انحسار الأضواء وفقدان الهالة.. فنانون اعتزلوا قسرا أو اختياريا

YNP ـ تعددت الأسباب والاعتزال واحد، فمنذ بداية الفن وحتى كتابة هذه السطور يختتم بعض النجوم رحلتهم الفنية بالاعتزال، سواء القسري لظروف صحية على سبيل المثال، أو الاختياري لأسباب اجتماعية أو دينية، وأحياناً لانعدام العرض والطلب ودخول النجم في حال من الاكتئاب المزمن تدفعه إلى قرار الابتعاد.

بعض النجوم يفضلون الاعتزال من دون ضجيج والامتناع عن التصريحات والتفسيرات، بينما يقوم آخرون بالظهور وإحداث حال من الجدل، وفي حالات أخرى يختفي الفنان ويكون موقفه غامضاً وعرضة لتفسيرات كثيرة واجتهادات قد يكون معظمها محيراً، مثل عبلة كامل وعادل إمام.

من أغرب حالات الاعتزال وأكثرها جدلاً لدى الجمهور العربي والمصري اعتزال الفنان عادل إمام بعد رحلة فنية امتدت أكثر من ستة عقود بين السينما والدراما والمسرح.

لم يعلن قرار الاعتزال بصورة مباشرة من عادل أمام نفسه الذي اختفى لفترة ولم يعلم أحد مصير بعض الأعمال التي كان قد تحدث عن تحضيرها منذ فترة مثل فيلم "الواد وأبوه" أو "شمس الزناتي" بصحبة ابنه محمد في العملين.

انقطعت الأخبار الفنية للزعيم لتسود حال من القيل والقال مثل تعرضه لأزمات صحية مرة، ورغبته في الاكتفاء من الفن مرات، واستمر الأمر أشهراً حتى خرج ابنه الأكبر المخرج رامي إمام وأعلن خبر اعتزال والده نهائياً للفن وتفرغه للحياة الأسرية والجلوس مع الأحفاد، وكان ذلك في حفل "جوي أووردز" الأخير في الرياض.

ولم يظهر إمام أيضاً في الحفل لتسلم جائزته، لكنه أرسل ولديه لحضور الحفل نيابة عنه، وعرض له مقطع صوتي يشكر فيه الجميع على الجائزة ويتمنى الحب والسعادة لجمهوره.

وأكد رامي إمام نجل الزعيم أن والده يتمتع بصحة جيدة، وليس صحيحاً ما يتم تداوله حول إصابته بمرض ما أو تدهور حاله الصحية.

وفي مايو الماضي نشر مدير أعمال عادل إمام، مجموعة من الصور الخاصة بـإمام في عيد ميلاده الـ83 بمنزله ومعه عائلته وعدد من المقربين مثل عصام إمام شقيق الزعيم.

منذ فترة قصيرة اختفت الفنانة عبلة كامل عن الأنظار، وتردد أنها اعتزلت الفن بسبب معاناتها مرضاً ما، وقررت التزام منزلها مع أسرتها، وغابت الحقيقة بين نفي بعض المقربين صحة خبر الاعتزال وتأكيد آخرين له، لكن ظل الاختفاء ووضع الاعتزال ولو موقتاً قائماً حتى الآن.

وقبل أيام قليلة أعلنت الفنانة سميرة محسن اعتزالها الفن، وأكدت أن اعتزال النجوم الكبار في وقت معين أمر مفروض، فالنجم لا بد من أن يتوقف في فترة يحددها هو كي لا يجد نفسه غير مرغوب فيه نهائياً، أو تعرض عليه أعمال فنية قليلة وهامشية، وهنا لا بد من أن تكون للفنان كرامة ليعرف جيداً كيف يصونها ولا يعرضها للانتهاك بسبب كبر سنه أو حاجته للعمل.

وأشارت محسن إلى أنها أخذت من الفن ما تستحقه على مستوى المسرح والسينما ومجال الإنتاج والتأليف وأيضاً التدريس. وشددت على أن الفنان كلما زاد عمره رخص سعره، وقلت قيمته التسويقية، وانتهكت حقوقه، وهو يُعامل كخيل الحكومة التي يريدون ضربها بالرصاص عندما تكبر للتخلص منها، مؤكدة أن "الفن مجال مهم ولكنه قاسٍ جداً".

ومن أسباب اعتزال سميرة محسن، بحسب تصريحات تلفزيونية لها، أن ساعات التصوير تصل إلى 18 ساعة، ووقتها لا يستطيع الممثل أن يبدع ويقدم دوراً جيداً وهو مرهق بسبب تقدمه في العمر وحاله الصحية المتردية.

أخيراً فوجئ جمهور الفنان عبدالرحمن أبو زهرة بإعلان ابنه خبر اعتزال والده من دون رجعة، نافياً تعرضه لظروف صحية أدت إلى هذا القرار، بل أكد أن والده يتمتع بصحة جيدة.

واعتزل كذلك الفنان توفيق عبدالحميد بسبب مروره بظروف صحية تمنعه من قبول الأعمال التي تعرض عليه. وكتب عبر حسابه الشخصي في موقع "فيسبوك" أن "ظروفي الصحية تحول دون الاستمرار في مهنة التمثيل، لذلك أعلن اعتزالي".

أما الفنان حسن يوسف، فبعد وفاة ابنه الأصغر عبدالله غرقاً قرر الابتعاد من الفن تماماً، وكان متعاقداً على مسلسل ولكن نظراً إلى حاله النفسية أوضح أنه لا يستطيع الوقوف أمام الكاميرا والتركيز في دور لأنه ما زال أسير أحزانه. وقالت مصادر مقربة إن اعتزال يوسف مجرد قرار عاطفي وانفعالي مرهون بحاله النفسية التي قد يتغلب عليها قريباً ويعود للفن.

كما أعلنت الفنانة عواطف حلمي اعتزالها الفن بسبب وضعها الصحي، وقالت "لن أظل أعمل وأنا غير قادرة على الحركة ولا أستطيع النهوض من فراشي، لذلك لن أجعل الناس تتفرج عليّ، وكفى ما فات".

ابتعاد له أسباب

هناك نجوم أعلنوا اعتزالهم أخيراً مثل المطرب أدهم نابلسي الذي اعتزل الغناء نهائياً، معتبراً أنه "ليس هدف وجوده في الحياة".

وقامت الفنانة وفاء سالم بإعلان اعتزالها الفن من خلال فيديو نشرته ولم تكشف عن الأسباب التي دفعتها إلى ذلك.

وأكد الفنان حسين أبو حجاج، الشهير بشخصية أشرف في مسلسل "الكبير أوي"، أنه اتخذ قراراً بالابتعاد من التمثيل بسبب ظروفه الصحية، مشيراً إلى أنه سيشارك فقط في مسلسل "الكبير أوي" إذا طلب لأداء دور في الأجزاء الجديدة.

وفي العام الماضي قررت الفنانة زيزي عادل اعتزال الغناء، ونشرت مقطع فيديو عبر حسابها بموقع "إنستغرام" قالت فيه، "أريد أن أعلن أهم قرار أتخده في حياتي وهو قرار الاعتزال وترك المهنة التي أعمل بها، وهذا القرار ليس وليد اللحظة بل اتخذته منذ فترة طويلة، وسأبتعد من أكثر المغريات في الدنيا وهي الشهرة والأضواء والفنانين". وتابعت أن "الفترة التي مرت تقربت فيها من الله، ووجدت أن القرآن يملي عليّ أن أكون ملتزمة، وأنا لست محجبة وأتمنى أن ينعم عليّ الله بالحجاب".

واعتزل كذلك الفنان اللبناني يوري مرقدي الغناء، وأكد أن السبب هو ما وصل إليه الفن من حال مزرية، مشيراً في تصريحات له إلى أن اعتزاله الفن نهائي، سواء الغناء أو التمثيل، بخاصة أنه لم يجد نفسه في مجال الغناء نهائياً. ولكنه ما زال مستمراً في عمله بالإعلانات والتأليف، وكلامه لا يعني أنه ينتقد أياً من الفنانين، لكنه لم يعُد يرى حاله في هذه الأجواء مرة أخرى.

ومنذ فترة كانت الفنانة ميمي جمال من المنضمين إلى قائمة الفنانين المعتزلين، وأعلنت أنها ستعتزل الفن لرغبتها في الوجود مع أسرتها والاستمتاع بأكبر قدر من الوقت في صحبتها، بخاصة أن الفن أخذ أعواماً طويلة من عمرها، لكنها تراجعت عن قرارها وشاركت في مسلسلي "آخر دور" و"السفاح".

أما الفنانة ليلى طاهر، فهي من أواخر النجوم الذين أعلنوا اعتزالهم، وقالت إنها اتخذت هذا القرار بعد فترة طويلة من الغياب وعدم عرض أية أعمال عليها، وهو ابتعاد إجباري تدريجي جعلها تتخذ بنفسها خطوة الاعتزال النهائي عن الوسط الفني بعدما قضت نحو 60 عاماً كممثلة.

كما أعلن الفنان مجدي صبحي اعتزاله الفن أخيراً، وكتب على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، "أصدقائي وزملائي، بعد تفكير بهدوء وتركيز قررت اعتزال الفن نهائياً إثر احترافي له على مدى 40 عاماً، قدمت فيها أعمالاً محترمة سيذكرها تاريخ الفن المحترم، وكان آخرها مسرحية ’سيرة حب‘، أشكر أساتذتي في المعهد العالي للفنون المسرحية الذين وقفوا إلى جانبي على مدى 40 عاماً". ولكن صبحي تراجع عن القرار وتعاون مع رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية في عمل مسرحي.

وفاجأت الفنانة الشابة إنجي شرف الجميع بقرار اعتزالها التمثيل نهائياً، وكتبت عبر حسابها على "فيسبوك"، "بعد تفكير لوقت ليس قصيراً، وبعد استشارة رب العالمين قررت اعتزال التمثيل نهائياً، وتحياتي لكل الزملاء والأصدقاء في الوسط الفني".

 

ومنذ أعوام، وبعد النجاح الذي حققته الفنانة إيمان العاصي في بداية مشوارها الفني، قررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب، ثم تراجعت وعادت للتمثيل وشاركت في عدد كبير من الأعمال الفنية.

وقبل وفاته بأشهر أعلن الفنان الراحل يوسف شعبان اعتزاله الفن بسبب عدم مناسبة الأدوار التي تعرض عليه، وقال من قبل في حوار صحافي إنه مجبر على الاعتزال بسبب عدم وجود عروض مناسبة له ولتاريخه. وعقب هذه التصريحات عاد للفن بعدما عرض عليه دور رئيس في مسلسل "ملوك الجدعنة" ليكون آخر عمل يشارك فيه قبل رحيله، إذ أصيب بفيروس كورونا أثناء التصوير مما أدى إلى وفاته.

قد تكون هناك أسباب نفسية وشخصية مر بها الفنان دفعته إلى اتخاذ قرار الاعتزال، وأيضاً قد يصبح عدم طلبه لتمثيل أدوار مهمة تليق به وانسحاب مكانته تدريجاً، دافعاً إلى الاعتزال حفظاً لماء الوجه، لكن هناك نجوماً آخرين كانت الأسباب الدينية هي الحاسمة في إنهاء مشوار طويل مليء بالنجاح.

وارتدت الفنانة حنان ترك الحجاب في 2006 بعد تأثرها لأعوام بوفاة زميلها علاء ولي الدين، وقدمت مسلسلات بينما ترتدي الحجاب، لكنها اعتزلت الفن نهائياً بعد شعورها بأنه يتعارض مع الحجاب عام 2012.

وتعد الفنانة الرحلة شادية أبرز المعتزلين لرغبتها في التفرغ للدين، وبدأت قصة اعتزالها بزيارة بيت الله الحرام، وهناك قابلت الشيخ الشعراوي، وبعدها ذهبت لإجراء عملية جراحية في أميركا، وابتعدت من الأضواء وتفرغت للعبادة وقالت إنها شعرت بالراحة أكثر في هذه الأجواء، وقررت عدم غناء أي نوع إلا الأغاني الدينية، وكان أولها "خد بإيدي" التي غنتها في آخر ظهور لها ضمن "الليلة المحمدية" عام 1986.

وبعد هذه الأغنية حاولت تقديم أغانٍ دينية أخرى لكنها لم تستطِع، واستشارت الشيخ الشعراوي الذي نصحها بالابتعاد لأنها أصبحت سيدة فاضلة عرفت طريق الحق، بحسب قوله، ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلة شادية تماماً بالفن، وحتى عندما قرر مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها رجعت إلى الشعراوي الذي قال لها، "لا تحضري ولا تعكري اللبن الصافي".

وبعد تأدية مناسك العمرة اعتزلت الفنانة شمس البارودي وارتدت الحجاب والنقاب، ثم نشرت إعلاناً عبر الصحف المصرية تكشف فيه عن اعتزالها وتبرئها من أعمالها. وكتبت، "من ضار مسلماً ضاره الله ومن شاق مسلماً شق الله عليه، صدق رسول الله. تعلن السيدة شمس البارودي أن الأفلام التي تعرض عليها حالياً أو مستقبلاً كلها أفلام قديمة صورت منذ أعوام بعيدة، كما تعلن أنها اعتزلت الفن نهائياً بعد عودتها من العمرة منذ فبراير (شباط) 1982، وحسبي الله ونعم الوكيل".

كما اعتزل الفنان محمد العربي وشقيقه وجدي عام 1989 على يد الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكان آخر عمل له مسلسل "الزهور لا تموت"، ولم يظهر في أية مناسبة فنية منذ إعلان اعتزاله. وتبعته زوجته الفنانة هناء ثروت عام 1988 للأسباب نفسها بعد أن قدمت أعمالاً عدة في السينما والتلفزيون والمسرح، وقررت اعتزال الفن بعد لقاء الشيخ الشعراوي، وارتدت الحجاب وأدت مناسك العمرة مرات عدة، وحصلت على إجازة في حفظ القرآن من "الأزهر"، وكانت آخر أعمالها مسلسل "ربيع في العاصفة".

وابتعدت المطربة ياسمين الخيام من الفن والغناء عام 1990 وارتدت الحجاب وقامت ببناء مسجد في مدينة السادس من أكتوبر (جنوب القاهرة) وأطلقت عليه اسم والدها الشيخ محمود الحصري.

ولأسباب دينية أيضاً اعتزلت الفنانة نورا شقيقة الفنانة بوسي وتحجبت عام 1996، وكانت آخر أعمالها فيلم "الهاربان" مع سمير غانم في 1993.

أما الفنانة سهير البابلي، فأعلنت اعتزالها النهائي للفن، وقالت إنها رأت الرسول في منامها، وكانت تقدم عرضاً مسرحياً مع المخرج جلال الشرقاوي، وتغيبت عنه على رغم أنها بطلة العمل. وذكرت سهير أيضاً أن من أسباب اعتزالها ابنتها الوحيدة نيفين لأنها شعرت بالخجل من تديّن الابنة في حين أنها منشغلة بالتمثيل والغناء، ثم قررت ارتداء الحجاب بعد اقتناعها بأنها مقصرة في دينها.

الأمر نفسه بالنسبة إلى الفنانة الراحلة مديحة كامل التي كانت ابنتها سبب اعتزالها، إذ غضبت الابنة المحجبة من صورة عارية لأمها على أفيش فيلم، فقررت مديحة الاعتزال وعلمت بعدها بفترة أنها مصابة بالسرطان. ونصحها الشيخ الشعراوي بالاعتزال والحجاب، بخاصة أن الآلاف سيتحجبن إذا تحجبت مديحة التي اعتزلت الفن نهائياً عام 1992، وتوفيت بمنزلها في 1997 خلال شهر رمضان بعدما صلت صلاة الفجر مع ابنتها وزوج ابنتها. ويذكر أن آخر أفلامها كان فيلم "بوابة إبليس" الذي اعتزلت خلاله، مما أجبر مخرج العمل على إكمال بقية المشاهد بدوبليرة.

وعام 1990 اعتزلت هالة فؤاد التي لقبت بـ"ملاك الشاشة"، وكانت تقوم بأدوار الفتاة الرقيقة المثالية، وتعرضت لوعكة صحية أثناء ولادتها ابنها الثاني رامي، فأجريت لها عملية قيصرية، وبعد العملية أصيبت بجلطات في القدمين وأصبحت على مشارف الموت، وهنا قررت الاعتزال والتفرغ لأسرتها وأولادها، ثم اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي، وتعرضت لصدمة في أيامها الأخيرة بعد وفاة والدها، ودخلت في غيبوبة متقطعة نتيجة عدد من الجلطات، وتوفيت عام 1993.

كذلك قررت عبير الشرقاوي ابنة المخرج والمنتج جلال الشرقاوي ارتداء الحجاب بعد أدائها فريضة الحج.

ومن الفنانين الذين قرروا الاعتزال الفنان حمدي حافظ، والممثل الفنان مجدي إمام الذي اعتزل الفن في أوائل التسعينيات وأتته الفرصة لأداء فريضة الحج وزيارة مكة والمدينة فقرر الاستقرار بالأخيرة، وفتح مكتباً للديكور هناك ثم قدم مجموعة من البرامج الدينية في قناة "إقرأ".

ومنذ ما يقارب 74 عاماً قررت ليلى مراد الاعتزال في 1955، بعد تسع سنوات من إعلان إسلامها إلى أن توفيت في 1995 وكان فيلم"الحبيب المجهول" آخر أعمالها.

وقبلها اعتزل الفنان حسين صدقي، وأوصى أولاده بإحراق عدد من نسخ أفلامه السينمائية لأنها من وجهة نظره حرام، ما عدا "سيف الله المسلول خالد بن الوليد".

يقول الناقد أحمد النجار لـ"اندبندنت عربية" إن "الفن في أحيان كثيرة يقع في منطقة التحريم من جانب بعض التيارات الدينية، ويتم التأثير في بعض النجوم البارزين بطرق كثيرة تضخم فكرة تحريم الفن وتقلل منه كقيمة، ويجد الفنان نفسه في صراع مرير كأنه يقترف خطأ دينياً والتمثيل يبعده من آخرته، وهناك أوقات تفشت فيها تيارات سياسية دينية وكان تحريم الفن أكثر خطراً، وشهدت حياة النجوم تهديدات مباشرة لدرجة أن الفنان عادل إمام قال إنه يواجه طيور الظلام الذين يروجون لتحريم وكراهية الفن، حتى لا يتهم بأنه يطعم أولاده من نقود حرام".

وأضاف النجار أنه "ليس غريباً أن يعتزل بعض النجوم لأسباب دينية في المقام الأول، بخاصة إذا كانوا نجوم شباك أو لا يعانون نقص الطلب عليهم، وهناك من يضطرون إلى إعلان الاعتزال لأنهم يشعرون بالتقليل من قيمتهم الفنية وتاريخهم باستخدامهم في أدوار قليلة لا تناسبهم ويشعرون بأنها إهانة لتاريخهم الطويل، وتؤدي قلة الفرص والتوقف تدريجاً كلما زاد عمره إلى أن يصير الاعتزال حلاً أخيراً لحفظ الكرامة، وهذا رأيناه كثيراً في حالات اعترف أصحابها بسوء الوضع".

وفسر الناقد الفني طارق الشناوي إعلان بعض الممثلين الاعتزال بأنه "محاولة لجذب الأضواء مجدداً وتحريك المياه الراكدة، بخاصة أن الطلب عليهم يكون ضعيفاً جداً، وعندما يعلنون الاعتزال يعيدون تقييم أهمية وجودهم في عالم الفن، ويختبرون هل سيتحرك المنتجون والصناع لعرض أعمال أخرى عليهم أكثر أهمية أو لا".

وأضاف أنه "أحياناً تأتي عروض فنية لأشخاص أعلنوا اعتزالهم، فيثيرون ضجة تفلح في عودتهم للأضواء، وفي حال عدم حدوث ذلك يؤكدون أنهم اعتزلوا بإرادتهم، وفي أحيان أخرى تكون هناك أسباب نفسية ودينية في الغالب لبعض النجوم المهمين الذين يواجهون صراعات نفسية ويتم التأثير فيهم بصورة أو بأخرى".