مال وأعمال

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، لكن المكاسب توقفت بسبب مخاوف المستثمرين إزاء الطلب على النفط بعد عودة أوروبا وآسيا فرض قيود وسط زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي بنسبة 0.19% إلى 74.53 دولار للبرميل، بحلول الساعة 09:30 بتوقيت موسكو، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.10% إلى 71.36 دولار للبرميل.

وقال إدوارد مويا، كبير المحللين في مؤسسة "أواندا": "المتعاملون في الطاقة لا يريدون المراهنة على (أوبك+)، لكن جميع المخاطر القصيرة المدى، من أوميكرون إلى تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) السياسة النقدية، تثبت جميعها أن لها تأثيرا سلبيا للغاية على توقعات أسعار النفط على الأمد القصير".

وتشدد حكومات حول العالم، من بينها بريطانيا والنرويج، القيود لوقف انتشار المتحور أوميكرون، ومنها تقليص الرحلات الجوية وإلغاء فعاليات، مما أثار مخاوف بشأن الطلب على النفط.

ومع ذلك، رفعت منظمة "أوبك" توقعاتها للطلب العالمي على النفط للربع الأول من عام 2022 والتزمت بجدولها الزمني للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة من الإنتاج، قائلة إن أوميكرون سيكون له تأثير طفيف وقصير.

وتجتمع "أوبك" وحلفاؤها، الذين يشكلون ما يعرف بمجموعة "أوبك+"، في الرابع من يناير 2022 لتقرير سياستها للإنتاج.

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية بشكل كبير مع بدء تعاملات الأسبوع. ووصل سعر الغاز الطبيعي في بورصة الغاز الأوروبية  إلى 130 دولاراً (أكثر من 115 يورو) للميغاوات ساعة، بينما في بريطانيا وصل سعر الوحدة الحرارية (مقياس تسعير الغاز الطبيعي البريطاني) إلى نحو 4 دولارات (3 جنيه استرليني).

جاء الارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوى شهدته أوروبا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية بأن خط أنابيب الغاز الروسي لأوروبا "نورد ستريم 2" لم تتم الموافقة على تشغيله لأنه لا يطابق معايير الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك نتيجة تصاعد التهديدات لروسيا بفرض عقوبات غربية عليها إذا واصلت التصعيد العسكري وحاولت غزو أوكرانيا.

كانت أسعار الغاز الطبيعي أنهت الأسبوع الماضي الجمعة على سعر نحو 118 دولاراً (105 يورور) للميغاوات ساعة. لكنها بدأت الأسبوع بارتفاع بنسبة 10 في المئة في أوروبا وبنسبة 12 بالمئة في بريطانيا.

وزاد الضغط على أسعار الغاز تهديد رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بأن بلاده ستوقف إمدادات الغاز الطبيعي الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا إذ فرض الغرب عقوبات على موسكو. ونقلت وكالة "بيلتا" البيلاروسية للأنباء عن لوكاشينكو قوله: "إذ أدت العقوبات، التي فرضوها من قبل أو سيفرضوها في المستقبل إلى وضعنا في حالة طوارئ ولم يعد أمامنا خيار آخر للرد على تلك العقوبات بوسائل أخرى فإننا سنلجأ لهذا الإجراء القاسي".

تصعيد الأزمة

كان خط الأنابيب نورد ستريم 2، الذي تبلغ استثماراته الإجمالية نحو 11 مليار دولار ويعد من أهم مشروعات روسيا في أوروبا، أهم العقوبات التي هدد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بها في قمتهم الافتراضية الأسبوع الماضي. وتشير التقارير إلى أن روسيا حشدت بالفعل ما يصل إلى 100 ألف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا ما يعزز التكهنات الأميركية بأن بوتين يستعد لغزو أوكرانيا.

وفي مقابلة تلفزيونية مع محطة "زد دي إف" الألمانية مساء الأحد، قالت وزيرة الخارجية في الحكومة الألمانية الجديدة أنالينا بايرباك إن خط الأنابيب لا يمكن الموافقة على تشغيله بالوضع الحالي. وكان الرئيس الروسي يضغط لإنهاء الموافقة على تشغيله قبل نهاية فترة رئاسة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل للحكومة الألمانية. وتم الانتهاء من خط أنابيب الغاز في وقت سابق من هذا العام بعدما تعطل العمل فيه بسبب العقوبات الأميركية على روسيا.

أوروبا والغاز

ومن شأن خط الغاز الطبيعي الجديد أن يحل مشكلة نقص العرض في الغاز الطبيعي في أوروبا مع زيادة الطلب. وكانت أوروبا تعرضت لأزمة غاز طبيعي في الصيف، لم تخرج منها حتى الآن أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة بنحو ثلاثة أضعاف في عام. ومع دخول فصل الشتاء وزيادة الطلب على الطاقة، تسحب أوروبا من مخزونات الغاز الطبيعي لديها ما أوصل تلك المخزونات إلى وضع متدني يقل بنسبة أكثر من 10 في المئة عن معدلاتها الموسمية. ويقل ما تحتويه مخزونات الغاز الطبيعي الأوروبية حالياً عن نسبة 63 في المئة من طاقتها.

ورغم أن خط الأنابيب الحالي للغاز الطبيعي الروسي (يامال-أوروبا)، الذي يمر عبر بيلاروس وبولندا إلى ألمانيا، يعمل بكامل طاقته البالغة 30 مليار متر مكعب سنوياً إلا أن ذلك لا يكفي لتلبية زيادة الطلب الأوروبي.

وسبق وأعلنت شركة الطاقة النرويجية، أكبر منتج ومورد للغاز للسوق الأوروبية، أنها لن تستطيع تلبية أكثر من 60 بالمئة من الزيادة في الطلب على الطاقة في دول أوروبا هذا الموسم. لذا، من شأن خط نورد ستريم 2 في حال تشغيله أن يسهم في حل مشكلة نقص الغاز الطبيعي وبالتالي إنتاج الطاقة في دول أوروبا.