الأمم المتحدة تتجاهل خطر أغذيتها الفاسدة لنازحي مأرب

YNP -  خاص  :

تصم الأمم المتحدة آذانها عن شكاوى تقدم بها عشرات المواطنين النازحين في المخيمات بمدينة مأرب، شرقي اليمن، ضد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بعد توزيعه مواد غذائية وصفوها بالرديئة والتالفة وغير الصالحة للاستخدام البشري.

وأفاد المواطنون بأن مادة دقيق القمح الأحمر التي تم توزيعها مؤخرا هي من النوعية التي لا تصلح للأكل، وغير قابلة لصنع الخبر. مؤكدين أيضا أن نوعية البقوليات التي يتم صرفها أيضا في غالبية الأشهر الماضية هي منتهية ومليئة بالسوس، ولا يمكن تخزينها لبضعة أسابيع بسبب انتشار السوس فيها، كما ان نوعية الزيت الذي يُصرف هو من النوعية الرديئة وقد تسبب لهم ولأطفالهم بالكثير من أمراض المعدة والجهاز الهضمي.

وطالب النازحون بسرعة التحقيق في القضية، ومحاسبة الجهات التي تتلاعب بمواصفات الغذاء، حيث شهدت نوعية الغذاء تراجعا كبيرا خلال السنتين الماضيتين بشكل كبير جدا كما يقولون.

ويواصل المسؤولون الأمميون والمشتغلون في العمل الإغاثي والإنساني عن التهويل والتحذير من كارثة إنسانية محتملة ضحاياها النازحون الذين وصلوا الى مدينة مأرب، خلال السنوات الماضية من الحرب، ويقدرون بأكثر من مليون نازح من مختلف المحافظات، في حال أصرت قوات صنعاء على التقدم ميدانيا واقتحام المدينة التي تعد آخر معاقل الحكومة المدعومة من التحالف، في سلسلة المحافظات الشمالية لليمن.

لكن كما يبدو ان هذه الاهتمامات والنشاطات السياسية والإغاثية الأممية، لا يعنيها الخطر الذي يتهدد حياة الالاف من هؤلاء النازحين، جراء المواد الغذائية التالفة والرديئة التي يتلقونها من الجهات الاغاثية الأممية والدولية.

وليست المرة الأولى يتم الكشف عن أغذية منتهية الصلاحية وفاسدة، مقدمة من البرامج الاغاثية الأممية والدولية الى اليمنيين في السنوات الماضية من الحرب. في حين يرفض المسؤولون الأمميون تقديم اعترافات بتوزيع مواد غذائية فاسدة ضمن نشاطات هيئاتهم ومؤسساتهم الاغاثية في اليمن.

 وخلال العام 2019 كشف تحقيق استقصائي نشرته شبكة فايس العالمية لجوء بعض المنظمات ومنها منظمات أممية، تعمل في اليمن إلى توزيع المساعدات منتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستخدام، مع علمهم المسبق أنها لا تصلح.

وعرض التحقيق وثائق وصور تظهر وصول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، ومنظمات أخرى تعد غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستخدام الآدمي، بحسب فحوصات مخبرية. كما نقل التحقيق شهادات مواطنين تلقوا مساعدات إغاثية فاسدة اضطر بعضهم لتناولها كمواجهة للموت بالموت، فيما اضطر البعض إلى رميها رغم الحاجة الشديدة إليها.

وعلقت شبكة فايس بالقول: "لم يشفع لليمنيين ضنك العيش الذي بات لسان حالهم بعد أربعِ سنوات عجاف تمر بها بلادهم جراء الحرب والوضع الاقتصادي المتدهور، ليعاني اليمنيين أزمة انسانية أصبح معها أكثر من ثلثي السكان بحاجة ملحة إلى مساعدات عاجلة لإنقاذ من الموت جوعًا ومرضًا. زاد من معاناتهم وصول المساعدات الإغاثية التي تتولاها منظمات دولية، بعضها تابع للأمم المتحدة، فاسدة أو منتهية الصلاحية، لتضاعف من معاناتهم مع الحرب والمرض والجوع".

وبينما أضطر برنامج الغذاء العالمي الى تقديم تبرير تلف المساعدات الغذائية، بتأخر النقل ووجود ظروف غير جيدة لتخزين المساعدات، إلا أن التحقيق قال إن وثائق رسمية تناقض ذلك.

في السياق، لا تزال تقارير إنسانية تؤكد أن طفلا يمنيا يموت كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية فيما يحتاج 80في المائة من اليمنيين للمساعدات الغذائية.