"العيد" يكشف الفرق بين صنعاء ومناطق الشرعية والتحالف

YNP - إبراهيم القانص :

شواهد كثيرة تفسر الإخفاقات التي تحصدها دول التحالف سواء من حيث هزائمها المتوالية في اليمن، أو من ناحية الاختلالات الداخلية في السعودية على وجه الخصوص،

إذ تعاني ارتفاعاً مرعباً في معدلات البطالة والجريمة وانتشار المخدرات، وما تحققه صنعاء من انتصارات ميدانية في مختلف الجبهات، وكذلك حالة الاستقرار الملموسة في مناطق سيطرتها، أمنياً ومعيشياً وخدماتياً.

 

ما يجسده الواقع على الأرض يثبت جلياً أنه لا مجال للمقارنة بين الأوضاع الأمنية والمعيشية والخدماتية في مناطق سيطرة الشرعية والتحالف الغارقة في الفوضى والانهيار والنزاعات البينية التي يشعلها التحالف ويمول كل أطرافها، وبين الأوضاع في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، التي تمكنت من ضبط الأمن بشكل لافت وإدارة الشأن الاقتصادي بكفاءة ملحوظة رغم مواردها الشحيحة إلا أن قراراتها في مواجهة الوضع الاقتصادي الذي فرضته الحرب كانت أذكى مما تتصور الأطراف الأخرى التي استخفت بإمكاناتهم وقدراتهم.

 

ويرى مراقبون أن الحالة المتقدمة التي أوجدتها سلطات صنعاء في المشهد ككل، سببها واحدية القيادة والهدف التي مكنتها من إدارة كل متطلبات المشهد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بالتوازي وبالاهتمام نفسه، والذي يتأمل في مشهد العيد بصنعاء لا يتخيل أنها تعيش ظروف حرب قاسية، فالمواطنون تهافتوا على المتنزهات الطبيعية والشلالات والحدائق بشكل غير مسبوق مطمئنين إلى أن السلطات قائمة على تأمين الأماكن المقصودة داخل العاصمة وفي ضواحيها وأطرافها، بينما تعيش المدن التي تسيطر عليها الشرعية وقوات التحالف حالة من التوجس والخوف رغم أن عدداً منها لم تشهد استقراراً أمنياً حتى خلال إجازة عيد الأضحى، إذ استمرت المواجهات بين الأطراف المتنازعة، على حساب سكينة الأهالي، تماماً كما أراد ويريد التحالف أن تكون الأوضاع هناك.

 

على الصعيد العسكري حرصت سلطات صنعاء على زيارة مقاتليها إلى مواقعهم في كل جبهات القتال، مقدمةً لهم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي، والإسناد الشعبي الذي لم يتوقف طيلة أيام العيد، بينما يعاني مقاتلو التحالف والشرعية من تأخر صرف رواتبهم لعدد من الشهور ولا أحد يمنحهم الدعم المعنوي إذ أن قياداتهم مشغولة بمصالحها الشخصية وتسابقها على إرضاء التحالف وكسب المزيد من الأموال، وليس أدل على ذلك أكثر من اعتقال السلطات الهندية عدداً من جرحاهم بعد إخراجهم من المستشفيات نتيجة عجزهم عن دفع تكاليف علاجهم، بينما تتسلم قياداتهم المعنية أكثر من أربعة ملايين دولار شهرياً مقابل علاجهم.