مسلحو "القاعدة" يختطفون أطفال النازحين من مخيمات مارب

YNP  -  إبراهيم القانص :

المجاميع المسلحة من تنظيم القاعدة المتطرف التي حشدها التحالف، ولا يزال يحشدها، إلى محافظة مارب للقتال في صفوف قوات الشرعية الموالية له، لا يقتصر دورها على المشاركة في المعارك ضد قوات صنعاء، التي ما زالت مصرّةً على استكمال السيطرة على المحافظة النفطية،

فبين كل فترة وأخرى تمارس عناصر التنظيم الإرهابي أنشطتها المعتادة في ترويع وترهيب الأهالي، بأساليبها المتوحشة نفسها، التي تُعدُّ منهجاً تمضي من خلاله في أنشطتها الإجرامية، ولا فرق لدى تلك العناصر في أن تكون أهدافها من الأطفال أو النساء أو المدنيين الآمنين، فغاياتها دائماً تبرر وسائلها، حسب قواعدها ومناهجها المتشددة.

 

هذه المرة أقدمت عناصر تنظيم القاعدة على اقتحام عدد من مخيمات النازحين في محيط مدينة مارب، وارتكبت جريمة جديدة بحق سكان تلك المخيمات، تمثلت في اختطاف عدداً كبيراً من الأطفال النازحين، الأمر الذي أثار موجةً من الهلع والرعب في نفوس ساكني المخيمات، الذين لم يجرؤوا على الدفاع عن أطفالهم، ليقينهم بمأساوية مصيرهم على أيادي عناصر التنظيم التي خَبُر الجميع أساليبها في التنكيل بالأبرياء على مدى تاريخها منذ ظهورها وحتى اللحظة، ولا أحد سيقف إلى جانب النازحين في حال قرروا مقاومة عناصر التنظيم والحيلولة دون خطف أبنائهم، كون تلك العناصر لا تتحرك إلا بضوء أخضر ومباركة من قيادات الشرعية والتحالف.

 

مصادر محلية أكدت أن عناصر تنظيم القاعدة في مارب، اقتادوا الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين اختطفوهم من مخيمات النازحين، إلى مواقع المعسكرات الخاصة بهم، في عدد من مناطق وادي عبيدة، منها منطقة آل شبوان، وأشارت المصادر إلى أن الغرض من ذلك قد يكون تدريبهم على أساليب القتال لاستخدامهم وقوداً لمعاركهم في المحافظة، الأمر الذي يعد جريمة كبيرة بحق الطفولة والإنسانية بشكل عام.

 

وكانت عناصر القاعدة، خلال الأشهر الماضية، عسكرت مخيمات النازحين في محافظة مارب، بحفر الخنادق في محيطها وبناء المتارس داخلها وحولها، وتكديس الأسلحة وسطها، بهدف اتخاذ النازحين دروعاً بشرية، واتهام قوات صنعاء لاحقاً بالاعتداء عليهم، وقد تسببت عناصر التنظيم في حالة رعب غير مسبوقة في أوساط النازحين، الذين لا يجدون حيلة تخلصهم من ذلك الوضع، كونهم صوتاً غير مسموع لدى المعنيين من قيادات التحالف والشرعية، الذين يعتبرونهم ورقة للمساومة وتحقيق المكاسب السياسية ضد صنعاء، غير مبالين بأرواح النازحين وما يمكن أن يتسبب به فعلهم بحق أولئك المدنيين على المستويات كافة.

 

ويرى مراقبون أن مجاميع القاعدة تلجأ إلى تنشيط ممارساتها الإجرامية بحق المدنيين والنازحين على وجه الخصوص، عقب كل خسارة ميدانية تُمنى بها أمام قوات صنعاء، التي دحرت تلك العناصر وهزمتها في عدد من مناطق مارب، منها الزور والبلق والسد والكسارة، وتحديداً بعد الهزيمة التاريخية التي أدت إلى طرد مجاميع التنظيم الإرهابي من مديريات محافظة البيضاء التي ظل مسيطراً عليها طيلة السنوات الماضية، وظل جاثماً على نفوس الأهالي في تلك المديريات كأسوأ كابوس في حياتهم.