بعد انكشاف الأجندات وتضارب المصالح.. التحالف وبداية النهاية

YPN -  عبدالله محيي الدين :

مع طول أمد الحرب التي راهن التحالف على حسمها في أيام قلائل، وما صاحبها من فشل وانكسارات متلاحقة له على مدى سنوت الحرب التي تستمر للعام السابع تواليا، تتزايد احتمالات السقوط المدوي لهذا التحالف الذي اجتمع أطرافه على خوض هذه الحرب وفقا لأجندات متعددة، كل فيها له أجندته المحكومة بما يمليه الطرف المرتبط به.

مؤشرات تصدع هذا التحالف، باتت واضحة بما يكفي للتنبؤ بالنهاية والمآل الذي سيئول إليه هذا التحالف، الذي وإن بدت أطرافه جميعا فإنها شتى، بناء على اختلاف الأجندات التي ينطلق منها كل من هذه الأطراف ويسعى لفرضها على واقع اليمن الممزق بالحرب والمنهك بالتبعات الاقتصادية لها.

مؤخرا، بدت للعيان مؤشرات تصدع التحالف وذلك من خلال التأزم الذي عكسه التأزم في العلاقة بين رأس الحربة في هذا التحالف، ممثلا بالسعودية والامارات والتصريحات الهجومية لسياسيين وإعلاميين وناشطين يمثلون الأطراف المنضوية في التحالف.

على مستوى الدول المتصدرة لهذا التحالف، متمثلة بكل من السعودية والإمارات، برزت نذر أزمة بين البلدين، ستكون من العمق بالقدر الذي يقود إلى تفكك هذا التحالف، وهو الأمر الذي ستعاني من تبعاته السعودية بشكل خاص، كونها هي من غرقت فعليا في مستنقع الحرب في اليمن حتى أذنيها.

وفي استقراء للأسس التي قام عليها التحالف السعودي الإمارتي، نجد أنه قام على أجندتين مختلفتين كل منهما تسعى لتنفيذ أجندتها الخاصة، وإن على حساب الأخرى، في حين لم تكن الشعارات التي رفعها التحالف منذ انطلاق عملياته العسكرية في اليمن، من قبيل "إنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية"، و "مواجهة مخاطر التمدد الإيراني في اليمن" ... وغيرها من الشعارات، سوى إيهام للقوى اليمنية السياسية منها والعسكرية المحسوبة على النظام السابق، بالعودة إلى كراسي السلطة، ودخول صنعاء مخفورين بقوات متعددة الجنسيات تدين لهم بالولاء، وتأتمر بأمرهم، وهي الخدعة التي انطلت على هذه المكونات، وبموجبها أعلنت تأييدها للتحالف وسلمته زمامها وقاتلت تحت قيادته طيله هذه السنوات، وخسرت الكثير من مقدراتها وسمعتها وبما لا يمكن أن تعوضه الأموال التي حصلوا عليها من التحالف مهما كان حجمها.

ذلك هو ما أثثبتته الحرب بسنواتها السبع، والتي مثلت للتحالف السعودي الإماراتي فرصة للتعامل مع اليمن كبلد محتل ومستباح الثروات، وهو ما يؤكده سيطرة السعودية والإمارات على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتعطيل المنشآت الاقتصادية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية واحتلال السواحل  والجزر اليمنية، وعلى رأسها جزر أرخبيل سقطرة وجزيرة ميون.

وبموازاة ممارسات التحالف الاستعمارية في الأراضي اليمنية، فقد حرص على إذكاء الصراعات حتى داخل المكونات الموالية له، وذلك بما يضمن استمرار الصراعات في البلاد، وما حالة عدم الاستقرار في المحافظات والمناطق التي يطلق عليها التحالف والأطراف المحلية المرتبطة به المحافظات المحررة إلا دليل على زيف تلك الشعارات التي استخدمت غطاء للأهداف الحقيقية الكامنة وراء هذه الحرب التي شنها التحالف بشكل مفاجئ دون ان يكون هناك ما يبرر شنها بتلك الطريقة التي كشفت عن حقد كبير على كل ما هو يمني.

وبالنظر إلى الحالة التي أوصل التحالف اليمن إليها بعد أكثر من ست سنوات من تدخله العسكري، فإن جميع المعطيات تشير إلى اقتراب نهاية هذا التحالف وهزيمته الوشيكة في اليمن، سيما بعد انكشفت حقيقته للكثيرين- محليا وإقليميا ودوليا- وترسخت القناعة لديهم بأنه هو مصدر المشكلة في اليمن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمثل ولو جزءا ضئيلا من حلها.