بوتين يحيي ذكرى الغزو النازي وزيلينسكي يعترف بالضغط الروسي

  في ذكرى غزو الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر للاتحاد السوفياتي السابق عام 1941، مالت كفة القتال في الحرب في أوكرانيا، المستمرة منذ 24 فبراير الماضي، لمصلحة روسيا بسبب تفوّقها الهائل في قوة نيران المدفعية

 وفيما يحيي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبلده، هذه الذكرى، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بحقيقة "الضغط العسكري" الذي يتعرض له جيشه في منطقة لوغانسك، قائلاً "هذه هي البقعة الأصعب".

وقال زيلينسكي "بالقدر نفسه من الفعالية التي نناضل بها من أجل اتخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً إيجابياً بشأن حصول أوكرانيا على وضع مرشح، فإننا نكافح كل يوم من أجل أسلحة حديثة لبلدنا. نحن لا نتوانى ليوم واحد". وحث الدول الداعمة لبلاده على تسريع تسليم السلاح.

وفي قرار رمزي، قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن من المقرر أن تصبح أوكرانيا مرشحاً رسمياً لعضوية الاتحاد الأوروبي، الخميس.

ويقول محللون عسكريون إن فشل روسيا في تحقيق تقدم كبير حتى الآن منذ بدء الهجوم على أوكرانيا يعني أن الوقت في مصلحة الأوكرانيين.

وكتب اللفتنانت جنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلنج، القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا على "تويتر"، "إنها مباراة ملاكمة في الوزن الثقيل. فخلال قتال على مدى شهرين، لم يسقط طرف بالضربة القاضية حتى الآن. ستأتي (الضربة القاضية)، مع زيادة استنزاف القوات الروسية".

و22 يونيو هو يوم مهم في روسيا، فهو "يوم الذكرى والحزن"، الذي يصادف غزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة هتلر الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية. وتحييه أوكرانيا وبيلاروس اللتان كانتا آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفياتي. واستمرت الحرب هناك 1418 يوماً من 22 يونيو 1941، ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفياتي لقوا حتفهم.

ومن المقرر أن يضع الرئيس بوتين، الذي أطلق ما يسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا لاجتثاث النازيين، باقة من الزهور تأبينا للقتلى.

وإحياء لذكرى الغزو، كشفت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء عن وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفياتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية "مثلما يحدث حالياً، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات من أجل تشويه سمعة دولتنا".

وأحرزت القوات الروسية والانفصاليون في شرق أوكرانيا مزيداً من التقدم، الثلاثاء، إذ تقدموا صوب مدينة ليسيتشانسك، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في دونباس.

وفي بعض من أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أحرزت روسيا تقدماً بطيئاً في دونباس منذ أبريل في صراع أودى بحياة آلاف الجنود من الجانبين.

ووقعت معارك على ضفتي نهر سيفرسكي دونيتس الذي يمر عبر دونباس، حيث توجد القوات الروسية بشكل أساسي على الضفة الشرقية والقوات الأوكرانية في الغرب بشكل أساسي.

لكن، ورد أن قوات أوكرانية- وما يقدر بنحو 500 مدني- ما زالوا محتجزين في مصنع كيماويات في مدينة سيفيرودونتسك على الضفة الشرقية، على الرغم من القصف العنيف المستمر منذ أسابيع.

وأكد حاكم مقاطعة لوغانسك سيرهي جايداي أن توشكيفكا، وهي تجمع سكني على الضفة الغربية إلى الجنوب، أصبحت الآن تحت سيطرة القوات الروسية.

وقال أوليسكي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي، إن القوات الروسية استولت على قرية ميتيولكين ويمكنها عزل ليسيتشانسك وسييفيرودونتسك عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وأضاف في مقطع مصور نُشر على الإنترنت "التهديد بتحقيق روسيا انتصاراً تكتيكياً قائم، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد".

ورداً على العقوبات الغربية، بدأت روسيا ضخ كميات أقل من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وحددت دول الاتحاد الأوروبي من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأدرياتيكي في الجنوب إجراءات للتعامل مع أزمة الإمدادات بعد الهجوم ووضع الطاقة في قلب معركة اقتصادية بين موسكو والغرب.

وحذرت روسيا ليتوانيا، الثلاثاء، من أنها ستواجه إجراءات ذات "تأثير سلبي شديد" لمنعها وصول شحنات بالسكك الحديدية إلى كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق في موسكو.

وعبرت إستونيا، الدولة الواقعة على بحر البلطيق، عن تضامنها مع ليتوانيا واستدعت، الثلاثاء، السفير الروسي للاحتجاج على الانتهاك "الخطير للغاية" لمجالها الجوي من قبل مروحية روسية.