لافروف يحذر من اندلاع حرب عالمية ثالثة وصراعات نووية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة تلفزيونية أذيعت في وقت متأخر من يوم أمسالاثنين، إن روسيا تعمل على إبعاد خطر نشوب صراعات نووية، على الرغم من المخاطر العالية في الوقت الراهن، وتريد تقليل كل الفرص لتصعيد مثل هذه المخاطر "بشكل مصطنع"، محذراً من خطر "فعلي" لاندلاع حرب عالمية ثالثة.

وقال لافروف للتلفزيون الرسمي الروسي، طبقاً لنص نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني، "هذا هو موقفنا الأساسي الذي نبني عليه كل شيء. المخاطر الآن كبيرة".

ومضى يقول، "لا أريد أن أضخّم هذه المخاطر بشكل مصطنع. كثيرون قد يريدون ذلك. الخطر جاد وحقيقي، وعلينا ألا نهون من شأنه".

مفاوضات السلام

وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستواصل محادثات السلام مع كييف التي اتهمها بـ"التظاهر" بالتفاوض. ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن "النوايا الحسنة لها حدود. إن لم تكن متبادلة، فإن ذلك لا يساعد في عملية التفاوض".

أضاف، "لكننا نواصل إجراء مفاوضات مع الفريق المفوض من (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، وستستمر هذه الاتصالات". واتهم لافروف الرئيس الأوكراني بـ"التظاهر" بالتفاوض.

وأردف وزير الخارجية الروسي، "إنه ممثل جيد... إذا نظرت بتمعُّن وقرأت ما يقوله بعناية، ستجد ألف تناقض".

وفي ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، قال إنه واثق من أن "كل شيء سينتهي بالطبع بتوقيع اتفاق". وتابع الوزير الروسي، "لكن شروط هذا الاتفاق ستعتمد على الوضع القتالي على الأرض".

أهداف مشروعة

وقال لافروف، إن الأسلحة الغربية التي تتسلمها أوكرانيا مؤشر على أن حلف شمال الأطلسي "في واقع الأمر منخرط في حرب مع روسيا"، وأن موسكو تعد هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة.

وأضاف، "هذه الأسلحة ستكون هدفاً مشروعاً لأنشطة الجيش الروسي في سياق العملية الخاصة".

وقال لافروف، "منشآت التخزين في غرب أوكرانيا تم استهدافها أكثر من مرة (من قبل القوات الروسية)... حلف شمال الأطلسي في واقع الأمر منخرط في حرب مع روسيا عبر وكيل... وهو يسلح ذلك الوكيل. الحرب تعني الحرب".

وفي سياق متصل، أعلنت موسكو، الاثنين، طرد 40 دبلوماسياً ألمانياً، رداً على إجراء مماثل اتخذته برلين قبل فترة قصيرة.

وفيما قال زيلينسكي إنه "بفضل شجاعة الأوكرانيين  دولتنا باتت رمزاً حقيقياً للنضال من أجل الحرية"، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، أن الولايات المتحدة ستعيد فتح سفارتها في أوكرانيا قريباً، وذلك بعد زيارة قام بها بصُحبة وزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف، ووعدا بمزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وأشادا بنجاحها في صد الهجوم الروسي.

وقال المسؤولان الأميركيان، إن حقيقة تمكنهما من زيارة كييف دليل على قدرة أوكرانيا على إجبار موسكو على التراجع عن شن هجوم على المدينة الشهر الماضي.

وأبلغ أوستن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في اجتماع عُقد ليلاً بعد رحلة بالقطار من بولندا، "ما فعلتموه لصدّ الروس في معركة كييف هو أمر غير عادي وملهم بكل صراحة لبقية العالم... نحن هنا لدعمكم بأي طريقة ممكنة".

وأشاد بلينكن بنجاح أوكرانيا "في صدّ هذا العدوان الروسي المروع". وقال في إفادة صحافية في بولندا في طريق عودتهما، "فيما يتعلق بأهداف الحرب الروسية... لقد فشلت روسيا بالفعل، ونجحت أوكرانيا فعلاً".

وأضاف أوستن، "نريد أن نرى روسيا وهي تضعف لدرجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في الهجوم على أوكرانيا".

وتسببت الحرب المستمرة منذ شهرين في مقتل أو إصابة الآلاف وتحويل البلدات والمدن إلى أنقاض وفرار أكثر من خمسة ملايين شخص إلى الخارج، لكن القوات الروسية اضطرت إلى الانسحاب من ضواحي كييف في مواجهة مقاومة أوكرانية شديدة، ولم تستطع حتى الآن السيطرة على أي مدينة كبيرة.