بين هيئتيّ "الترفيه والأمر بالمعروف".. الشعب السعودي يتجرع خيبات الأمل

YNP - إبراهيم القانص :
تصاعدٌ لافت في وتيرة السخط الشعبي على سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي أخذت منحىً خطيراً باتجاه فرض واقع جديد على حياة المجتمع السعودي، تحت شعارات الانفتاح والحداثة ومواكبة العصر،

إلا أن تلك السياسات والرؤى والتغيير الذي يقوده بن سلمان ليس كما يتصور البعض أنه ضمن خطط نهضوية للارتقاء بالوضع الاقتصادي للمملكة، على مستوى الدولة والأفراد، بل تجسد في فرض واقع مخيب لآمال السعوديين.

وجد السعوديون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع خيار صعب يتمثل في تدمير المنظومة القيمية التي بُنيت على أساساتها أعرافهم وتقاليدهم، دينياً ومجتمعياً، فمن حلم بسيط كانوا يتمنون تحقيقه وهو تخفيف حدة التشدد الديني الذي كانت تفرضه عليهم ما كانت تسمى "هيئة الأمر بالمعروف"، إلى واقع يتطلب انسلاخهم تماماً من قيم الدين والأعراف المجتمعية والذي تفرضه الآن ما تسمى "هيئة الترفيه"، التي تتضمن خططها وبرامجها أسلوب حياة غربياً يتنافى تماماً مع تركيبة مجتمع يستوطن أرضاً مقدسة، طالما تفاخروا بانتمائهم إليها كونها تحوي أهم المقدسات الإسلامية على الإطلاق "الحرمين الشريفين".

رجال دين سعوديون توقعوا اقتراب زوال النظام، الذي يقوده فعلياً ولي العهد محمد بن سلمان، مبدين سخطهم الشديد على ما أسموه بالفجور الذي يحدث في مكة والمدينة، من خلال نشر الملاهي وأماكن بيع وتعاطي الخمور، ثم قرار السلطات بإلغاء مكبرات الصوت في المساجد ورفع أصوات ما وصفها الشيخ سعد بن ناصر الغامدي بـ"التفاهة"، في إشارة إلى المراقص والبارات التي يقوم عليها نشاط "هيئة الترفيه"، وأشار الشيخ الغامدي في تغريدة على منصة تويتر، إلى أن تلك الممارسات ستزيد سخط الشعب، متوقعاً أن النظام السعودي سيشعل ما أسماها بالفتيلة الأخيرة لزواله.

في سياق خيبات الأمل التي جرعها محمد بن سلمان لمواطنيه، تساءل سياسيون سعوديون عن أسباب فشل التحالف في الحرب التي تقودها سلطات بلادهم على اليمن، وهي الحرب التي أنفقت عليها سلطات المملكة أموالاً باهظة من الموارد والثروات التي تُعدّ ملكاً للشعب السعودي، الذي كان يأمل أن تتحسن أوضاعه الاقتصادية من خلال رؤى ولي العهد التطويرية التي أصم بها آذانهم، ليجدوا بالمقابل مواردهم وثرواتهم تُستنزف في حرب تقودها حكومتهم على اليمن، ومع ذلك الاستنزاف أخفقت في تحقيق أي انتصار ميداني، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل عجزت عن صد الهجمات شبه اليومية التي تشنها قوات صنعاء على مشآتهم الحيوية ومواقعهم العسكرية، ولم تتمكن من وقف توغل تلك القوات إلى عمق أراضيها في حدودها الجنوبية.

الخبير السياسي السعودي الدكتور سعد الفقيه، تساءل في تسجيل مرئي، بقوله: "أين التحالف العظيم الذي يقوده بن سلمان؟"، بعدما تحدث عن أنه "لا يكاد يمر يوم إلا ويتحدث الإعلام السعودي عن اعتراض صواريخ ومسيّرات حوثية"، مؤكداً أن الحوثيين لا يزالون يكسبون المزيد من النفوذ بسيطرتهم على المواقع السعودية، متهماً سلطات بلاده بالعجز عن مواجهة قوات صنعاء، وأنها ليست قوية إلا في قمع مواطنيها، داعياً الشعب السعودي إلى الانتفاضة ضد سلطات بن سلمان القمعية.