روسيا على عتبة أول نصر كبير في باخموت

أمطرت القوات الروسية ومجموعة فاغنر آخر طرق الوصول إلى مدينة باخموت الأوكرانية المحاصرة بقذائف المدفعية فباتوا بذلك على مقربة من تحقيق أول نصر كبير لموسكو في نصف عام بعد أكثر معارك الحرب دموية.

وقال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين في مقطع مسجل على بعد سبعة كيلو مترات شمالي باخموت، إن المدينة التي عم فيها الخراب تكاد تصبح محاصرة تماماً في الوقت الحالي، إذ تبقى طريق خروج واحد مفتوح للقوات الأوكرانية.

ورأت "رويترز" القصف الروسي الكثيف لطرق الخروج من باخموت المؤدية إلى الغرب، وهي محاولة واضحة لاعتراض دخول القوات الأوكرانية المدينة وخروجهم منها. وحطمت قذائف الدبابات الروسية جسراً في بلدة كروموفي المتاخمة.

ويعمل الجنود الأوكرانيون على إصلاح الطرق التي لحقت بها أضرار وتتوجه مزيد من القوات نحو خط المواجهة في إشارة إلى أن أوكرانيا ليست مستعدة بعد للتخلي عن المدينة. وفي الغرب يحفر الأوكرانيون خنادق جديدة لمواقع دفاعية.

وزار قائد القوات البرية الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي باخموت من أجل إفادات مع القادة المحليين حول كيفية تعزيز القدرة الدفاعية لقوات خطوط المواجهة.

وقالت الخدمة الصحافية "لن يتخلى العدو عن أمله في الاستيلاء على باخموت ويواصل حشد قواته لاحتلال المدينة".

ومن شأن النصر في باخموت، التي بلغ تعدادها السكاني قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة، أن يمنح روسيا أول تقدم كبير في هجوم شتوي مكلف، إذ استدعت موسكو مئات الآلاف من قوات الاحتياط في العام الماضي. وتقول روسيا إنها ستكون نقطة انطلاق نحو الاستيلاء على منطقة دونباس المحيطة، وهو من أهم أهداف الحرب.

وتقول أوكرانيا إن المدينة قيمتها الاستراتيجية ليست مرتفعة لكن الخسائر الضخمة هناك قد تحدد مسار الحرب. واستعادت أوكرانيا السيطرة على مساحات من الأراضي في النصف الثاني من 2022، لكن قواتها باتت في موقف دفاعي على مدى ثلاثة أشهر.

وقال بريغوجين، مرتديا الزي القتالي في مقطع فيديو "حاصرت وحدات مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة فعلياً باخموت". وقدرت "رويترز" من اللقطات والبنايات الظاهرة فيه أنه التقط فوق سطح أحد البنايات في قرية تبعد نحو سبعة كيلو مترات إلى الشمال من وسط باخموت.

وأضاف "بقي طريق واحد فحسب (للخروج)... الحصار في سبيله ليكون محكماً".

وحث بريغوجين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إصدار الأمر بالانسحاب من باخموت لإنقاذ أرواح جنوده، ثم تحولت الكاميرا لتعرض ثلاثة أسرى أوكرانيين، وهم رجل بلحية رمادية وولدان، يطلبون السماح لهم بالذهاب إلى المنزل.

وقال قائد وحدة الطائرات المسيرة الأوكرانية في باخموت روبرت بروفدي، الشهير باسم "ماديار"، في مقطع فيديو نشره على وسائل للتواصل الاجتماعي إن وحدته تلقت أوامر من الجيش بالانسحاب على الفور من المدينة. وأشار إلى أنهم يقاتلون هناك منذ 110 أيام.

ويقول كل طرف إنه كبد الآخر خسائر فادحة في باخموت. وأصرت كييف على أن قواتها ما زالت متمسكة بمواقعها هناك مع الإقرار بأن الموقف تدهور على مدى الأيام القليلة الماضية.

وقال فولوديمير نازارينكو أحد نواب القائد في الحرس الوطني الأوكراني لمحطة "إن. في راديو" الأوكرانية إن الموقف "حرج" وإن القتال مستمر "بلا انقطاع".

وأردف "لا يكترثون بالخسائر في محاولة الاستيلاء على المدينة بهجومهم. مهمة قواتنا في باخموت هي تكبيد العدو أكبر قدر ممكن من الخسائر. كلفة كل متر من الأراضي الأوكرانية يكلف مئات الأرواح من صفوفهم".

وأضاف "نحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الذخيرة. ثمة روس هنا أكثر من الذخيرة التي نملكها للقضاء عليهم".

وشهدت الأيام القليلة الماضية حذراً في الأماكن الأكثر احتمالاً للتعرض للهجمات في روسيا، وذلك بعد أن أفادت موسكو بوقوع هجمات عدة للطائرات المسيرة في العمق الروسي، وأعقبها ما قالت عنه روسيا إنه هجوم مسلح عابر للحدود أمس الخميس.

وظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التلفزيون وهو يأمر مجلس الأمن في بلاده بأن يكثفوا "تدابير مكافحة الإرهاب".

وزار زيلينسكي جنوداً مصابين في مستشفى عسكري. واعتذر أحد الجنود مصافحاً زيلينسكي وهو راقد في سريره عن أنه لا يستطيع القيام. ليرد عليه زيلينسكي "لا بأس بذلك سيحين الأوان وستنهض".