أداءات تمثيلية رائعة لم تحظ بالتقدير الذي تستحقه

YNP ـ يحتاج الممثلون العظماء إلى أدوار عظيمة كي يصبحوا أيقونات. خذوا مثلاً شخصية ترافيس بيكل التي قام بها روبرت دي نيرو في "سائق التكسي" Taxi Driver، أو دانييل بلينفيو لدانييل داي لويس في "ستسيل الدماء" There Will Be Blood، أو توني سوبرانو لجيمس غاندولفيني في مسلسل "آل سوبرانو" The Sopranos التي أصبحت رموزاً خالدة في مخيلة الجمهور. لكن ماذا عن الأداءات الممتازة التي مرت من دون أن يلاحظها أحد أو التي لم تحظَ بالتقدير الكافي؟.

نتناول في هذه المقالة تلك الأدوار التي لسبب أو لآخر فشلت في الحصول على التقدير الذي تستحقه.

في كثير من الأحيان، يكون السبب في عدم الاعتراف بالعمل هو أن شخصيات أخرى أكثر بريقاً في مشاريع أكثر شهرة تطغى عليه. على سبيل المثال، لم يكن أمام الأداء الرائع والمتقن لصامويل إل جاكسون في فيلم "لعبة الثمانية الصعبة" Hard Eight فرصة للتفوق على شخصيته الشهيرة في فيلم "خيال رخيص" Pulp Fiction.

من مات ديمون إلى روبن ويليامز، إليكم قائمة بـ 17 من أفضل الممثلين الذين قدموا أعمالاً رائعة يجب أن يشاهدها مزيد من الناس:

مايكل كين في "الشباب" Youth

لمدة طويلة في أواخر مسيرته المهنية، كان مايكل كين ميالاً لقبول أدوار تتجنب المخاطرة أو أي شيء قد يؤدي إلى الفشل، لكن في نهاية المطاف إنه بطل فيلم "أقبض على كارتر" Get Carter الذي قال إنه حقق مراده في التمثيل بعد دوره في فيلم "تعليم ريتا" Educating Rita الصادر عام 1983. إلا أن أحد أفضل أدوار كين كان من خلال أدائه الرائع في بطولة فيلم "الشباب" المضحك والمفاجئ على الدوام للمخرج باولو سورينتينو، إذ يقوم بدور مؤلف موسيقي مسن.

مات ديمون في "مياه راكدة" Stillwater

تميزت مسيرة ديمون المهنية بالاختيار الدقيق للأدوار، والموازنة بين أدوار البطولة الرئيسة (كما في "هوية بورن" The Bourne Identity و"المريخي" The Martian) والأدوار الداعمة المؤثرة (كما في "عزم حقيقي" True Grit و"أوبنهايمر" Oppenheimer). لكن عام 2021 قرر ديمون تجريب شيء جديد بالكامل فانغمس تماماً في شخصية رجل قاسٍ من أوكلاهوما يشعر بالغربة في المناطق الحضرية في فرنسا. من المؤسف أن قليلين شاهدوا هذا العمل الذي شهد تحولاً في أداء ديمون.

هاريسون فورد في فيلم "عصر أدالين" The Age of Adaline

في المرحلة المتأخرة من حياته الفنية، كان هاريسون فورد يقدم أعمالاً مختلطة إلى حد ما، فقد مر وقت طويل منذ أيام أفلام الإثارة عالية التوتر مثل "الهارب" The Fugitive و "شاهد" Witness.  مع ذلك، وفي حين قد لا يكون فيلم "عصر أدالين" الصادر عام 2015 فيلماً عظيماً، لكنه يتضمن ما يمكن اعتباره أفضل أداء لفورد خلال العقود الأخيرة، إذ يجسد دور العاشق السابق لـ أدالين (تقوم بدورها بليك لايفلي) التي تمتلك شباباً دائماً خارقاً للطبيعة.

والتون غوغينز في "الحاقدون الثمانية" The Hateful Eight

خلال الأعوام الـ20 الماضية، كان والتون غوغينز، نجم مسلسل "الدرع" The Shield، واحداً من أفضل الممثلين وأكثرهم تنوعاً على شاشة التلفزيون – إذ كان أحد أعظم النجوم في هذا الوسط. على كل حال، لم يحقق القدر نفسه من النجاح على الشاشة الكبيرة. حتى دوره السينمائي الأكثر شهرة، كأحد الأبطال الرئيسين في فيلم "الحاقدون الثمانية" للمخرج كوينتين تارانتينو، فشل في منحه تقديراً حقيقياً، إذ تم تحجيم دوره بسبب تميز بعض زملائه الآخرين الأكثر شهرة مثل صامويل إل جاكسون وكيرت راسل. ومع ذلك، لا شك في أن غوغينز قدم أداء متميزاً في شخصية كريس مانيكس الذي كان ينتظر تولي منصب الشريف – وهو من نواحٍ عدة كان النجم البارز غير المعلن في الفيلم.

إليوت غولد في فيلم "تقسيم كاليفورنيا" California Split

يعد عمل غولد مع المخرج روبرت ألتمان في فيلم "الوداع الطويل" The Long Goodbye من بين أفضل أدواره وأكثرها شهرة على الشاشة. لكن غولد في مشروع ألتمان الأقل شهرة هذا، قدم أفضل أداء له عندما جسد شخصية المقامر الجذاب والمضطرب تشارلي ووترز.

توم هانكس في فيلم "قتلة السيدة" The Ladykillers

النسخة الجديدة للأخوين كوين من الفيلم الكلاسيكي الذي يحمل العنوان نفسه وأنتجته شركة إيلينغ كوميدي عام 1955، هو بلا شك نقطة سوداء واضحة في مسيرة المخرجين السينمائية – وهي مسيرة كانت بالعموم خالية من العيوب. لكن أداء توم هانكس الرائع طغى على سمعة الفيلم، فيصوّر شريراً لطيفاً وغريب الأطوار.

صامويل إل جاكسون في "سيدني/ لعبة الثمانية الصعبة" Sydney/Hard Eight

عبر أكثر من 150 مشروعاً ظهر فيها صامويل إل جاكسون، كان من الطبيعي أن يشارك في أعمال متميزة لم تلقَ الاهتمام الكافي. واحد من هذه الأعمال التي ظُلمت بصورة خاصة كان دوره في فيلم "لعبة الثمانية الصعبة"، أول فيلم روائي طويل للمخرج بول توماس أندرسون صاحب فيلم "ستسيل الدماء". كان العمل يحمل بالأصل اسم "سيدني". في دور جيمي الشرير، قدم جاكسون أداء متقناً ومنضبطاً إلى حد كبير، من دون فقدان أي من الجاذبية التي يتميز بها.

ليزا كودرو في "لم شمل رومي وميشيل من أيام المدرسة الثانوية" Romy and Michele’s High School Reunion

شأنها شأن بقية أبطال مسلسل "فريندز" Friends، أمضت كودرو أعواماً واسمها مرتبط بالمسلسل الكوميدي الذي حقق نجاحاً هائلاً في التسعينيات والذي غالباً ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمقهى سنترال بيرك. في حين أن ليزا كودرو حققت بلا شك مسيرة مهنية ناجحة خارج نطاق مسلسل "فريندز"، لا سيما في مشاريع مثل "العودة" The Comeback، إلا أن دورها في فيلم "لمّ شمل رومي وميشيل من أيام المدرسة الثانوية" يبرز على أنه تمت الاستهانة بها بصورة خاصة والذي تقوم فيه هي وميرا سورفينو بدور فتاتين مشاغبتين تواجهان ضياع الوقت. إنه عمل كلاسيكي يحظى بشعبية جماهيرية لسبب ما – لكنه يستحق تقديراً أكبراً.

إليزابيث موس في "ملكة الأرض" Queen of Earth

بفضل دورها في مسلسل "رجال ماد" Mad Men، تمكنت إليزابيث موس من ترسيخ اسمها كممثلة عالمية، وأظهرت طبقات وتعقيدات ومهارات مختلفة في أدائها، على غرار الطريقة التي قد تحتوي بها الآلة التي رأيناها في مسلسل "حرب الروبوتات" Robot Wars. كانت رائعة في عدد من المشاريع التالية، بما فيها "قصة خادمة" The Handmaid’s Tale والفيلم غريب العنوان "رائحتها" Her Smell، ولكن قمة نجاحها غير المعلنة قد تكون في دراسة الشخصية [نوع من السرد، يوجد غالباً في الأدب أو السينما أو المسرح الذي يتعمق في التعقيدات النفسية والعاطفية لشخصية معينة] التي قدمتها عام 2015 في فيلم "ملكة الأرض”. إنه عمل مشدود ومتوتر ومنخفض الموازنة، تقوم فيه موس بدور امرأة تتجاوز حافة الانهيار العصبي.

إيدي ميرفي في فيلم "بوفينغر" Bowfinger

لدى ميرفي، النجم السابق لبرنامج "ساترداي نايت لايف" Saturday Nightlife، مجموعة كبيرة من الأدوار الشهيرة في رصيده، بدءاً من أفلام "شرطي بيفرلي هيلز" Beverley Hills Cop و"48 ساعة" 48 Hrs وصولاً إلى الأفلام العائلية المسلية اللاحقة مثل شرِك" Shrek. لكن دوره أمام ستيف مارتن في الفيلم الكوميدي "بوفينغر" الصادر عام 1999 مجهول نسبياً - لكنه بالتأكيد لا يجب أن يكون كذلك. يقوم في الفيلم بدور كيت رامزي، النجم السينمائي المغرور والمهووس الذي يصبح عن غير قصد الممثل الرئيس في إنتاج فيلم خيال علمي منخفض الموازنة.

آل باتشينو في "الفزاعة" Scarecrow

لم يتمتع فيلم الطريق [نوع من الأفلام تتكشف أحداثه بصورة رئيسة أثناء رحلة تقوم بها الشخصيات الرئيسة] "الفزاعة" الصادر عام 1973 أبداً بالنجاح الذي حققته بعض الأعمال الهوليودية الجديدة التي عاصرته مثل "السائق البسيط" Easy Rider و "خمس قطع سهلة" Five Easy Pieces، لكن هذا الفيلم الذي يمتلك قاعدة من المعجبين تميز بأداء مذهل من النجمين الرائعين جين هاكمان وآل باتشينو في مراحل مبكرة من مسيرتيهما. كان الأخير مقنعاً بصورة خاصة، إذ قام بدور شخصية ساذجة تجد نفسها في مواجهة الحقائق القاسية للعالم المعاصر.

آدم ساندلر في "قصص ميروفيتز" The Meyerowitz Stories

ساندلر ممثل درامي رائع. هذه العبارة صحيحة، والأدلة التي يستشهد بها الناس على ذلك عادة ما تتكون من فيلمين هما: الفيلم الرومانسي غير التقليدي "حب مترنح" Punch-Drunk Love" الصادر عام 2001، والدراما المثيرة "جواهر غير مصقولة" Uncut Gems عام 2020. على كل حال، وقبل ثلاث سنوات فقط من "جواهر غير مصقولة" استطاع ساندلر بهدوء إنقاذ مسيرته الفنية من الانحدار الحقيقي من خلال دوره في الدراما الجماعية [نوع من الأفلام أو البرامج التلفزيونية يتم إعطاء شخصيات رئيسة عدة فيها قصصاً مهمة ووقتاً كبيراً أمام الشاشة، غالباً مع خطوط حبكة مترابطة] "قصص ميروفيتز" للمخرج نوا بومباخ. يجسد ساندلر شخصية رجل طيب يعيش في ظل والده الفنان (يؤديه داستن هوفمان) وشقيقه الناجح (بن ستيلر)، وينجح في إضفاء تعقيد وهشاشة على أحد الأدوار الأقل بروزاً في الفيلم.

آندي سركيس في مسلسل "أندور" Andor

بفضل أدواره التي تم دمجها بتقنية الرسوم المنشأة حاسوبياً في سلسلة "سيد الخواتم" Lord of the Rings (بدور غولام) و"كوكب القردة" Planet of the Apes (بدور سيزر)، ربما ينظر إلى آندي سيركيس في كثير من الأحيان على أنه مجرد نوع من الدمى التعبيرية التي يمكن استخدامها لتطبيق تقنية التقاط الحركة عليها. لكنه يمتلك أيضاً مهارات قوية في التمثيل أمام الكاميرا، ولم تكُن هذه المهارات واضحة أكثر من تلك التي أظهرها خلال مشاركته في حلقات عدة من سلسلة "أندور" المستمدة من عالم "حرب النجوم" Star Wars.  لسوء الحظ، فإن العرض الذي يعدّ الأفضل ضمن استراتيجية ديزني للتعامل مع السلسلة الشهيرة - فشل في جذب جمهور كبير، ولم يحظَ أداء سركيس، بدوره كزعيم السجن الثابت كينو لوي، بالاهتمام الذي يستحقه.

ميريل ستريب في مسلسل "عائلة سمبسون" The Simpsons

على رغم أن لديها 21 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، لكن هل هناك شرف أعظم من الظهور في مسلسل "عائلة سمبسون"؟. في وقت كانت هذه الرسوم المتحركة قادرة على استخراج أداءات رائعة من ممثلين ذوي كفاءات عالية (مثل داستن هوفمان وداني ديفيتو وغلين كلوز، على سبيل المثال لا الحصر)، ظهرت ستريب في السلسلة بدور حبيبة رومانسية للشاب المشاغب بارت. كان تحولاً ملحوظاً من الممثلة التي كانت مضحكة وطفولية بصورة معقولة، ويبقى هذا الظهور غريباً ومميزاً في مسيرة مليئة بالأدوار الأكثر ثقلاً وجدية.

فينس فون في "شجار في الزنزانة 99" Brawl in Cell Block 99

ربما يرفض بعض الأشخاص فكرة تضمين فينس فون في قائمة النجوم العظماء، ولكن من الواضح أن هؤلاء الأشخاص لم يشاهدوا مطلقاً فيلم "شجار في الزنزانة 99". إنه فيلم سجون بشع وعنيف بصورة مروعة، وفي بعض الأحيان بارع جداً، إذ يقوم نجم فيلم "كرة المناورة: قصة مستضعف حقيقية" Dodgeball: A True Underdog Story بتضخيم جسده وحلق رأسه ليؤدي دور محكوم عليه سابق يتم إجباره على العودة للخطيئة مرة أخرى. شدة العنف والتوتر في الفيلم تعني أنه عمل لن يكون مخصصاً إلا لعشاق الأفلام من هذا النوع، ولكن فون يقدم أداء رائعاً بغض النظر عن ذلك.

روبن ويليامز في "أعظم أب في العالم" World’s Greatest Dad

قد لا يكون من المستغرب عدم تحقيق فيلم "أعظم أب في العالم" نجاحاً كبيراً: فهذا الفيلم الكوميدي الذي أخرجه بوبكات غولدثويت يشهد قيام ويليامز بدور أب يحاول التغلب على الموت العرضي لابنه المراهق أثناء الاختناق الذاتي،  ويمضي في الحصول على الشهرة من خلال تزوير كتابات ابنه الراحل. لكن الفيلم رائع، وويليامز يقدم فيه أداء درامياً رائعاً. إنه يكشف كل شيء (بالمعنى الحرفي للكلمة).

فوريست ويتيكر في مسلسل "الدرع" The Shield

على رغم فوزه بجائزة الأوسكار عن الدور الذي جسده للديكتاتور عيدي أمين في فيلم "آخر ملوك اسكتلندا" The Last King of Scotland، إلا أن ويتيكر غالباً ما قدم أفضل أداءاته بعيداً من الأضواء، في أفلام مستقلة مثل "شبح الكلب: الطريق للساموراي" Ghost Dog للمخرج جيم يارموش. لكن لا شيء يمكن أن يتفوق على دور ويتيكر الغريب والمتقلب في أحد مواسم الدراما البوليسية "الدرع" الذي تبثه منصة "إف إكس" ويقوم فيه بدور محقق الشؤون الداخلية جون كافانا. دوامة ويتيكر في الهوس وعداؤه المتصاعد مع الشرطي الفاسد فيك ميكي الذي يجسده مايكل تشيكلس يجعل المشاهدة مثيرة. حقيقة عدم ترشحه لجائزة "إيمي" على الإطلاق أمر مثير للسخرية.