أمريكا تعد حزمة مساعدات لأوكرانيا تشمل صواريخ بعيدة المدى

أعلنت أوكرانيا، أن الدول الغربية تعهدت تسليمها "120 إلى 140" دبابة ثقيلة للتصدي للجيش الروسي الذي كثف هجومه خلال الفترة الأخيرة، معلناً السيطرة على قرية جديدة بالقرب من باخموت أحد مراكز القتال شرقاً.

وسبق أن أشارت كييف إلى أنها تحتاج إلى المئات من هذه الدبابات والصواريخ البعيدة المدى والطائرات لتتمكن من شن هجمات مضادة وحتى استعادة الأراضي الأوكرانية التي سيطر عليها الروس.

من جانبه أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيبحث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمر، وقال لصحافيين "سنتحدث" في هذا الشأن بعدما كان رد بـ"لا" على سؤال طرح عليه في البيت الأبيض حول تأييده إرسال مقاتلات من طراز "أف-16" إلى كييف.

صواريخ بعيدة المدى

بعد كثير من المماطلة، قرر الأميركيون والألمان إرسال العشرات من أحدث دباباتهم إلى أوكرانيا.

وقال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا من المتوقع أن تشمل صواريخ طويلة المدى للمرة الأولى وذخائر وأسلحة أخرى.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر مقطع فيديو على "فيسبوك"، "في الدفعة الأولى من الإسهامات ستتلقى القوات الأوكرانية 120 إلى 140 دبابة حديثة غربية"، مذكراً بأن هذه الدبابات هي من طراز "ليوبارد 2" الألمانية و"تشالنجر 2" البريطانية و"أبرامز" الأميركية.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها كييف عن عدد هذه الدبابات التي تعهد حلفاؤها الغربيون تقديمها لها.

وتنوي بريطانيا إرسال دبابات "تشالنجر" أواخر مارس فيما تعتزم ألمانيا تسليم أوكرانيا أول دبابات "ليوبارد" بنهاية مارس مطلع أبريل وأعلنت واشنطن إرسال 31 دبابة "أبرامز".

وتعتزم دول أوروبية أخرى مثل بولندا إرسال دبابات "ليوبارد" أيضاً، لكن عملية التسليم ربما تستغرق أشهراً، وفق مصادر دبلوماسية، بين عمليات الإصلاح والصيانة، إضافة إلى تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها.

وقال كوليبا في إفادة عبر الإنترنت إن "تحالف الدبابات يضم الآن 12 عضواً" وأضاف أن كييف تعمل خلف الكواليس للحصول على موافقة مزيد من الدول على تزويدها بدبابات في وقت يصفه مسؤولون بأنه حرج في الحرب.

وتعتزم أوكرانيا شن هجوم مضاد كبير لاستعادة مساحات كبيرة من الأراضي التي استولت عليها روسيا في جنوب البلاد وشرقها وطلبت الولايات المتحدة من كييف تأجيل هذه الخطط حتى تتسلم المساعدات العسكرية الغربية.

مخاوف التصعيد

وتتردد بعض الدول مثل فرنسا خلال هذه المرحلة في إرسال مخزونها من الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا خشية إضعاف قدراتها العسكرية.

في المقابل أعلنت باريس أنها ستسلم أوكرانيا 12 مدفعاً إضافياً من نوع "سيزار" من عيار 155 ملم تضاف إلى 18 قطعة سبق وسلمتها إلى كييف.

لكن هذه المدافع العالية الدقة يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، فيما تطلب أوكرانيا مدافع يتجاوز مداها 100 كيلومتر لتتمكن من تدمير خطوط الإمدادات ومستودعات ذخيرة للروس.

ويخشى الغربيون من أن يدفع دعم عسكري أكبر لكييف الكرملين إلى التصعيد، في حين تعتبر موسكو أن الأميركيين والأوروبيين أعلنوا حرباً بالوكالة عليها ويرى مراقبون كثر أن كلاً من موسكو وكييف تحضران لهجوم أواخر الشتاء أو في الربيع.

المعارك على الأرض

على الأرض تبدو القوات الروسية مصممة على أخذ زمام المبادرة من جديد بعد النكسات التي تكبدتها في الخريف الماضي والتي أجبرتها على الانسحاب من شمال شرقي البلاد وجنوبها.

وضاعفت قوات موسكو جهودها، خصوصاً في محاولة السيطرة على مدينة باخموت التي تشهد معارك شرسة منذ الصيف الماضي وسجل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية كبيرة جداً.

وتقود مجموعة "فاغنر" الروسية المسلحة الهجوم على باخموت وأعلنت الأسبوع الماضي السيطرة على بلدة بلاهوداتني.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، في مؤتمرها الصحافي اليومي عن الوضع الميداني بأوكرانيا، "تحرير قرية بلاهوداتني" إثر هجوم شنته "وحدات مؤلفة من متطوعين" بدعم جوي ومدفعي.

وكان رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين أعلن، السبت 28 يناير السيطرة على قرية بلاهوداتني، الأمر الذي نفته كييف.

وسبق أن سيطرت المجموعة هذا الشهر على مدينة سوليدار بعدما تكبدت خسائر فادحة، إضافة إلى بلدات مجاورة.

 وتؤكد القوات الأوكرانية أن باخموت لا تزال تحت سيطرتها، وقال المتحدث العسكري سيرغي تشيريفاتي إن "القوات الروسية غير قادرة على قطع طريق إمدادات القوات المسلحة" الأوكرانية.

السيطرة على فوغليدار

وأطلقت القوات الروسية هجوماً على بعد 150 كيلومتراً نحو الجنوب للسيطرة على مدينة فوغليدار التي كانت تعد 15 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب والواقعة في جنوب غربي دونيتسك.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات نحو شمال سوليدار، أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية، بأن بلدة بوغويافلينكا مدمرة بشكل كبير ومحرومة من الكهرباء والمياه، وقد شهدوا على تبادل ضربات مدفعية عنيفة.

وقالت بريطانيا إن قوة روسية كبيرة تقدمت مئات الأمتار في هجوم جديد على معقل تسيطر عليه أوكرانيا في جنوب شرقها الأسبوع الحالي، على رغم أنه من المستبعد تحقيق نجاح كبير هناك.

وزعم مسؤولون روس أن التقدم الميداني ضمن لموسكو موطئ قدم في بلدة فوغليدار الأوكرانية واعترفت كييف باندلاع قتال عنيف هناك، لكنها تقول إنها تصد الهجوم حتى الآن بينما ألحقت خسائر فادحة بالمهاجمين.

وفي تحديث استخباراتي قدم تفاصيل نادرة عن ساحة المعركة، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تهاجم البلدة بقوات لا تقل عن حجم لواء الذي يتألف عادة من آلاف عدة من الجنود بقدرات كاملة.

ومن المحتمل أن يكون الروس تقدموا مئات عدة من الأمتار من الجنوب إلى ما بعد نهر كاشلاهاك الذي قالت الوزارة إنه ظل بمثابة خط المواجهة لأشهر، ويجري النهر الصغير على طرف بلدة بافليفكا على بعد حوالى كيلومترين جنوب فوغليدار.