رئيس كازاخستان يرفض أي إمكانية للتفاوض مع المحتجين

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن كازاخستان "ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي" بعدما نشرت موسكو قوات لاحتواء الاضطرابات في الدولة المجاورة لها. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما أن يدخل الروس بلدا ما، فإن إخراجهم يكون أحياناً أمراً بالغ الصعوبة". وكان الرئيس الكازاخي قاسم توقاييف قد أعلن رفضه لأي إمكانية للتفاوض مع المحتجين وسمح لقوات الأمن بـ"إطلاق النار دون تحذير". وقال "ما نوع المفاوضات التي يمكن أن نجريها مع مجرمين وقتلة؟ كان علينا التعامل مع مجرمين مسلحين ومدربين يجب تدميرهم وسوف يتم ذلك قريباً". وشكر توقاييف حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمساعدته بعد وصول كتيبة من القوات الروسية ودول أخرى حليفة لموسكو لدعم السلطة في البلاد. وقال توقاييف إن هذه القوة ستبقى في بلاده "لفترة محدودة" وإنها لضمان "حماية المرافق الاستراتيجية". وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء إن وحدات من الجيش الروسي تنتقل جوًا إلى كازاخستان "على مدار الساعة" وتسيطر على مطار أكبر مدنها - ألماتي مع سلطات إنفاذ القانون في البلاد. من جهتها، نفت المجموعات المعارضة اتهامات السلطات لها بالإرهاب. ورأى المعارض الكازاخستاني البارز المقيم في فرنسا مختار أبليازوف الخميس أن "النظام الذي حكم كازاخستان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي شارف على نهايته في ثورة شعبية اتحد فيها الناس للمرة الأولى للتعبير عن غضبهم". وقال ألبيازوف لفرانس برس في باريس "أعتقد أن النظام يقترب من نهايته. إنها مسألة وقت لا اكثر". ويترأس ألبيازوف حزب الخيار الديموقراطي لكازاخستان، وقد عبر بصوت عال عن تأييده للاحتجاجات وذلك على مواقعه على منصات التواصل الاجتماعي. واندلعت الاحتجاجات عندما تضاعفت تكلفة غاز البترول المسال، الذي يستخدمه كثير من الناس في كازاخستان لتزويد سياراتهم بالوقود. ولا تزال هياكل سيارات متفحمة وبرك من الدماء تظهر في ألماتي بعد ظهر الجمعة فيما كانت شاحنات مدرعة تقوم بدوريات في الشوارع بحسب وكالة فرانس برس. وأحدثت أعمال الشغب بسرعتها وشدتها صدمة في كازاخستان التي تعد 19 مليون نسمة والغنية بالموارد الطبيعية. وبمعزل عن ارتفاع الأسعار، صب المتظاهرون غضبهم خصوصا على الرئيس المستبد السابق نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 وما زال يتمتع بنفوذ كبير.