بل وحذرت منها منذ عام 2017م، حيث حذر حينها قائد جماعة أنصار الله ( الحوثيين ) ، عبدالملك الحوثي، دولة الإمارات من مغبة تدخلها العسكري في اليمن إلى جانب حليفتها السعودية، على رأس تحالف إقليمي دولي بدأ عمليات عسكرية على اليمن في صبيحة السادس والعشرين من مارس عام 2015م، لكن الإمارات لم تأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، بل أخذتها نشوة المال وترسانات الأسلحة والتحالفات الدولية بالإثم، ولكن قيادة صنعاء وكما يعرفه عنها كل متابعي مجريات الحرب أوفت بما وعدت ونفذت تهديدها الذي أبدت حرصها على ألّا تضطر لتنفيذه لو أن الإمارات تعاملت معه بحكمة وإنسانية، ولم يكن تصعيدها الأخير في اليمن- والذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة- سوى بداية سوء الحظ الذي سيكلف الإمارات الكثير والكثير.
أهم الفعاليات الاقتصادية في الإمارات تم تأجيلها ولأول مرة، كنتيجة حتمية وإجراء احترازي مصدره الخوف الشديد الناجم عن ما أوقعت فيه نفسها، بعد هجمات صنعاء على أبوظبي، ووعدها بالمزيد ما دامت الإمارات قد عادت إلى واجهة التصعيد العسكري في اليمن من جديد، فقد أعلنت إدارة معرض إكسبو دبي 2020، تأجيل واحدة من أهم فعاليات المعرض، اليوم الأربعاء، ونشرت اعتذاراً على حسابها في منصة تويتر لزوار المعرض، تبدي فيه أسفها لتأجيل حفل "كايروكي"، الذي كان من المقرر إقامته على منصة اليوبيل في معرض إكسبو دبي 2020، في نهاية شهر يناير الجاري، مبررةً تأجيل الحفل بحدوث ظروف طارئة، وليست تلك الظروف الطارئة سوى تهديد المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، بأن المعرض قد يتعرض للخسارة، ناصحاً مرتاديه بتغيير وجهتهم، في إشارة إلى أن "إكسبو" قد يكون هدفاً لمسيَّرات وباليستيات قواته، بعد تنفيذها هجمتين دقيقتين على أبوظبي خلال أسبوعين، وكان متحدث قوات صنعاء غرد على حسابه في تويتر: "إكسبو.. معنا قد تخسر.. ننصح بتغيير الوجهة".
ورغم محاولة الإمارات الظهور في موقف القوة والتقليل من شأن ما ستجلبه مجنحات ومسيّرات صنعاء على مستقبلها التجاري الاستثماري القائم أساساً على شرط توفر الأمن؛ إلا أن مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة استجدت الأمريكيين من خلال تصريح لشبكة CNN الأمريكية المزيد من الدعم لاعتراض صواريخ الحوثيين، حسب تعبيرها، مؤكدة حاجة بلادها الماسة إلى المزيد من الدعم في مجال الأنظمة الدفاعية، في وقت قال رئيس الوفد التفاوضي لصنعاء، محمد عبدالسلام، إن الإمارات وبقية دول التحالف تعاني أزمة أمنٍ ذاتي، حسب تعبيره، مؤكداً في تغريدة على تويتر، مساء اليوم الأربعاء ، أن الإمارات لا تستطيع الوقوف على قدميها إلا بـ "عكازات أمريكية" حسب وصفه، وأنها تجهد في تسوُّل الدعم الأمريكي، في إشارة إلى طلب مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة المزيد من الدعم الدفاعي الأمريكي، موضحاً أن خروجها الفعلي من المستنقع اليمني سيجعلها في غنىٍ عن استجداء الدعم الذي لا ينفعها بشيء ما دامت مستمرةً في التصعيد العسكري على اليمن.
