روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني واسع النطاق

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر، اليوم الإثنين، أن القوات الروسية أحبطت هجوماً كبيراً لأوكرانيا وقتلت المئات من القوات الموالية لكييف.

وقالت الوزارة على تطبيق "تيليغرام"، "في صباح الرابع من يونيو شن العدو هجوماً واسع النطاق على خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب دونيتسك". وأضافت "كان هدف العدو اختراق دفاعاتنا من القطاع الأكثر ضعفاً من الجبهة، في اعتقاده. لم يحقق العدو أهدافه ولم ينجح". وأشارت إلى أن القوات الروسية قتلت 250 من القوات الأوكرانية، ودمرت 16 دبابة و3 عربات قتال للمشاة و21 مركبة قتالية مصفحة.

وأفادت الوزارة بأن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف كان في المنطقة التي وقع فيها الهجوم الأوكراني. وأوضحت أن أوكرانيا شنت هجومها باستخدام ست كتائب ميكانيكية وكتيبتي دبابات. ولم يصدر أي تعليق فوري من أوكرانيا حتى الآن.

ولا يزال من غير الواضح إن كان الهجوم المشار إليه يمثل البداية الرسمية للهجوم المضاد المتوقع على نطاق واسع أن تشنه أوكرانيا لاستعادة بعض الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ الهجوم الذي بدأ في فبراير 2022.

من جانبه، قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية إن هجوماً بطائرة مسيرة تسبب في إشعال حريق في منشأة للطاقة بالمنطقة في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين.

وأضاف الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف على تطبيق "تيليغرام"، "في منطقة بيلغورود اشتعلت النيران في إحدى منشآت الطاقة. السبب الأولي للحريق هو سقوط عبوة ناسفة من طائرة مسيرة. ولم تقع أي إصابات أو خسائر في الأرواح".

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الأسطول الروسي في المحيط الهادئ بدأت مناورات في بحر اليابان وبحر أوخوتسك ستستمر حتى 20 يونيو.

وأضافت الوزارة على "تيليغرام" أن "أكثر من 60 سفينة حربية وسفينة دعم ونحو 35 طائرة بحرية وقوات ساحلية وأكثر من 11 ألف فرد عسكري يشاركون في مناورات... قوات أسطول المحيط الهادئ".

وأمس الأحد، شهدت قرية روسية قرب الحدود الأوكرانية معارك بعد توغل جديد لقوات موالية لأوكرانيا، فيما واصلت موسكو حملتها من القصف الجوي. وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية التي تعرضت لقصف أوكراني في الأيام الأخيرة، أمس الأحد، أن "معارك" تدور في قرية نوفايا تافوليانكا.

وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف في رسالة عبر "تيليغرام"، "وصلت مجموعة مخربين. تدور الآن معارك في نوفايا تافوليانكا. آمل في أن يتم القضاء عليهم جميعاً". وأضاف أن من وصفهم بمقاتلين روس موالين لأوكرانيا أسروا جنوداً وعرضوا تبادل أسرى.

وأورد غلادكوف، أمس الأحد، "الأمر الوحيد الذي يمنعني من التفاوض معهم هو رجالنا الذين هم بين أيديهم. ربما قتلوا" في ما بدا أنه يشير إلى أنه لهذا السبب كان مستعداً للموافقة على التفاوض.

ووافق على مقابلة المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا، لكن هؤلاء أكدوا في رسائل نشرت على الإنترنت في نهاية اليوم أنه لم يأتِ لمقابلتهم، بعدما كان ذلك مقرراً في المنطقة الحدودية. وأكدت إحدى هذه المجموعات المسماة "فيلق الحرية لروسيا" نقل الأسرى الذين تحتجزهم إلى السلطات الأوكرانية التي تنظم عمليات تبادل أسرى بانتظام مع القوات الروسية.

وهذه المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول روسي بأسر مقاتلين روس على الأراضي الروسية، بعد أكثر من 15 شهراً من القتال على الأراضي الأوكرانية. ويأتي هذا الإعلان مع تعرض القرى الحدودية لقصف أوكراني كثيف هذا الأسبوع، مما أجبر الآلاف على الفرار نحو بيلغورود، المدينة الرئيسة في المنطقة.

وفي وقت لاحق، أمس الأحد، أعلن الجيش الروسي أنه صد مجموعة أوكرانية "إرهابية" حاولت عبور الحدود. وقال الجيش في بيان "في الرابع من يونيو رصدت وحدات تغطي حدود المنطقة العسكرية الغربية محاولة مجموعة تخريبية من الإرهابيين الأوكرانيين عبور النهر قرب قرية نوفايا تافوليانكا"، مضيفاً "ضُرب العدو بالمدفعية، وتفرقت صفوفه وتراجع".

ويأتي القتال حول نوفايا تافوليانكا عقب توغل لقوات موالية لأوكرانيا في منطقة بيلغورود الشهر الماضي، مما أجبر موسكو على استخدام مدفعيتها وقواتها الجوية على أراضيها.

وقال الكرملين، أمس الأحد، إن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من "تصاعد التوتر" في الصراع الأوكراني. وأصبحت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى.

وطلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ كروز من طراز "توروس" التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لمراسل قناة "روسيا-1" التلفزيونية، "بدأنا بالفعل نشهد مناقشات حول تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر". وأضاف "هذا سلاح مختلف تماماً. سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر".

وانتقدت روسيا مراراً الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة، ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي صارت بالفعل أطرافاً مباشرة في الصراع.

وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب أهدافاً مشروعة فيما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، والتي دخلت الآن شهرها الـ16. وتقول أوكرانيا إنها في حاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية ولاستعادة السيطرة على أراضيها. كما أكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى "يتم إنجاز المهمة... لا يوجد بديل".

وتقول موسكو إنها اضطرت إلى القيام بعمليتها في أوكرانيا لحماية أمنها والتصدي لما تصفه بأنه عداء وعدوانية من الغرب الذي تقول إنه مصمم على تدمير روسيا. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حرباً غير مبررة لتستولي على الأراضي في أوكرانيا.