السودان.. اشتعال المعارك بأم درمان و"إيغاد" تدعو البرهان و"حميدتي" للقاء

YNP ـ في وقت تتجه المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، هذه الأيام، نحو التصعيد، إذ شهدت مناطق عدة بأم درمان معارك عنيفة باستخدام الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن شن الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية على مدينتي الجنينة ونيالا بإقليم دارفور، دعت الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية "إيغاد" قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى لقاء مباشر خلال أسبوعين لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ تسعة أشهر.

وحث البيان الختامي لقمة "إيغاد" التي عقدت في أوغندا على التنسيق مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لحشد الدعم لعملية السلام بهدف حل النزاع في السودان، مبدياً قلق قادة الهيئة إزاء استمرار القتال في الخرطوم والحالة الأمنية والإنسانية المتردية الناجمة عن الحرب.

وحض طرفي النزاع على التزام الحوار والمفاوضات. ونوه البيان باستعداد قادة دول "إيغاد" المستمر لتقديم مساعيها الحميدة لتسهيل عملية سلام شاملة لإنهاء الصراع بالتعاون الوثيق مع أصحاب المصلحة السودانيين والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية.

وأكد البيان أن السودان ليس ملكاً لأطراف الصراع فحسب، بل للشعب السوداني، مطالباً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب الظالمة التي تؤثر في السودانيين تمهيداً للمضي قدماً نحو الحوار السياسي.

وأشار البيان إلى أن الدول الأعضاء في "إيغاد" ستستخدم مختلف الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع بالسودان سلمياً، إذ أصدر القادة توجيهاتهم إلى أمانة الهيئة بتقديم آخر المستجدات إلى الجمعية العمومية، فضلاً عن التنسيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي لمراجعة خريطة الطريق لحل النزاع السوداني التي تم اعتمادها أخيراً من قبل الهيئة مع جداول زمنية واضحة، واتخاذ خطوات عملية في غضون شهر لتشكيل حكومة ديمقراطية في البلاد.

وأبدى قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو سعادته بالمشاركة في القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات "إيغاد" التي قال إنها بحثت كيفية وقف الحرب في السودان.

واعتبر قائد "الدعم السريع" في منشور على منصة "إكس" القمة التي شارك فيها فرصة سانحة لتقديم شرح مفصل لرؤساء دول "إيغاد" حول أسباب نشوب الأزمة في السودان ورؤيتهم لوقف الحرب والتفاوض للوصول إلى سلام شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة، ويؤسس لبناء مستقبل أفضل للشعب السوداني بما يجعل هذه الحرب آخر الحروب في البلاد. ولفت دقلو إلى أنه جدد، خلال الاجتماع، الرغبة الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب، آملاً أن تكلل جهودهم في تحقيق السلام والاستقرار بالسودان بما ينعكس على أمن واستقرار المنطقة.

أمنياً، تزايدت حدة المعارك بين طرفي القتال على جبهات عدة في العاصمة وخارجها، حيث احتدمت الأوضاع في مدينة أم درمان بخاصة ناحية أحياء الموردة وأمبدة ومقر الإذاعة والتلفزيون التي شهدت تبادلاً للقصف المدفعي، مما أدى إلى تزايد حالات النزوح من المناطق الجنوبية للمدينة إلى شمالها، بينما ما زالت الخدمات تشهد انقطاعاً مستمراً، فالمياه استمر انقطاعها للشهر الثالث، في حين تعمل الكهرباء والاتصالات بصورة متقطعة.

وبحسب شهود، فإن جنوب الخرطوم يشهد استقراراً جزئياً وتوقفاً للاشتباكات مع استمرار القصف المدفعي وسقوط بعض القذائف على مرافق ومقار مدنية من دون الإفادة عن سقوط ضحايا، لافتين إلى توقف القصف المدفعي والجوي في مناطق شرق النيل والحاج يوسف.

وفي ود مدني، قصف طيران الجيش تمركزات "الدعم السريع" في مناطق متعددة من المدينة، بخاصة المناطق المحيطة بجسر حنتوب وكوبري البوليس، بينما ردت الأخيرة بالمضادات الأرضية.

كما شن الطيران الحربي غارات جوية على مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور وهي الغارة الأولى للطيران على المدينة منذ اندلاع الحرب في أبريل الماضي، حيث سمع دوي انفجارات قوية شرق المدينة وتحديداً في مطار الشهيد صبيرة.

كذلك عاود الطيران الحربي قصف مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور مستهدفاً أهدافاً لـ"الدعم السريع" بنحو ثلاثة براميل متفجرة.