روسيا بدأت "معركة دونباس" وبايدن يدعو لاجتماع مع الحلفاء

 شنت القوات الروسية في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء 19 أبريل , هجومها المتوقع في شرق أوكرانيا، في محاولة لاختراق الدفاعات على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريباً، في وقت وصفه مسؤولون أوكرانيون بالمرحلة الثانية من الحرب.

وقال مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام محلية إن دوي انفجارات سُمع في خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا وميكولايف في الجنوب وزابوريجيا في الجنوب الشرقي.

اجتماع مع الحلفاء

ويعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن عقد اجتماع مع حلفاء الولايات المتحدة، الثلاثاء، 19 أبريل (نيسان)، لبحث تطورات الوضع في أوكرانيا، وفق ما أعلن البيت الأبيض، عقب إعلان كييف أن روسيا بدأت بشنّ هجوم جديد للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية، وأعلن مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاجتماع الذي أُعلن عنه في جدول مواعيد بايدن هو "جزء من تنسيقنا المنتظم مع الحلفاء والشركاء لدعم أوكرانيا"، من دون أن يحدد من سيشارك في هذاالاجتماع عبر الفيديو، وقال البيت الأبيض إن الاجتماع سيشمل "بذل جهود لمحاسبة روسيا" على هجومها على أوكرانيا.

بداية الهجوم الروسي

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن، الاثنين، بداية الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه جزئياً انفصاليون مُوالون لموسكو، وحيث تشتد حدة المعارك الدامية.

وقال الرئيس الأوكراني في كلمة عبر "تلغرام"، "يمكننا أن نؤكد الآن أن القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس التي كانت تستعد لها منذ وقت طويل. قسم كبير جداً من الجيش الروسي مكرس حالياً لهذا الهجوم".

وتابع زيلينسكي، "بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا".

"الجحيم بدأ"

وجاء إعلان زيلينسكي بُعيد تأكيد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا "قد بدأ"، وقال الحاكم في إعلان على "فيسبوك" "إنه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع قد بدأ". مضيفاً "تدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرة في مدن مسالمة أخرى"، وذلك بعيد إعلانه عبر "تلغرام" مقتل أربعة مدنيين في كريمينا، المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية الاثنين.

وقُتل ثمانية مدنيين في الأقل في قصف روسي استهدف منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، حيث تدور معارك بين الجيشين الروسي والأوكراني، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية التابعة لكييف.

وقال غايداي عبر "تلغرام" إن أربعة مدنيين قتلوا بينما كانوا يحاولون الفرار من كريمينا، المدينة الصغيرة التي دخلتها القوات الروسية الاثنين وتمركزت فيها. بدوره قال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك إن أربعة مدنيين قتلوا الاثنين في قصف روسي على منطقته.

المرحلة الثانية من الحرب بدأت

وقال كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية إن "المرحلة الثانية من الحرب قد بدأت".

وكتب كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك على "تلغرام" "نثق بجيشنا. إنه قوي للغاية"، مطمئناً الأوكرانيين بأن قوات بلادهم يمكنها صد الهجوم.

ومنذ أن أعلنت سحب قواتها من منطقة كييف، تركز موسكو عملياتها العسكرية على الشرق الأوكراني الذي غالباً ما تستهدفه عمليات القصف من بدء الهجوم الروسي للبلاد في 24 فبراير.

وكان الجيش الأوكراني قد أعلن قبل أسابيع أن موسكو أطلقت هجوماً واسع النطاق على منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، لربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

ويصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن العملية العسكرية التي يشنها في أوكرانيا ترمي إلى إنقاذ الروس في منطقة دونباس من "إبادة جماعية" على أيدي "نازيين جدد" أوكرانيين.

تعليق إجلاء المدنيين لليوم الثالث

وأعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك أنه لن يكون من الممكن تنظيم أي عمليات إجلاء للمدنيين في أوكرانيا الثلاثاء، لعدم وجود اتفاق مع الجانب الأوكراني، وذلك لليوم الثالث على التوالي، وقالت فيريشتشوك على "تلغرام"، "اليوم 19 أبريل، لا توجد للأسف أي ممرات إنسانية. القصف العنيف متواصل في دونباس" في شرق البلاد.

لا خطط لبايدن لزيارة كييف

وأعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس جو بايدن لا ينوي زيارة كييف على الرغم من إلحاح نظيره الأوكراني عليه لزيارة العاصمة، وإظهار مزيد من الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين، "لا توجد خطط لدى الرئيس للذهاب إلى هناك. اسمحوا لي فقط أن أكرر هذا". وسبق أن قام عدد من القادة الأوروبيين بزيارة كييف ولقاء زيلينسكي، لكن زيارة بايدن قد تشكل تحدياً أمنياً أكثر تعقيداً.

وقالت إدارة بايدن إنها تنظر بدلاً من ذلك في إرسال مسؤول رفيع المستوى يرجح أن يكون وزير الخارجية أنتوني بلينكن أو وزير الدفاع لويد أوستن.

والأسبوع الماضي، قال بايدن إن إدارته تعمل على "اتخاذ القرار"، على الرغم من الإرباك الذي أحدثته إجابته بـ"نعم" عندما سأله أحد الصحافيين إن كان سيذهب.

وأوضحت ساكي، "إذا كان من شخص سيذهب (...) فلن نحدد من هنا أو أي مكان حكومي آخر من سيذهب، وإن كان سيذهب أو متى لأسباب أمنية". وأكدت أن هناك آمالاً بإعادة فتح السفارة الأميركية في كييف، على الرغم من عدم تحديدها جدولاً زمنياً لذلك. وقالت، "بالتأكيد هذا هدفنا، ومن الواضح أن الحضور الدبلوماسي الميداني أمر مهم".

وكان زيلينسكي قد قال في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن"، الأحد، "أعتقد أن بايدن سيقوم بالزيارة"، مشيراً إلى أن "هذا القرار يعود له بالطبع، والأمر يعتمد على الوضع الأمني". وأضاف، "أعتقد أنه زعيم الولايات المتحدة، ولهذا السبب يجب أن يأتي إلى هنا ليرى".

وأشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقابلة الأحد أيضاً على شبكة "سي بي أس" بدعم بايدن لبلاده حتى الآن، قائلاً إن زيارته ستكون "رسالة دعم مهمة". وأضاف أن "لقاءً شخصياً بين رئيسين يمكن أن يمهد الطريق لتقديم إمدادات جديدة (...) وأسلحة أميركية لأوكرانيا، وأيضاً إجراء نقاشات حول التسوية السياسية المحتملة لهذا الصراع".

وقال البيت الأبيض إن بايدن سيجري اتصالاً مع الحلفاء، الثلاثاء، لبحث الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك كيفية التنسيق لمحاسبة روسيا. وأضاف في بيان، "الرئيس سيعقد اتصالاً عبر الفيديو مع الحلفاء والشركاء لبحث دعمنا المستمر لأوكرانيا وجهودنا لمحاسبة روسيا في إطار تنسيقنا الوثيق".

وقف إطلاق النار قد يكون ممكناً خلال أسبوعين

في هذا الوقت، قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين القوات الأوكرانية والروسية لا يلوح في الأفق في الوقت الحالي، لكنه قد يكون ممكناً في غضون أسبوعين.

أدلى غريفيث بهذه التصريحات خلال إفادة صحافية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول محاولاته لترتيب وقف إطلاق نار في بعض أنحاء أوكرانيا، حتى يمكن إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة وتقديم المساعدة التي هم في أمسِّ الحاجة إليها.

وأدى هجوم موسكو، وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945، إلى سقوط آلاف القتلى والمصابين. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من سبعة ملايين شخص نزحوا داخلياً في أوكرانيا ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية.

والتقى غريفيث مع مسؤولين كبار في موسكو وكييف هذا الشهر لمناقشة "تطلعات" الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسبل تحسين نظام لإخطار الجانبين بالإجلاء وتحركات الإمدادات الإنسانية.

وقال "في الوقت الحالي، إذا كان بإمكاني التحدث نيابة عن السلطات الروسية، فإنهم لا يضعون وقف إطلاق النار (في المناطق)... على رأس جدول أعمالهم... وقف إطلاق النار ليس في الأفق الآن. ربما يكون في غضون أسبوعين. ربما أطول قليلاً من ذلك"،  وتابع غريفيث أنه سيسافر إلى تركيا هذا الأسبوع لإجراء مناقشات مع الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولين آخرين بشأن احتمالات استضافة محادثات إنسانية بين أوكرانيا وروسيا، وأضاف، "تمكنت تركيا من تقديم نفسها للجانبين كمضيف قيم ومفيد حقاً لتلك المحادثات". وقال إن مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة يخططون لإرسال قافلة إنسانية في اليومين المقبلين إلى منطقة دونيتسك الشرقية، وإرسال المساعدات من هناك إلى منطقة لوغانسك.

قرية قرب الحدود

وسط هذه الأجواء، قال حاكم منطقة بيلجورود الروسية، إن القوات الأوكرانية قصفت قرية قرب الحدود الروسية مع أوكرانيا، ما أدى إلى إصابة أحد السكان، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الغارة التي أشار إليها الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف نُفذت بالمدفعية أو قذائف المورتر أو الصواريخ أم أنها كانت هجوماً جوياً.