روسيا تتقدم وكييف تعترف بصعوبة الوضع في باخموت

تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، فيما تقترب الحرب الدامية من إتمام عامها الأول. ويحاول الجيش الروسي بسط السيطرة الكاملة على مناطق في أوكرانيا، فيما تواصل كييف في تلقي الدعم العسكرية واللوجستي من حلفائها.

واعترفت أوكرانيا بوضع "معقد" شمال باخموت، مركز المعارك في شرق البلاد، حيث أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة جديدة مواصلا محاولاته لتطويق هذه المدينة الحصن في دونباس، فيما بحث قائد الجيش الأوكراني المساعدات والتدريب مع القائد الأميركي لحلف الأطلسي.

يُذكر أن مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، دُمرت إلى حد كبير خلال أكثر من ستة أشهر من القتال الذي خلف ايضا خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين. ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، باتت المدينة رمزا للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد.

وبعد عدة أشهر من تبادل القصف المدفعي بدون تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، أحرزت القوات الروسية تقدما في الأسابيع الأخيرة لا سيما شمال باخموت حيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي.

وأقرت الرئاسة الأوكرانية الاثنين بأن الوضع "معقد" في بلدة باراسكوفيفكا جنوب سوليدار وعلى بعد 10 كلم من وسط باخموت "التي تتعرض لقصف وهجمات مكثفة" روسية.

من جهته، اعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة كراسنا غورا قرب باراسكوفيفكا. وذكر أن "وحدات هجومية من المتطوعين بمساندة سلاح المدفعية من المجموعة الجنوبية حررت البلدة".

والأحد، أعلن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي ينتشر رجاله على الخطوط الأمامية في هذه المعركة، الاستيلاء على كراسنا غورا.

وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن الوضع "متوتر" قرب فوغليدار جنوبا حيث تشن القوات الروسية هجوما.

يأتي ذلك فيما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قائد القوات المسلحة ناقش مع قائد الجيش الأميركي في أوروبا المساعدات العسكرية وتدريب القوات الأوكرانية خلال محادثة هاتفية، الاثنين، عشية اجتماع حلفاء كييف في بروكسل.

وأضافت الوزارة في بيان عبر قناتها على "تليغرام" أن فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، شارك رؤيته بشأن تحقيق النصر مع القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي المشتركة في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي.

جاء ذلك قبل اجتماع تستضيفه الولايات المتحدة لمجموعة الاتصال الدفاعية المعنية بأوكرانيا في مقر حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد مؤتمر عُقد في 20 يناير في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا والذي كان سببا رئيسيا في صدور قرارات إرسال العشرات من دبابات القتال الحديثة إلى كييف.

من جهته حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف.

وقال خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو إن "الوتيرة الحالية لاستخدام الذخائر في أوكرانيا أكبر بكثير من وتيرة إنتاجنا الحالية". وأضاف "هذا الأمر يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط".

وقد تلقت أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة وعودا بتسلم أسلحة تعد أساسية لجهودها الحربية. لكن كييف تطالب الغرب بتزويدها أسلحة بعيدة المدى ومقاتلات لمواجهة موسكو.