أضحت قصة الملاكم اليمني نسيم حميد ملهمةً لخيال المخرجين بإنتاج عمل سينمائي واعد، خصوصاً وهو يتطرق لنجاح تجاوز حلبة "البوكسنغ" إلى خفايا الظروف التي قادت "المهاجر" العربي لهذه النجومية.
وقد رمت الأقدار بالفتى المغترب في بريطانيا على طريق النجومية صدفةً بعد اضطرار والده إدخاله ناد للملاكمة ليتمكن من الدفاع عن نفسه بعد أن ضاق بشكواه المستمرة من اعتداءات فتيان الحي والمدرسة في شفيلد البريطانية.
الصدفة المثيرة إلى اليوم
قصة حميد المثيرة من بداياتها الصعبة ومرورها بمحطات بريق لافتة، سيتولى النجم المصري العالمي، مينا مسعود، نجم فيلم Aladdin تجسيد السيرة الذاتية الخاصة بالملاكم البريطاني الشهير من أصل يمني، على أن تدور أحداث الفيلم حول رحلة صعود وهبوط الفتى الملاكم وقصة تحوله من مجرد ابن عائلة يمنية لاجئة في بريطانيا، إلى بطل ملاكمة شهير.
وسيطلق اسم "العملاق"، على الفيلم الجديد الذي سيشارك في بطولته الممثل الأميركي المعروف "كونسيدين" في دور المدرب الإيرلندي، بريندين إينغل، الذي كان من اكتشف موهبة نسيم في بداية حياته، والفيلم من تأليف وإخراج روان أتال الذي عمل في صناعة الصلب واتجه إلى التدريب، وأصبحت شراكتهما غير المتوقعة أساساً لواحدة من أكثر القصص إثارة.
ومن المتوقع أن يتطرق العمل الضخم لأسرار في حياة نسيم الشخصية والرياضية، مثل مواجهته للعنصرية لأنه بريطاني عربي بخاصة وقت صعوده إلى القمة وكسبه شهرة واسعة، وخفايا أخرى حول عائلته ومسيرته الممتدة لعشر سنوات.
من القاع إلى القمة
ولد حميد في مدينة شفيلد في بريطانيا عام 1974 من أبوين يمنيين ينتميان الى مدينة "رداع" بمحافظة البيضاء، وتعلم الملاكمة مبكراً، تحديداً في سن السابعة، ولعب أول مباراة احترافية له عام 1992.
وبعد أن كان نسيم ضحية لاعتداءات أقرانه في أحياء شفيلد البريطانية، بحسب تصريحات سابقة لوالده حميد كشميم للتلفزيون اليمني، الذي ترك منطقته بمحافظة البيضاء وهاجر للعمل إلى بريطانيا، ودفع بابنه للتمرن وهو في عمر سبع سنوات فقط إلى صالة بريندون آنغيلز للملاكمة، يرصد الفيلم المنتظر قصة صعود نسيم من القاع إلى التربع على عرش بطولات الملاكمة على يد مدربه الإيرلندي إينغل، وتوالي نجاحاته واشتهاره بلقب "الأمير"، وحصده سلسلة ألقاب عالمية في وزن الريشة خلال مسيرته الاحترافية التي استمرت 10 سنوات، بما في ذلك ألقاب WBO وIBF وWBC.
اشتهر نسيم بأسلوبه غير التقليدي الذي لفت أنظار عشاق اللعبة حينها، إذ اعتاد دخول الحلبة بطريقة بهلوانية، وكذلك دخوله على سجادة طائرة أشبه ببساط علاء الدين، مع حركاته المتمايلة المميزة في اللعب، وقدرته العالية على التحمل، وكان من المتوقع له أن يحقق أرقاماً قياسية في اللعبة لو لم يعتزل مبكراً وانشغل بالعمل التجاري الخاص به في عدد من المدن البريطانية.
غير أن نجاحاته المتوالية خفتت فجأة بعد جولات تألق لافتة توقفت عند حاجز وزن الريشة التي برع نسيم فيها، وتغلب في سلسلة من المباريات على نجوم بارزين أكبر منه خبرة وسناً.
ولم يعرف بالتحديد سبب اعتزال نسيم المبكر، إلا أن المتابعين حينها اعتبروا مباراته الأخيرة وخسارته المفاجئة هي السبب، إلا أنه لم يحسم القول في هذا الأمر.
ومنذ سنوات التقطت عدسة الكاميرات من وسائل إعلام بريطانية صوراً مثلت صدمة مفاجئة للجمهور بعد ظهوره بجسد ضخم ووزن زائد بعد خروجه من السجن على خلفية اتهامه في حادث سير.
نجاح متوقع
إعلان إنتاج العمل مثل بارقة لتوجيه الضوء والعدسة الـ"هوليوودية" نحو النماذج العربية الناجحة في المجالات كافة، التي تستحق التناول كقصص ملهمة في تخطي الصعاب والتمييز والفوارق الطبقية.
يقول الصحافي الفني، علي بن عامر، إن إنتاج فيلم عن قصة الملاكم نسيم خطوة واعدة ستسهم في نقل الوجه المشرق لليمنيين والعرب بعد عقود من حصرها في تناولات تتعلق بالإرهاب والتطرف والغلو.
بن عامر الذي توقع نجاحاً كبيراً للفيلم كونه يتحدث عن تفاصيل مثيرة جداً وملهمة تخطى خلالها نسيم مراحل كبيرة من الصعاب حتى بات متربعاً على عرش وزن الريشة عالمياً، بعد أن عانى في طفولته من التنمر والاعتداء من قبل أقرانه الأطفال في شفيلد.
ويشير إلى أن توقيت الفيلم مهم كونه يأتي في فترة لا يتطرق فيها الإعلام الغربي لليمن والمنطقة العربية إلا بما يتعلق بالدماء والدمار والإرهاب، وتجسيد تلك النظرة في الأعمال السينمائية المنتجة على امتداد العقود الماضية، ولعلها فرصة لتناول أوجه عربية مشرقة أخرى خلال المرحلة المقبلة.
ولد نسيم حميد في 12 فبراير 1974 في شفيلد، إنجلترا، ويبلغ طوله نحو 165، ولديه ثلاثة أولاد.
على الجانب الآخر كان قد انتهى مينا مسعود أخيراً من تصوير مشاهده كافة في فيلمه المصري الأول "في عز الضهر" الذي يشارك فيه بجانب عدد من الفنانين، منهم شيرين رضا وإيمان العاصي وعدد آخر من الفنانين وهو من إخراج مرقس عادل.
nsp-205.jpg)
