ما حدث بين "القردعي" و "منيف".. صنيعة التحالف لإضعاف قبائل مارب

YNP -  إبراهيم القانص :

خلافات شديدة بين ضباط ومسئولين عسكريين تابعين لقوات التحالف، تتكشف عن فضائح أقل ما توصف به أنها مخزية، خصوصاً عندما تكون بين شخصيات تنتمي إلى قبائل وأسر معروفة من أبناء محافظة مارب،

الأمر الذي يثير المخاوف من أن يكون التحالف قد دجّن أبناء تلك المحافظة ممن يقاتلون في صفوف قواته، بأخلاق وصفات تتنافى مع ما تُعرف به قبائل المحافظة عبر التاريخ، من قيم الشهامة والمروءة والأخلاق والصفات الأصيلة، وتشهد قبائل مارب خلال هذه الأيام توتراً كبيراً وسخطاً واسعاً بعد مقتل أحد مشائخها البارزين على يد قائد الشرطة العسكرية، والذي ينتمي هو الآخر إلى قبيلة أو أسرة لا تقل شأناً عن الضحية.

 

مصادر محلية في مدينة مارب أكدت أن قائد الشرطة العسكرية الموالي للتحالف، العميد ناجي منيف أطلق الرصاص على الشيخ حزام القردعي، الذي يشغل منصب ركن القوى البشرية في القوة نفسها "الشرطة العسكرية"، خلال تواجدهما في مبنى المباحث الجنائية بالمدينة، ورغم أنه كان هناك فرصة لإنقاذ المجني عليه "حزام القردعي" الذي أُسعف إلى مستشفى الهيئة بمدينة مارب؛ إلا أن الجاني ناجي منيف لحقه إلى هناك قاطعاً عليه أي فرصة للنجاة، حيث أمطره بزخة رصاص أخرى وسط حشد من أبناء قبيلة القتيل.

 

الجريمة أثارت سخطاً واسعاً وغضباً عارماً في أوساط قبيلة مراد، الذين توافدوا بأعداد كبيرة بعد مقتل القردعي، محاصرين موقع معسكر الشرطة العسكرية، طلباً للثأر من قاتله، وفي الوقت نفسه يحتشد أبناء "بني سيف" التي ينتمي إليها القاتل وهي تابعة أيضاً لقبيلة مراد دفاعاً لردع أي محاولة للمساس بصاحبهم، وهو ما يكشف عن عملية منظمة ينفذها التحالف لزرع الشقاق بين أبناء القبائل في مارب حتى يسهل له استخدامهم والزج بهم في معاركه العبثية داخل الأراضي اليمنية.

 

المصادر أوضحت أن المخصصات المالية والأسلحة التي يتسلمها المقاتلون في صفوف التحالف كانت سبباً رئيساً لخلاف كبير بين قائد شرطة مارب ناجي منيف وركن القوى البشرية للشرطة العسكرية الشيخ حزام القردعي، حيث قال ناشطون على مواقع التواصل، منهم ضابط في هيئة الأركان التابعة لدفاع هادي، إن المشكلة أساساً بدأت بسبب اختلاف على تقاسم تلك المخصصات، والتي بموجبها أحيل القردعي إلى البحث الجنائي بتهمة وجهها إليه ناجي منيف مدعياً أنه يتاجر في المخدرات، وأشار الناشطون إلى أن القردعي اتهم منيف بالسرقة واغتصاب الأطفال الذين يزج بهم في سجون الشرطة العسكرية بدون أي إدانات واضحة.

 

ويرى مراقبون أن التحالف يحرص على توسيع الخلافات بين أبناء القبائل في مارب، لتستمر سيطرته على المحافظة الاستراتيجية، مؤكدين أنه يدفع إليهم بالأموال والأسلحة ليضمن بقائهم للقتال في صفوفه تبعاً لأجندته في المحافظة النفطية، مشيرين إلى أنه لم يكن ليتمكن من ذلك في حال توحد أبناء القبائل على رأي واحد يرفض تدخل التحالف في محافظتهم، وهو السبب الذي يجعل التحالف حريصاً على إبقاء الخلافات بل وخلقها بين أبناء القبائل ليكونوا أكثر ضعفاً وأكثر بُعداً عن معرفة الأهداف الحقيقية لتدخله في البلاد بشكل عام.