ازمة هوية تعصف بالانتقالي – تقرير

خاص – YNP ..

مجددا يفشل المجلس الانتقالي،  رغم الدعم  الاماراتي القوي ، في تسويق مشروعه  "الخدج" في الاوساط الجنوبية ، وقد تعرض لمقاطعة واسعة  رغم دعوته لحوار جنوبي ومحاولته اقناع الاطراف الجنوبية الأخرى بأن الحوار سيكون على اسس وطنية لا خاصة..

قد يعقد الانتقالي، مؤتمره للحوار الجنوبي والمزمع انطلاقه اليوم كما يؤكد قياداته وعلى راسهم  احمد عمر بن فريد ابرز المسؤولين على   الترتيبات، وقد يحضر  الاجتماع المتوقع في العاصمة المصرية القاهرة  حشد لا باس به من الجنوبيين المغتربين في الخارج أو حتى ممن سيتم استقطابهم من عدن، لكن النتيجة ستظل نفس  مخرجات مؤتمر الحوار الجنوبي الذي يقود مسيرته الانتقالي منذ سنوات وعقد اثنين من نسخه في عدن  "دون تحقيق شيء"، لكن ما سبب  فشل الانتقالي في تحريك المياه الجنوبية وتعكيرها اكثر  في وجه محاولات اصطياده فيها؟

الخلل يبدأ من الانتقالي، وتركيبته ذات النزعة المناطقية، وقد بدأ انصاره منقسمين بين متحمس للمؤتمر  ومعارض في حين تجاهل  معظم الجنوبيين الأمر وكأنه لا يعنيهم، فالمتحمسين ينتمون مناطقيا إلى  الضالع التي تستحوذ على كافة مفاصل المجلس وتنشر  اتباعها وفق خلفيات مناطقية على كافة مفاصل الدولة جنوبا، وهذا واحد من الاسباب التي دفعت الشيخ ابو سالم الخلقي، ابرز قيادات الانتقالي ومناصريه في شبوة، للمطالبة بإعادة تشكيل هيئة قيادات المجلس على أن تكون من المحافظات الجنوبية الثمان وبالتساوي وهي مطالب سبق  لخصوم المجلس المطالبة بها وهو ما يعكس  مخاوف اطراف جنوبية عدة من تداعيات استحواذ منطقة بعينها على السلطة والقرار ما يعيد الجنوب عقود إلى الوراء وكانت هذه ابرز دوافع حيدر العطاس ،  اخر رئيس حكومة في جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا، وقد  استدعى لحظات سوداء في تاريخ الصراع المناطقي في الجنوب و الذي يدار حاليا بذات الطريقة.

قد تشكل ازمة  الهوية ابرز عوائق  طموح الانتقالي للتسيد جنوبا، لكن ثمة ما هو اخطر منها حاليا ويتمثل بالأبعاد الاقليمية التي تلقي بكل ثقلها لإبقاء القوى اليمنية بكامل اطيافها ضعيفة وتدفع بقوة لتغذية الصراعات البينية سوى جنوبا او شمال على امل تشكيل واقع جديد تكون لها يد في مستقبله، وقد برز ذلك في استدعاء السعودية للعطاس وصرف 40 الف دولار مقابل ظهوره  على قناة العربية التي قدمته كزعيم للجنوبيين  وحاولت من خلالها نبش تاريخ الصراعات بين الرفاق  واملها اغراق الحاضر بصراعات الماضي، وهي بكل تأكيد من حيث التوقيت لا تهدف فقط  لمقارعة الانتقالي بل انعاش ازمة  المناطقية بين القوى الجنوبية خشية أن يؤدي المؤتمر المرتقب لتقارب  يمهد لاستقرار في منطقة لا يقل الحرب عليها عن نظيرتها من المناطق الشمالية لليمن.

عموما، لن يكون من السهل على الانتقالي الارتقاء إلى هرم التمثيل للجنوب في الوقت الحاضر، لان كل التحركات في مناطقه لا تزال مرتبطة  بأطراف الحرب الاقليمية التي  لا تأبه لوضع القوى اليمنية ومستقبلها  ولديها اجندة تعطيها الاولوية  وتستمد وجودها  من تغذية الصراع بين كافة الاطراف اليمنية وايجاد بؤر توتر متواصلة بغية ابقاء يدها الطولى على هذا البلد الذي تمزقه الحرب والحصار منذ 7 سنوات.