بوتين يعد بالمزيد من الأسلحة وواشنطن تدعوه لإنهاء الحرب

طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من رؤساء شركات تصنيع الأسلحة بذل قصارى جهدهم لضمان حصول الجيش الروسي على جميع الأسلحة والمعدات العسكرية التي يحتاجها للقتال في أوكرانيا.

وقال بوتين، خلال زيارة لمركز تولا لتصنيع الأسلحة، إن الحرب الروسية في أوكرانيا تأتي في إطار جهد تاريخي لمواجهة ما أسماه "التأثير الزائد عن الحد للقوى الغربية على الشؤون العالمية".

وأضاف "المهمة الرئيسة التي يجب أن تأتي على رأس أولويات مجمعنا الصناعي العسكري هي تزويد وحداتنا وقوات الخطوط الأمامية بكل ما يحتاجونه من أسلحة ومعدات وذخيرة وعتاد بالكميات اللازمة والجودة المناسبة في أقرب وقت ممكن".

وأردف "من المهم أيضاً تحسين الخصائص الفنية للأسلحة والمعدات التي يستخدمها مقاتلونا بشكل كبير بناء على الخبرة القتالية التي اكتسبناها".

وقال الكرملين الجمعة، إنه تم إحراز "تقدم كبير" نحو "نزع سلاح" أوكرانيا، وهو أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي عندما أطلق حربه على كييف قبل عشرة أشهر.

واستعرض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التقدم العسكري الروسي عندما سُئل خلال إحاطة صحافية عن تصريحات بوتين الذي قال الخميس إن قدرات أوكرانيا الدفاعية قريبة من الصفر. ورد بيسكوف، "يمكن القول إن هناك تقدماً كبيراً نحو نزع السلاح".

ودعت الولايات المتحدة بوتين الجمعة إلى "الاعتراف بالواقع" وسحب جيشه من أوكرانيا بعد وصفه أخيراً النزاع هناك بأنه "حرب".

وأطلقت روسيا رسمياً على الهجوم في أوكرانيا تسمية "عملية عسكرية خاصة"، كما فرضت قانوناً يجرم ما تعتبره السلطات "مصطلحات مضللة" متعلقة بهذه العملية.

لكن في مؤتمر صحافي الخميس استخدم بوتين نفسه مصطلح "حرب" حين أعرب عن أمله في أن ينتهي النزاع في أقرب وقت ممكن.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية "منذ 24 فبراير أدركت الولايات المتحدة وبقية العالم أن (العملية العسكرية الخاصة) لبوتين كانت حرباً عدوانية وغير مبررة ضد أوكرانيا. أخيراً بعد 300 يوم وصف بوتين الحرب كما هي".

وأضاف "في خطوة تالية للاعتراف بالواقع، نحضه على إنهاء هذه الحرب من خلال سحب قواته من أوكرانيا".

ولفت المتحدث إلى أنه مهما كانت مصطلحات بوتين فإن "عدوان روسيا على جارتها ذات السيادة لم يخلف سوى الموت والدمار والنزوح".

وتابع "الشعب الأوكراني بلا شك لا يجد مواساة تذكر في تصريح بوتين بما هو جلي وواضح، وكذلك أيضاً عشرات الآلاف من العائلات الروسية التي قُتل أقاربها في حرب بوتين".

وقضت محكمة روسية في وقت سابق هذا الشهر بسجن السياسي المعارض إيليا ياشين ثماني سنوات ونصف السنة بموجب القانون الجديد لإدانته بالترويج لـ"معلومات مضللة" عن الحرب.

وكان ياشين قد تحدث عن "مجزرة" في بوتشا، البلدة القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تم اكتشاف جثث مدنيين أوكرانيين مقيدة ومقتولة بالرصاص بعد انسحاب القوات الروسية.

وأعلن النائب الروسي المعارض للحرب نيكيتا يوفيريف الجمعة، أنه يسعى لاتخاذ إجراءات قانونية ضد بوتين لنشره "أنباء مضللة" في إشارته إلى مصطلح "حرب" في أوكرانيا.

وتضررت القدرات الدفاعية لأوكرانيا، أي الصناعات العسكرية، بشدة بسبب الضربات الصاروخية الروسية. إلا أن الغرب يمد كييف بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع بإمدادها بنظام دفاع جوي أميركي من طراز "باتريوت" ووعد بمواصلة الدعم. ووصف بوتين نظام باتريوت بأنه "قديم للغاية"، وقال إن روسيا ستتكيف معه.

وبعد تكبدها سلسلة من الهزائم ضمن ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، تبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا حيث تحاول قواتها السيطرة على مدينة باخموت الصغيرة منذ شهور.

وقال بوتين الخميس إنه يريد إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، وإن هذا يتعين أن يحدث من خلال الوسائل الدبلوماسية. إلا أن الولايات المتحدة تقول إنه لم يظهر أي مؤشر على الإطلاق على استعداده للتفاوض.

وذكر بيسكوف أنه لا علم لدى روسيا بخطة سلام أوكرانية أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن كييف تستعد لطرحها في فبراير .

وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتجاهل حتى الآن "حقائق" الوضع، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها بشكل جزئي، وهي خطوة رفضتها كييف والغرب وأكدا أنها غير قانونية.