كل موسيقى العالم في خطر

YNP:

كشفت منظمة دولية للناشرين الموسيقيين عن تحقيق مثير للجدل يتهم كبرى شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالاستحواذ على "كل موسيقى العالم" دون احترام حقوق الملكية الفكرية، وذلك من أجل إنتاج أعمال موسيقية تُنسب إلى فنانين وفرق عالمية.

وقال المدير العام للاتحاد الدولي لناشري الموسيقى (ICMP)، جون فيلان في تصريحات لوكالة فرانس برس: "نواجه أكبر انتهاك لحقوق الملكية الفكرية في التاريخ، تشارك فيه شركات تكنولوجية كبرى إلى جانب منصات ذكاء اصطناعي، مثل: أوبن إيه آي، وسونو، وأوديو، وميسترال"، معتبرًا أن ما يحدث "سرقة لأغراض تجارية".

التحقيق، الذي استغرق نحو عامين، واعتمد على وثائق مسرّبة، وتحليلات خبراء، نشر نتائجه في مجلة "بيلبورد" مطلع ايلول الجاري.

وأوضح أن هذه الشركات تجمع ملفات صوتية وكلمات أغنيات عبر برامج إلكترونية تجوب الإنترنت ومنصات مثل "يوتيوب"، لتغذية نماذجها التوليدية.

وأشار الاتحاد إلى أن روبوتات محادثة، مثل DeepSeek، باتت قادرة على إعادة إنتاج كلمات لفنانين كبار، مثل: سابرينا كاربنتر، وإديت بياف، وتايلور سويفت، فيما تنتج منصات أخرى، مثل: سونو، وأوديو، أغانيَ تُحاكي أصوات وألحان أساطير، مثل: البيتلز، ومرايا كاري، والبيتش بويز.

ودفعت هذه الممارسات ناشرين ومؤلفين للمطالبة بتشديد الرقابة عبر القواعد الأوروبية للذكاء الاصطناعي (AI Act)، بما يضمن الشفافية حول البيانات المستخدمة، ويكفل حقوقهم المالية.

وبدورها، قالت جولييت ميتز، رئيسة الغرفة النقابية لناشري الموسيقى: "لا يمكن استخدام أعمال محمية دون ترخيص.. نحن أمام تهديد وجودي للمؤلفين والملحنين".

وفي الولايات المتحدة، اضطُرت شركة أنثروبيك المطوّرة لبرنامج الذكاء الاصطناعي "كلود" لدفع ما لا يقل عن 1,5 مليار دولار في تسوية مع مؤلفين وناشرين بعد اتهامها بتحميل ملايين الكتب بشكل غير قانوني.

كما رفعت جمعية صناعة التسجيلات الأميركية دعاوى ضد منصتي "سونو" و"أوديو"، فيما دخلت كبريات شركات التسجيل العالمية – يونيفرسال، ووارنر وسوني – في مفاوضات معهما للتوصل إلى اتفاقات ترخيص.

ورغم تمسّك الشركات بحجة "الاستخدام العادل"، فإن الأرقام تكشف حجم الظاهرة، إذ باتت الموسيقى المولّدة بالذكاء الاصطناعي تمثل 28% من المحتوى المُحمَّل، يوميًا، على منصة ديزر، التي حذّرت، مؤخرًا، من تصاعد هذه "الأنشطة الاحتيالية".