انفجارات قوية تهز العاصمة الأوكرانية كييف

قال شاهد من "رويترز"، إن دويَّ انفجارات قوية سُمع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، الخامس من يونيو في العاصمة الأوكرانية كييف، وشوهد دخان في المدينة بعد الانفجارات.

ودوّت في وقت سابق صافرات الإنذار في معظم أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك منطقة كييف.

الأسلحة الأوكرانية

وما زالت الحرب الروسية في أوكرانيا مُستعرة، ولم تضع أوزارها بعد. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت العشرات من الأسلحة الأوكرانية، وإنها "تهشمها مثل ثمار البندق".

تصريح بوتين جاء في مقتطف موجز أذيع من مقابلة، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس الروسي قوله رداً على سؤال عن الأسلحة الأميركية المقدمة إلى أوكرانيا، إن روسيا تواجه هذا الوضع بسهولة، وإنها بالفعل دمرت عشرات من قطع الأسلحة الأميركية.

لكن المقطع المقتطف من المقابلة، التي ستذاع كاملة الأحد، أوضح أن بوتين كان يرد في حقيقة الأمر على سؤال مختلف لم يظهر مع المقطع. وعلى الرغم من أن نوع الأسلحة الفعلي المشار إليه غير واضح، فإن روسيا تقول إنها دمرت الطائرات والصواريخ التي استخدمتها أوكرانيا في العمليات.

محاولات لاستعادة "السيطرة التامة"

من جانبها، قالت أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، في هجوم مضاد نادر على القوات الروسية، التي كانت تتقدم بشكل منتظم في شرق البلاد.

ولم يتسنَّ التحقق من المزاعم الأوكرانية بشكل مستقل. وقالت موسكو إن قواتها تحرز مكاسب هناك. وهذه هي المرة الأولى التي تزعم فيها كييف أنها شنّت هجوماً مضاداً كبيراً في سيفيرودونتسك بعد أيام من الخسارة هناك.

وأعلن ألكسندر ستريوك، رئيس بلدية سيفيرودونتسك، المدينة الرئيسة في شرق أوكرانيا، السبت، أن القوات الأوكرانية تحاول "استعادة السيطرة التامة" على المدينة.

وقال ستريوك، في مقابلة متلفزة بثت على حساب "تلغرام" الرسمي الإقليمي، إن القوات الروسية "حققت بعض النجاحات"، و"تمكنت من دخول المدينة والاستيلاء على قسم كبير منها، وقسمتها إلى اثنين، لكن عسكريينا تمكنوا من إعادة الانتشار وبناء خط دفاعي. حالياً نقوم بكل ما هو ممكن لاستعادة سيطرة أوكرانيا التامة" على المدينة.

وتركز روسيا عملياتها على سيفيرودونتسك منذ أسابيع، في واحدة من أكبر المعارك البرية خلال هذه الحرب. ويبدو أن موسكو تراهن في حملتها على الاستيلاء على واحدة من المنطقتين الشرقيتين اللتين تسعى إلى السيطرة عليهما لحساب الانفصاليين الموالين لها.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع خسائر فادحة في المعركة على هذه المدينة الصناعية الصغيرة، وهي معركة يقول خبراء عسكريون إنها قد تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.

معركة حامية

وقال سيرجي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، التي تقع بها سيفيرودونتسك، الليلة الماضية، إن القوات الأوكرانية، التي كانت تسيطر في السابق على 30 في المئة فقط من المدينة شنّت هجوماً مضاداً واستعادت 20 في المئة أخرى منها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها تجبر الأوكرانيين على الانسحاب عبر نهر سيفرسكي دونيتس إلى ليسيتشانسك على الضفة المقابلة.

وأضاف جايداي، أن الروس يفجرون الجسور عبر النهر لمنع أوكرانيا من جلب التعزيزات العسكرية وتقديم المساعدة للمدنيين في سيفيرودونتسك. وأوضح في بث تلفزيوني مباشر، "حتى الآن، دفعهم جنودنا للتراجع. إنهم (الروس) يعانون خسائر فادحة. الجيش الروسي، كما نفهم، يوجه كل جهوده في هذا الاتجاه".

وصادف الجمعة مرور مئة يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقتل عشرات الآلاف وفرّ الملايين من ديارهم منذ بدء الاجتياح العسكري في 24 فبراير (شباط).

"قتال شوارع"

كييف أكدت أن روسيا "تلقي بكل ثقلها" في مدينة سيفيرودونتسك، التي تشهد "قتال شوارع"، بينما أعلنت موسكو بدء انسحاب وحدات أوكرانية من المدينة المهمة في شرق أوكرانيا.

تركز روسيا هجومها في منطقة دونباس على أمل السيطرة الكاملة عليها. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن "حرب استنزاف" طويلة الأمد تدور هناك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن "وحدات من الجيش الأوكراني تعرضت لخسائر جسيمة خلال المعارك في سيفيرودونتسك (ما يصل إلى 90 في المئة من وحدات عدّة) تنسحب نحو ليسيتشانسك"، المدينة الكبيرة المجاورة. ولم تحدد الوزارة عدد الجنود الذين ينسحبون نحو ليسيتشانسك.

وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية، صباح السبت، أن "العمليات جارية بالمنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك. القتال في الشوارع مستمر".

والهدف المعلن للقوات الروسية هو الاستيلاء على حوض دونباس المنجمي، الذي سيطرت على أجزاء منه القوات الانفصالية الموالية لروسيا عام 2014.

ويُعد الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة التي تقع على بُعد نحو 80 كيلو متراً من العاصمة الإدارية الإقليمية الأوكرانية كراماتورسك خطوة رئيسة لتحقيق تلك السيطرة. وكان عدد سكان سيفيرودونتسك قبل الحرب يناهز 100 ألف نسمة.

وأكدت الرئاسة، أن "ستة أبراج سكنية على الأقل تضررت في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك"، و"سقط أربعة قتلى وجرح واحد" في الهجمات الروسية في منطقة لوغانسك.