بريطانيا تشكك "بمكاسب روسية كبيرة" خلال 24 ساعة الماضية

قالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت إن القوات الروسية لم تحقق أي مكاسب كبيرة في الأربع والعشرين ساعة الماضية على الرغم من زيادة نشاطها وذلك بسبب الهجمات المضادة الأوكرانية التي تواصل عرقلة مساعيها.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية أن القتال العنيف يحبط محاولات موسكو للاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية الأمر الذي يعيق تقدمها في منطقة دونباس.

وأضافت أن القوات الجوية والبحرية الروسية لم تتحكم في أي من المجالين بسبب فعالية الدفاعات الجوية والبحرية الأوكرانية.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة النبأ.

محاولة إجلاء

وستقوم أوكرانيا ظهر السبت بمحاولة جديدة لإجلاء مدنيين من ماريوبول، المدينة التي تعرضت لدمار كبير وتسيطر على غالبيتها القوات الروسية، كما أعلنت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك.

وقالت فيريشتشوك على تلغرام "اليوم سنحاول مجدداً إجلاء نساء وأطفال وكبار السن" داعية السكان إلى التجمع على الطريق السريع قرب مركز بورت سيتي للتسوق في المدينة. وأضافت "إذا جرى كل شيء كما هو مخطط له، فسنبدأ في عملية الإجلاء حوالى الظهر".

 موسكو سبق وأعلنت أنها تسعى إلى السيطرة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس بالكامل بعد شهرين على بدء حرب الجيش الروسي، الذي اتهمته الأمم المتحدة الجمعة بارتكاب أعمال "قد ترقى إلى جرائم حرب".

وقال مسؤول عسكري روسي كبير الجمعة إن "أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرة كاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا"، في إشارة إلى "المرحلة الثانية من العملية الخاصة" التي تستهدف، من بين أمور أخرى، "ضمان ممر بري باتجاه شبه جزيرة القرم".

وأكدت موسكو الخميس أنها "حررت" ماريوبول، وردت كييف الجمعة أن المقاتلين الأوكرانيين "صامدون" في مصنع آزوفستال، حيث يتحصن مدنيون أيضاً.

وأمر الرئيس بوتين بفرض حصار على هذا المجمع الهائل للصناعات المعدنية من دون اقتحامه.

ووعد أوليكسيتش أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني مساء الجمعة بـ "هجوم مضاد" بنسبة "101 في المئة" لاستعادة ماريوبول بمجرد أن تقرر هيئة الأركان العامة ذلك، بحسب وسائل الإعلام الأوكرانية.

شحنات أكبر من الأسلحة

يأتي ذلك في وقت دعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) 40 دولة حليفة إلى الاجتماع في ألمانيا الأسبوع المقبل، لمناقشة الاحتياجات الأمنية الطويلة المدى لكييف.

في غضون ذلك، يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الأسبوع المقبل بعد محطة له في موسكو للتشاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية الجمعة.

وكانت موسكو قررت سحب قواتها من محيط كييف ومن شمال أوكرانيا نهاية مارس لتركيز عملياتها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.

وحصلت أوكرانيا من الغرب على شحنات أكبر من الأسلحة في الأيام الأخيرة، وتُواصل التشديد على قدرتها على إخراج القوات الروسية من أراضيها.

وقال زيلينسكي مساء الخميس "يمكنهم فقط تأخير الأمر المحتم - اللحظة التي سيُضطر فيها المهاجمون إلى الانسحاب من أراضينا، خصوصاً ماريوبول".

وأكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها "حررتها"، ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية الذي يتحصن فيه أيضاً مدنيون.

وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلنكو لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، إن مستقبل الحرب في أوكرانيا "رهن بمصير ماريوبول"، معتبراً أن لهذه المدينة أهمية "استراتيجية" للأوكرانيين في دفاعهم عن المنطقة، وللروس في سعيهم إلى إيجاد صلة وصل برية مع القرم.

وتابع كيريلنكو "العدو يركز كل جهوده على ماريوبول"، في حين لا يزال مَن بقي من مقاتلين أوكرانيين فيها يتحصنون في مجمع آزوفستال مع "ما يصل إلى 300 مدني".

وكان الرئيس الأوكراني أكد الأربعاء أن "نحو ألف مدني من نساء وأطفال" موجودون في المصنع ومعهم "مئات الجرحى".