21 فيلما تتنافس على جوائز مهرجان البندقية للأفلام السينمائية

تنطلق اليوم فعاليات مهرجان البندقية للأفلام السينمائية، الذي يعتبر الأقدم في العالم، في دورته الثامنة والسبعين ويليه بعد أسبوع، مهرجان تورنتو الدولي الكندي للأفلام، الذي يعتبر الأكبر في العالم، في دورته السادسة والأربعين، في ظل قيود صحية صارمة لتفادي إصابات كوفيد -19.

كلا المهرجانين يعتبران منصتي إطلاق موسم الجوائز السينمائية ومؤشرين مهمين لجوائز الأوسكار. فـ«نوماد لاند» الذي فاز العام الماضي بـ«أسد البندقية» الذهبي وجائزة جمهور مهرجان تورنتو، ذهب ليحصد أهم جوائز الأوسكار من ضمنها أفضل فيلم.

أفلام مشاركة أخرى نالت ترشيحات أو فازت بأهم الجوائز. بينما مثلت معظم الأفلام العربية المشاركة دولها في منافسة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي وترشح أحدها للجائزة وهو التونسي «الرجل الذي باع ظهره» الذي فاز بطله السوري يحيى مهياني بـجائزة «أوروزانتي» لأفضل ممثل في مهرجان فينيسيا.

 

مشاركة الأفلام العربية

للعام الثاني على التوالي تغيب الأفلام العربية من منافسة مهرجان البندقية الرئيسية، التي تضم هذا العام واحداً وعشرين فيلماً، من أبرزها فيلم افتتاح المهرجان «ميدريس باراليلاس» للمخرج الإسباني العريق بيدرو المودوفار. وفيلم نتفليكس «ذي باور أوف دوغ» للأسترالية جين كامبيون و«يد الله» للمخرج الإيطالي الحائز على الأوسكار باولو سارانتينو. وفيلم سيرة حياة الأميرة ديانا «سبينسر» من بطولة كريستين ستيوارت.

كما يشارك في المنافسة «ليفنتمنت» للمخرجة الفرنسية من أصول لبنانية أودري ديوان.

ومن أكثر الأفلام ترقباً تعرض في فئة خارج المسابقة مثل فيلم الخيال العلمي «دون» للمخرج الكندي دينيس فيلنوف و«المبارزة الأخيرة» للمخرج البريطاني ريدلي سكوت ومن سيناريو وبطولة بن أفليك ومات ديمون.

ويشارك في وثائقيات هذه الفئة، فيلم السورية ديانا الجيرودي «مملكة الصمت» الذي تروي فيه المخرجة رحلتها من سوريا إلى برلين. وإلى جانبه، يشارك فلمان عربيان طويلان وفيلم قصير في تظاهرات المهرجان الرسمية الأخرى.

في تظاهرة «آفاق» الموازية للمنافسة الرئيسية ينافس فيلم المخرج المصري محمد دياب «أميرة» الذي يحكي قصة فتاة فلسطينية حملت بها أمها، بينما كان والدها في السجن، تكتشف حقيقة مروعة عن هويتها.

«أميرة» هو فيلم دياب الطويل الثالث بعد «ستة سبعة ثمانية» و»اشتباك» اللذَين مثلا مصر في منافسة جوائز الأوسكار لأفضل فيلم عالمي عامي 2011 و2917 على التوالي.

وفي منافسة جديدة يصوت على أفلامها الجمهور بدلاً من لجنة التحكيم، وهي «آفاق اكسترا» يشارك فيلم اللبنانية مونيا عقل، كوستا برافا، الذي يتمحور حول عائلة تلاحقها النفايات إلى الجبال بعد انتقالها إلى هناك هرباً من نفايات بيروت. أزمة النفايات في بيروت كانت أيضاً موضوع فيلم عقل القصير «سابمارين» الذي عرض في مهرجانات عالمية عدة وفاز ببعض جوائزها.

وفي فئة آفاق للأفلام القصيرة ينافس فيلم اليمنية شيماء التميمي «لا ترتاح كثيراً». وهو أول فيلم يمني يشارك في مهرجان عالمي. ويسلط الضوء على حنين اليمنيين في المهجر لوطنهم.

 

تظاهرة «أيام البندقية»

وفي هامش المهرجان، تُعقد تظاهرة «أيام البندقية» التي ينظمها المهرجان بالتعاون مع اتحاد السينمائيين الإيطاليين وتقدم عادة أعمال الإخراج الأولى، تضمنها هذا العام فيلمان طويلان وفيلم قصير من مخرجين عرب؛ فيلم السوري أمير فخر الدين «الغريب» الذي يحكي قصة طالب طب سوري يتخلى عن دراسته في الاتحاد السوفييتي ويعود إلى بلاده خلال حرب الستة أيام عام 1967. ويشارك في بطولة الفيلم الفلسطيني محمد بكري. ويذكر أن ابنيه زياد وصالح يشاركان في بطولة أميرة وكوستا برافا.

أما فيلم المصرية دينا عامر «أنت تشبهيني» فيتمحور حول فتاة باريسية من أصول عربية تدهور حياتها بعد فصلها عن أختها في طفولتها وتقع في فخ تنظيم داعش.

وفي زاوية الأفلام القصيرة، التي تطرح ضمن مشروع قصص النساء، تقدم التونسية كوثر بن هنية فيلم «أنا والولد الغبي».

في الأعوام الأخيرة، حصدت الأفلام العربية جوائز مهمة في هذا المهرجان، مثل الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» الذي فاز بجائزة «أسد المستقبل» والفيلم التونسي، الذي نال بطله سامي بوعجيلة جائزة أفضل ممثل والفيلم المغربي «زانكا كونتاكت» الذي فازت بطلته خنساء بطمة بجائزة أفضل ممثلة.

العام الماضي، كان مهرجان البندقية أول حدث سينمائي يعقد واقعياً، لكن معظم نجوم الأفلام تفادوا حضوره خشية الإصابة بوباء كوفيد 19.

هذا العام، يُتوقع حضور قوي لنجوم هوليوود ونجوم دول الاتحاد الأوروبي على البساط الأحمر، مثل كريستين سيتوارت وبينلوبي كروز وماغي جيلينهال ومات ديمون وأنطونيو بانديراس.

لكن سيغيب النجوم الآسيويون وذلك بسبب فرض السلطات الإيطالية خمسة أيام من الحجر الصحي على الوافدين من الدول خارج الاتحاد الأوروبي وشمال أمريكا. من المفارقات أن رئيس لجنة تحكيم منافسة المهرجان الرسمية هو المخرج الجنوب كوري الحائز على الأوسكار جون بونغ هو.

أما مهرجان تورنتو، الذي عقد دورته الخامسة والأربعين افتراضياً العام الماضي إثر إغلاق كندا حدودها بسبب تفشي وباء كورونا هناك، فهو أكثر حظاً هذا العام. إذ فتحت كندا أبوابها مؤخراً لمواطني الولايات المتحدة، وأعلنت عن فتحها للآخرين في السابع من الشهر الجاري وذلك قبل يومين من افتتاح المهرجان، ما سيسمح لصناع الأفلام ووسائل الإعلام من كل أنحاء العالم حضور المهرجان. كما سيقدم المهرجان عروضاً رقمية بجانب عروض دور السينما ليتيح فرصة المشاركة به دون حضوره.

مهرجان تورنتو يقدم عروضاً أولى بجانب أفلام عرضت في مهرجانات آنفة مثل «صندانس» و»كان» و»فينيسيا». وهذا العام يعرض ما يقارب مئة فيلم طويل وقصير ودرامي ووثائقي من شتى أرجاء العالم في تظاهرات مختلفة. من ضمنها أربعة أفلام عربية طويلة وأثنان قصيران. نصفها يتناول الواقع الفلسطيني والنصف الآخر يتناول الواقع اللبناني.

وفي منافسة منصة، يشارك فيلم الفلسطيني المرشح مرتين للأوسكار هاني أبو أسعد «صالون هدى» الذي يتناول ظاهرة إبتزاز المخابرات الإسرائيلية لفتيات فلسطينيات ووضعهن في موقف خيانة بلدهن مقابل شرفهن.

وقد شارك أبو أسعد في المهرجان عدة مرات بأفلامه السابقة مثل «الجنة الآن» و«عمر» و«يا طير الطاير» وفيلمه الهوليوودي «الجبل بيننا».

وفي تظاهرة أكتشاف، يعرض فيلم الأردنية دارين سلام الأول وهو فرحة، الذي يحكي قصة فتاة في الثانية عشر من العمر تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد أحداث عام 1948.

بينما يعرض في تظاهرة الأفلام الوثائقية فيلم دانيال كارستنتي ومحمد أبو غيث «سائق الشياطين» الذي يتتبع رحلات تهريب عمال فلسطينيين عبر الحدود الإسرائيلية. أما الفيلم اللبناني «كوستا برافا» فيحصل على عرضه الشمال أمريكي الأول في تظاهرة السينما العالمية المعاصرة بعد أسبوع من عرضه الأول في فينيسيا.

فيلمان قصيران من لبنان يشاركان في تظاهرة الأفلام القصيرة وهما: «بيتي» لايزابيل مكتف، الذي يحكي قصة أم بيروتية ثرية تصب غضبها على موظفي المنزل بينما تنتظر بقلق عودة ابنتها. «وغدا يأتي الحب» للفلسطيني راكان مياس، الذي يتمحور حول فتاة سورية تعمل في الحقول اللبنانية تنقلب حياتها رأسها على عقب في قالب درامي.

كل من مهرجان فينيسيا وتورنتو سوف يتخذان الإجراءات الوقائية المألوفة كارتداء الكمامات في قاعات العرض والتباعد الاجتماعي واستخدام التذاكر الرقمية، فضلاً عن إجراء فحوصات «بي سي آر» لغير المطعمين.

هذه الإجراءات صارت اعتيادية وروتينية لدرجة أنها لم تعد تشكل مصدر قلق أو اهتمام لرواد المهرجانات. إذ أن الأنظار الآن متوجهة بترقب وحماس إلى عروض الأفلام في البندقية وتورنتو، التي ستهيمن على موسم الجوائز المقبل.