ابعاد اجتياح صنعاء لجيزان - تقرير

خاص – YNP ..

لقيت  العملية الاخيرة لقوات صنعاء في العمق السعودي صدى واسع في الاوساط المحلية والاقليمية والدولية باعتبارها تأتي في وقت حساس من عمر اليمن، فما  اهداف العملية وابعادها وتداعياتها على مسار السلم والحرب؟

من الناحية العسكرية  ، لم يكن أحد يتوقع أن تنفذ  قوات صنعاء عملية بهذا الحجم و توثيقها اعلاميا، فهي قد سبق وأن نفذت عملية اكبر  واوسع لكن لم يتم بثها اعلاميا  أما لحسابات سياسية وأما رغبة لطلب سعودي  وهو ما وضع السعودية وتحالف ذي الـ17 دولة في مأزق جديد في ظل  محاولة تسويق نفسها كقوة صاعدة  عسكريا في المنطقة، وهو بمعيار عسكري هزيمة قاسية تضاف إلى سلسلة هزائم  تلقتها السعودية على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب التي تقودها  على اليمن منذ العام 2015.

لم يكن سقوط المواقع الـ40 أو حتى تدمير الـ29 الية عسكرية أو اسر جنود ومرتزقة هو المغزى ، بل تحمل العملية التي اطلق عليها  من قبل قوات صنعاء  عملية  "موعدنا الحدود" ابعاد عدة ابرزها نفسية وقد ظهر الجيش السعودي ومرتزقته الاجانب في حال  انهيار تام ما يغري المهاجم في التوغل اعمق وهي رسالة حملتها تغريدة لمحمد الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى، أما من الناحية السياسية فتأتي العملية  في ظل حراك دولي للدفع بعملية سلام شامل ، وهي بكل تأكيد لا تحمل رسائل برفض السلام وفق ما يحاول اطراف الحرب الاقليمية تسويقه  بل تأكيد من صنعاء على أن اية مسار للحل في اليمن  يجب ان يتضمن خروج كافة القوات الاجنبية  من الاراضي اليمنية لاسيما وأن العملية الاخيرة تزامنت مع  الجدل الذي خلفه كشف تقارير دولية مساعي التحالف لاحتلال طويل المدى لجزيرة ميون الواقعة عند الساحل الغربي لليمن  وهو اشارة بان صنعاء لن تقبل بسلام ناقص او يمس بسيادة البلد ووحدة اراضيه.

العديد من الاهداف حققتها صنعاء بعمليتها الخاطفة، واهمها رمي الكرة في ملعب التحالف، لكن الأهم من ذلك كله أن صنعاء  تؤكد مجددا قدرتها على  نقل المعركة إلى  اراضي "العدو"   في ظل مساعيها ابقاء الاحتراب في الداخل اليمني وتسويق نفسه كراعي للسلام  فهي تؤكد للعالم بان السعودية  هي العدو الاكبر لليمن وأنها هي من ينبغي أن تنهي الحرب  والحصار  لا المراوغة والتضليل باعتبار عواقب الاخير وخيمة.