجلة "ساينس أدفانسز" Science Advances، كان رأسها يتخذ شكل كرة مستديرة، يحمل زوجاً من قرون الاستشعار على شكل جرس وعيون بارزة تشبه عيون سرطان البحر، وفم صغير مهيأ لطحن الأوراق واللحاء.
وتندرج هذه الحشرات التي تعرف باسم "أرثروبلورا" Arthropleura، ضمن المفصليات التي تشمل القشريات والعناكب والحشرات، وتمتاز بخصائص تذكرنا بالديدان الألفية. لكن بعضها كان أكبر بكثير، وهذا النوع كان مزيجاً مفاجئاً من الخصائص.
فيما أوضح المؤلف المشارك ميكائيل ليريتيه، عالم الحفريات بجامعة كلود برنارد في ليون، فرنسا، قائلاً "لقد اكتشفنا أن هذه الحشرات تتمتع بجسم يشبه الديدان الألفية، بينما يحمل رأساً يشبه رأس الدود المتعدد الأرجل".
وقد تكون أكبر حشرة أرثروبلورا هي الأضخم على الإطلاق، على رغم أن هذا الادعاء محل جدل، فقد تكون في المرتبة الثانية بعد العقرب البحري العملاق المنقرض في لقب أكبر المخلوقات الحشرية.
ودأب باحثون في أوروبا وأميركا الشمالية على جمع أجزاء وآثار أقدام هذه الحشرات الضخمة منذ أواخر القرن الـ19.
ومن جانبه، علق جيمس لامسديل، عالم الحفريات بجامعة ويست فرجينيا الذي لم يشارك في الدراسة "لطالما رغبنا في اكتشاف شكل رأس هذا المخلوق".
ولابتكار نموذج لرأس الحشرة، بدأ الباحثون باستخدام أشعة مقطعية لدراسة حفريات لصغار الحشرات محفوظة بصورة كاملة داخل الصخور التي اكتشفت في حقل فحم فرنسي خلال الثمانينيات.
وأضاف لامسديل "مكنتنا هذه التقنية من استكشاف التفاصيل الخفية، مثل أجزاء من الرأس المحصورة في الصخور، دون التأثير في الحفرية نفسها".
وأردف "عند كسر الصخور، لا يمكننا التأكد من الأجزاء الحساسة من الحفرية التي فقدت أو تعرضت للضرر".
كانت الحفريات صغار الحشرات هذه لا يتجاوز طولها بوصتين (ستة سنتيمترات)، ومن المحتمل أنها تعود إلى نوع من "أرثروبلورا" التي لا تنمو لتصل إلى الأحجام الضخمة. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هذه الحفريات قريبة بما يكفي لتمنحنا لمحة عن شكل الكبار منها – سواء كانوا عمالقة أو بأحجام أقل رعباً – عندما عاشوا قبل 300 مليون سنة.