زيلينسكي: الكلفة البشرية لمعارك سيفيرودونتسك مروعة

لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم، في منطقة دونيتسك الانفصالية الأوكرانية المدعومة من روسيا، وأفاد مسؤولون انفصاليون ووكالات أنباء روسية

بوقوع ضربات عدة بالمدفعية الأوكرانية، بما يشمل قصف سوق، وذكرت وكالات الأنباء الروسية في وقت لاحق أن قذيفة سقطت على مستشفى للولادة في مدينة دونيتسك، ما أدى إلى اندلاع حريق ودفع الموظفين إلى نقل المرضى إلى الطابق السفلي.

وتعهد الزعيم الانفصالي في دونيتسك، دينيس بوشلين، بحشد المزيد من القوات الروسية لمواجهة أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المسؤولين اطلعوا على التقارير عن الهجوم على المستشفى، مضيفاً، "أي هجوم على البنية التحتية المدنية، بخاصة المرافق الصحية، هو انتهاك واضح للقانون الدولي".

ونفت أوكرانيا مراراً تنفيذ أي هجمات على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، حيث استولى الانفصاليين على مساحات شاسعة من الأراضي في عام 2014.

"مروعة"

في هذا الوقت، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أن الكلفة البشرية لمعركة السيطرة على سيفيرودونتسك "مروعة"، وسط هجوم عنيف للقوات الروسية في محاولة للاستيلاء على المدينة الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي عبر "تلغرام" في كلمته اليومية للشعب الأوكراني "الكلفة البشرية لهذه المعركة مرتفعة للغاية بالنسبة إلينا. إنها بكل بساطة مروعة". وأضاف "التاريخ العسكري سوف يذكر من دون شك معركة دونباس باعتبارها واحدة من أعنف المعارك في أوروبا".

وكشف وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأسبوع الماضي أن نحو 100 من جنوده يقتلون يومياً و500 يتعرضون لإصابات في القتال ضد القوات الروسية. وكان زيلينسكي قد ذكر في الأول من يونيو (حزيران) أن جيشه يخسر "بين 60 و100 جندي يومياً".

وتقدمت القوات الروسية في سيفيرودونتسك في إطار هجومها الواسع النطاق في منطقة دونباس الشرقية بعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف. وتعد سيفيرودونتسك أكبر مدينة في منطقة لوغانسك الشرقية، وهي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي في كلمته على "تلغرام" "نحن نتعامل مع شر مطلق. وليس لدينا خيار سوى المضي قدماً وتحرير أراضينا"، داعياً الغرب إلى إمداد الجيش الأوكراني بمزيد من الأسلحة.

وتشكل لوغانسك ودونيتسك منطقة دونباس التي يتحدث سكانها الروسية بشكل رئيس، وحيث تقاتل القوات الأوكرانية الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014.

قطع آخر الطرق لإجلاء المدنيين

وقال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية شددت قبضتها على مدينة سيفيرودونتسك بشرق أوكرانيا الاثنين وقطعت آخر الطرق لإجلاء المدنيين، في مشهد يعكس صورة الهجوم الذي شنته موسكو على ماريوبول في مايو (أيار) الماضي.

ووسط قصف مكثف، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي على مواقع التواصل الاجتماعي إن جميع الجسور خارج المدينة قد دمرت، مما يجعل من المستحيل إدخال شحنات المساعدات الإنسانية أو إجلاء المواطنين.

وأضاف أن القوات الروسية تسيطر الآن على 70 إلى 80 في المئة من المدينة الصغيرة، التي أصبحت محوراً لواحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب، لكن من تبقى من المدافعين الأوكرانيين ليسوا محاصرين تماماً.

وقال لراديو أوروبا الحرة/ الخدمة الأوكرانية براديو ليبرتي "لديهم القدرة على نقل الجرحى إلى المستشفيات لذلك لا يزال هناك وسيلة... من الصعب أن يسلموا أسلحتهم. صعب ولكن ليس مستحيلاً".

ووجهت أوكرانيا نداءات عاجلة للغرب طالبة المزيد من الأسلحة الثقيلة للمساعدة في الدفاع عن سيفيرودونتسك، التي تقول كييف إنها قد تكون كلمة السر للنتيجة النهائية لمعركة السيطرة على منطقة دونباس في الشرق ومسار الحرب في شهرها الرابع.

وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في مذكرة إحاطة إن القوات الروسية تحاول السيطرة الكاملة على سيفيرودونتسك، لكن الهجوم على المواقع الأوكرانية في جنوب شرق المدينة باء بالفشل.

وفي وقت سابق، قال غايداي "المعارك عنيفة لدرجة أن القتال قد يستمر لأيام للسيطرة ليس على شارع بل على مبنى كبير". وأضاف أن نيران المدفعية الروسية أصابت مصنع آزوت للكيماويات الذي كان يحتمي به مئات المدنيين.

ومضى قائلاً "نحو 500 مدني ما زالوا في مصنع آزوت في سيفيرودونتسك، بينهم 40 طفلاً. في بعض الأحيان ينجح الجيش في إجلاء شخص ما".

قال داميان ماجرو، المتحدث باسم الفيلق الأجنبي للدفاع عن أوكرانيا وله قوات في سيفيرودونتسك "بغض النظر عن القصف المستمر بالمدفعية والطائرات والصواريخ، هناك خطر حقيقي من أن يصبح المدافعون عن سيفيرودونتسك منفصلين عن ليسيتشانسك في حالة تعرض الجسر الثالث الذي يربط بين المدينتين للدمار".

وأضاف "عندئذ، من المحتمل أن يكون الموقف مشابهاً للموقف في ماريوبول مع وجود جيب كبير من المدافعين الأوكرانيين المعزولين عن بقية القوات الأوكرانية. وهذا أحد الأسباب التي تجعل من المهم أن يزودنا شركاؤنا الغربيون بمدفعية طويلة المدى بأسرع ما يمكن".

الاستسلام أو الموت

ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن المتحدث باسم الانفصاليين الموالين لموسكو، إدوارد باسورين، قوله إن القوات الأوكرانية محاصرة فعلياً في سيفيرودونتسك وأمامها خياران هما الاستسلام أو الموت.