في ذكرى رحيله .. إبراهيم نصر صانع الابتسامة وملك الكاميرا الخفية

إبراهيم نصر الذي رسم الابتسامة على وجوه أجيال لمدة سنوات طويلة. إبراهيم لم يبرع في الكوميديا فقط ولكن في كل الألوان التي قدمها فمن منا لم يحب "جعيدي" في الفيلم الشهير شمس الزناتي وبكى لرحيله. الخميس الماضي 12 مايو حلت الذكرى الثانية لرحيل واحد من أهم صناع الكوميديا وبرامج المقالب في الوطن العربي.

نشأة إبراهيم نصر وحياته

اسمه بالكامل إبراهيم نصر النخيلي، وهذا اللقب نسبة إلى أحد مراكز محافظة أسيوط وهو النخيلة، فوالده قدم إلى القاهرة من صعيد مصر، وكان يعمل مقاولا معماريا.

ولد إبراهيم في 18 أغسطس عام 1946، في حي شبرا بالقاهرة، لديه أربعة أشقاء وهم فؤاد، عياد، ميلاد، وعماد، برزت موهبته منذ صغره، وهو في العاشرة من عمره بدأ يقلد المحيطين به، وأصبح مشهور بخفة ظله في المنطقة وبين أفراد العائلة.

التحق بمدرسة عثمان بن عفان في حي شبرا، وسريعا أصبح رئيس فريق التمثيل بالمدرسة، وبدأ في تقديم المسرحيات، وحصل على عدة جوائز.

بعد انتهاء مرحلة الثانوية التحق إبراهيم بكلية الآداب، وفي أثناء دراسته بالجامعة اشترك في فريق المسرح، فلم يكن يرى أمامه إلا التمثيل، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات لأدائه المميز وإسهاماته الكبيرة في فريق التمثيل بالجامعة، تخرج من الكلية عام 1972.

بعد التخرج اختار إبراهيم الكوميدي كأول طريق له وبدأ في تقديم فن المنولوجيست، وبدأ يقلد كبار النجوم في مصر في ذلك الوقت، وشارك في مجموعة من برامج الأطفال.

كانت بدايته الحقيقة حينما التقى بالشاعر بخيت بيومي الذي انبهر بموهبة إبراهيم، وأقنعه بأن يصطحبه إلى مبنى التلفزيون للمشاركة في أحد الأدوار داخل أحد البرامج.

وبالفعل ذهب معه إبراهيم وشارك بدور تمثيل في برنامج عزيزي المشاهد مع الإعلامية المصرية أماني ناشد، وكان البرنامج على الهواء مباشرة، فلفت الأنظار إلى موهبة الكوميديا الكبيرة إبراهيم نصر، وبدأت تنهال عليه العروض للمشاركات في التلفزيون، السينما، وتقديم البرامج الذي برع فيها.

زوجة إبراهيم نصر وأولاده

 تزوج إبراهيم من خارج الوسط الفني، ولديه ابن يدعى عماد وابنة تدعى دينا، كما أنه عاش قصة حب كبيرة مع زوجته، الذي قالت في أحد اللقاءات لها إنها محظوظة أن الله اختارها لتكون زوجته، مؤكده أنها تعيش في حالة سعادة دائمة بفضل وجوده في حياتها.

وقالت إن وجوده في حياتها منع عنها أي حزن، من جانبه أكد إبراهيم أنه يقرأ معها الأعمال المعروضة عليه، وإنها تحملت منه كثيرا من المواقف خاصة وقت التحضير للعمل، موضحا إنه كان يغلق باب حجرته عليه وكانت تترك له هذه المساحة للإبداع ويتأثر بالمشهد جدا إذا كان بكاء يبكي بحرقة وإذا كان ضحك يضحك بشدة.

أما عن ديانة إبراهيم نصر، فهو مسيحي ولد لأسرة مسيحية.

مسيرته الفنية

تنوعت مسيرته ما بين المسرح، التلفزيون، والسينما، وحتى تقديم الفوازير، والبرامج، أما عن أشهر أعماله في التلفزيون، فقدم إبرايهم مجموعة من المسلسلات بدأت بمشاركته في مسلسل حكاية لها العجب.

وشارك بعدها في مسلسل قلوب خضراء، مسلسل الزمن المر، مسلسل على باب زويلة، مسلسل مارد الجبل، وبدأ في تقديم كاميرا إبراهيم نصر بعدها.

إلى أنه استمر في المشاركات الفنية فقدم مسلسل انسى الدنيا، مسلسل الهروب إلى السجن، وكان من المشاركين في المسلسل الشهير رأفت الهجان مع النجم محمود عبد العزيز.

وقدم أيضا في التلفزيون هيما غاوي سيما، غباشي بتاع، هيمة شو، وزوبه سات.

أما في السينما فقدم مجموعة من المشاركات المميزة وهي فيلم الصاغة، محطة الأنس، غراميات سايس، أولى ثانوي، فيلم الاحتياط واجب، فيلم جحيم امرأة.

وتألق في فيلم لهيب الانتقام، فيلم درب العوالم، ومع النجم أحمد زكي في فيلم مستر كاراتيه، وقدم فيلم قهوة المواردي وفيلم بيت بلا حنان، وتألق في واحد من أروع أدواره في السينما من خلال مشاركته في فيلم شمس الزناتي مع الزعيم عادل إمام.

 

وقدم أيضا أفلام حد السيف، امرأة واحدة لا تكفي، حسن اللول، زكية زكريا في البرلمان، وشارك النجم أحمد حلمي في فيلمه الشهير إكس لارج، وشارك في فيلم الكهف، وآخر مشاركاته في السينما كانت من خلال فيلم صاحب المقام.

وفي السرح كان له مجموعة من البصمات المميزة فهو من عشاق المسرح من أشهرها اشتراكه في مسرحية أهلا يا دكتور مع النجم سمير غانم، دلال عبد العزيز، وجورج سيدهم.

وأيضا شارك في مسرحية عطشان يا صبايا، مسرحية إحنا جدعان أوي، مصر بلدنا، مسرحية نوار الخير، مسرحية بسمة، مسرحية عائلة عصرية جدا، مسرحية مطلوب مجرمين فورا، ومسرحية زكية زكريا والعصابة المفترية.

وكان له تجربة واحدة مع الفوازير فقدم فوازير المناسبات والتي عرضت في عام 1988 مع النجوم يحيى الفخراني، هالة فؤاد، وصابرين.

إبراهيم نصر وزكية زكريا

بدأ إبراهيم تقديم أشهر برامج المقالب في التلفزيون في الصدفة، فجمعته الصدفة بعبد المنعم غالي وكان عين حديثا رئيسا للقناة الثانية بالتلفزيون المصري، الذي دعاه إلى مكتبه وطلب منه التفكير في عمل يجمع المشاهدين في المنازل للمشاهدة الضحك.

جاءت الفكرة إلى إبراهيم ببرنامج الكاميرا الخفية، وعرضه عليه لكنه كان متردد، وبعد أن عرض غالي البرنامج على رئيسة التلفزيون في ذلك الوقت سهير الإتربي وافقت في الحال وبدأوا التصوير مباشرة في اليوم التالي.

كان اسم البرنامج "انسى الدنيا" من إخراج علي العسال وعرض عام 1991، ولم يحقق البرنامج النجاح الكبير المتوقع، ولم يجدد التلفزيون عقده.

إلا أن طلب طارق نور صاحب أكبر شركة إعلانات من التلفزيون ضمن الخطة الإعلانية إنتاج برنامج يحمل اسم الكاميرا الخفية ويقدمه إبراهيم نصر، وتلقى أجر 7 أضعاف الأجر السابق.

وشارك إبراهيم في إعداد الحلقات فداء الشندويلي، وقدم سلسلة رائعة على مدار حوالي 17 عاما مع المخرج رائد لبيب، وأصبحت عبارات "نذيع.. انفخ البلالين يا نجاتي.. كشكشها متعرضهاش" على لسان الجمهور الذي ظل لسنوات طويلة.

وأحد الأسباب التي ساعدت على نجاح البرنامج واستمراريته لسنوات هو التنوع في الشخصيات فقدم في البداية شخصية غباشي النقراشي، وبعدها ابتكر الشخصية الشهيرة زكية زكريا.

وقال إنه رغم بنيان جسمه الضخم استطاع خلق الشخصية من ثلاث سيدات قابلهم في الحقيقة جمع شخصيتهم في تلك المرأة التي نجحت نجاحا كبيرا، وأصبحت في ذلك الوقت نموذجا لفوانيس رمضان، وتم إنتاج فيلم سينمائي خصيصا لها.

وفاة إبراهيم نصر

توفى إبراهيم فجأة في 12 مايو عام 2020 عن عمر يناهز 73 عاما، وقالت زوجته إنهم كانوا يتبادلون الحديث وفجأة شعر بدوار وتوفى في الحال، وجاء في تقرير الوفاة إنه إثر أزمة قلبية لضعف عضلة القلب. وتم تشيع جثمانه من كنيسة المرقسية القديمة بالأزبكية.