التحالف يجلب فرقة اغتيالات "حبشية" إلى عدن ويغرق المهرة بـ "المخدرات" و"القاعدة"

YNP  - إبراهيم القانص:

مقابل عجزها الكامل عن إحراز أي تقدم عسكري ميداني في مواجهة قوات صنعاء، تكثف السعودية تحركاتها في جوانب أخرى

كطريقة للانتقام أو تغطية الفشل الذريع الذي مُنيت به قواتها وخسارتها كل تلك المواقع والعتاد العسكري في العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات صنعاء في قطاع جيزان، والتي أفقدت القوات السعودية هيبة صفقات التسلّح المليارية بعدما تحولت إلى قطع معدنية لا جدوى لها حين تركها أصحابها في مواقعهم وخنادقهم غنيمة لمقاتلي صنعاء، الذين أحسنوا استخدامها وحوّلوها إلى مخزون استراتيجي لمعارك وعمليات جديدة في العمق السعودي، الأمر الذي انعكس حسرةً وغُصة في نفوس حكام وقادة المملكة، الذين لم يخطر يوماً ببالهم أن كميات كبيرة من ترسانة الأسلحة التي كلفتهم مليارات الدولارات ستنتهي إلى تلك المآلات الموجعة بحيث أصبحت مصوّبة إلى صدور قواتهم التي لم تكن أهلاً لاستخدامها.

 

التحركات السعودية الأخيرة التي تكثفها لتغطية عجزها وفشلها عسكرياً في حدها الجنوبي الذي تتساقط مواقعه تباعاً بيد قوات صنعاء؛ تمثلت بإمعانها في زعزعة أمن واستقرار المواطنين في المحافظات اليمنية الواقعة في نطاق سيطرة التحالف وحكومة هادي الموالية له، تحديداً في عدن والمهرة وحضرموت والضالع، حيث أفادت مصادر خبرية أن التحالف استقدم عناصر خاصة من الجنسية الإثيوبية إلى مدينة عدن خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدةً أن تلك العناصر مدربة ومتمرسة على الاغتيالات، وتم استقبالها في مقر قوات التحالف بعدن.

 

المصادر أشارت إلى أن التحالف ينوي من خلال استقدام فِرق الاغتيالات تلك، تصفية حساباته مع شخصيات جنوبية مناهضة لتواجده في تلك المناطق ورافضة أن تكون تابعة له.

 

في السياق نفسه، أشرفت قيادة التحالف على وصول مجاميع من تنظيم القاعدة المتطرف إلى محافظتي المهرة وحضرموت، يقول مراقبون إن جلبهم يأتي في إطار الأهداف نفسها من تصفية الحسابات مع الرافضين لتواجد التحالف في تلك المحافظات، وكان ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وجهوا تحذيرات لأبناء المحافظات الجنوبية من تحريك التحالف لعناصر القاعدة لاستهداف القيادات الجنوبية المناهضة لمشاريع وتحركات التحالف في المهرة وحضرموت.

 

محافظة الضالع، وتحديداً المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف، لم تكن بمنأى عن التحركات الأخيرة، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل صوراً لآليات عسكرية تجوب شوارع المدينة مكتوب عليها "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ورغم أنها لما يسمى قوات الطوارئ التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الممول من الإمارات، إلا أن العناصر التي تستقلها كانت وجوهاً غريبة على أبناء المدينة، الذين رجحوا تبعيتها لتنظيمات إرهابية، ضمن عمليات التنسيق التي يديرها التحالف مع عناصر القاعدة وداعش لإنشاء "إمارة" للسلفيين المتشددين، يشرف عليها المجلس الانتقالي، وتوقع مراقبون أن تكون مهمتها في إطار أجندة الاغتيالات والاختطافات.

 

وفي المهرة أيضاً، بدأت القوات السعودية بإغراق المحافظة بالمخدرات، عبر المنافذ البرية والبحرية، لنشرها في أوساط الشباب، بعدما رأت تماسك أبناء المجتمع ووحدة صفهم وموقفهم الرافض للوجود العسكري السعودي في محافظتهم، وهي محاولة لتفكيك النسيج المجتمعي باستهداف شبابه وتحويلهم إلى عناصر غير فاعلة، حسب المتحدث باسم لجنة اعتصام أبناء المهرة، علي مبارك محامد، الذي أكد أن المخدرات لا تدخل إلى المهرة إلا بموافقة وإشراف القوات السعودية كونها مسيطرة على المطار والموانئ والمنافذ البرية، لافتاً إلى أن قتل القوات السعودية أحد المعتصمين في منطقة حات، العام الماضي، كان على خلفية القبض على ضابط سعودي يعمل في التجارة بالمخدرات.