المقترحات الخارجية لحل الأزمة اليمنية.. هل تصنع سلاماً حقيقياً !

YPN - خاص :
جهود وتحركات أممية دولية وإقليمية لإحلال السلام في اليمن، يجسدها الضجيج الإعلامي المتصاعد، والذي لا يعدو كونه جعجعة لا تبشر بأي طحين، بحسب ما يحكيه الوضع في اليمن، رغم سنوات من دعوات ومبادرات لا تتجاوز الحروف التي كتبت بها، في حين لا يُلمس أي أثر لها في واقع اليمن المنهك بالحرب والحصار،

وكأنها سحائب صيف لا تلبث أن تنقشع سافرة عن خيبة أمل كبيرة، ومنذرة بالمزيد والجديد من فصول المأساة اليمنية التي تمضي في عامها السابع.
وفيما تمضي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والقوى الإقليمية في الحديث عن الحل السياسي باعتباره المخرج الوحيد لليمن من أتون الحرب المستعرة، ينبري الواقع ليكذّب الجميع، ويكشف عن زيف تلك الدعاوى والدعوات، التي لا تعدو كونها مادة إعلامية ممجوجة، ومعزوفة رديئة اللحن والإيقاع، ومسرحية هزلية تؤدى على أشلاء الوطن الممزق.
يحرص التحالف على تقديم نفسه في هيئة وسيط لإنهاء الصراع بين الأطراف اليمنية ممثلة بسلطات صنعاء والشرعية المدعومة خارجياً، في محاولة منه لصرف الأنظار عن دوره الرئيس في هذا الصراع، وبهدف التنصل عن المسئولية القانونية والأخلاقية عن عملياته العسكرية التي قتلت وجرحت وشردت مئات الآلاف من اليمنيين، وأحدثت دمارا هائلا في البنى التحتية، بالإضافة إلى ما نجم عن الحرب التي يشنها في البلاد منذ 26 مارس 2015، من أوضاع إنسانية دفعت بملايين اليمنيين إلى شفير مجاعة وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية.
ويستغرب مراقبون من ما أسموه "مزاعم التحالف لإحلال السلام في اليمن" قاصرا ذلك على ما يتعلق بالصراع بين صنعاء والشرعية، في الوقت الذي أحال فيه المناطق التي يسيطر عليها مباشرة أو عبر الأطراف المحلية الموالية له إلى برميل بارود، وأشعل فيها صراعات ليس من السهل معالجتها وأزمات يصعب حلها، مشيرين إلى الأزمة المتصاعدة بين في المحافظات الجنوبية بين حكومة هادي المدعومة سعوديا، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، وهو الصراع الممول من قبل الدولتين، والذي فشلتا في لجمه رغم الاتفاق الذي رعته السعودية (قائدة التحالف) بين الطرفين وجرى توقيعه في الرياض في 5 نوفمبر 2019، ولا يزال حبرا على ورق، بعد مضي أكثر من عام ونصف على توقيعه.
ويرى المراقبون أن جميع التحركات الدبلوماسية الخارجية، في سبيل وضع حد للحرب في اليمن، والمبنية على طروحات يمليها التحالف تقتصر على مبادرات مفرغة من كل ما يقود إلى سلام حقيقي يضمن لليمن حريته واستقلاله وسيادته الكاملة على كامل خارطته، وقاصرة عن إيجاد حلول جذرية لجميع الصراعات الأساسية منها والمستنسخة، وعاجزة عن خلق رؤية حقيقية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتعويض جميع المتضررين، وهو الأمر الذي ينفي أهميتها، ويقلل من شأنها إنهاء الصراع، وإحلال السلام في البلاد.