الشرعية ترفع العصا الغليظة في وجه اليمنيين – تقرير

خاص – YNP ..

من تعز في اقصى الجنوب الغربي لليمن وحتى مأرب في اقصى الشرق مرورا بعدن في الجنوب والساحل الغربي يبرز شعار واحد  كعنوان بارز لـ"الشرعية" في برنامجها الجديد  ضد اليمنيين، انها سياسة النهب بكل معانيها تلك التي حولت هذه المناطق إلى جحيم اخر  في هذا البلد الذي يتعرض  لحرب وحصار  منذ 7 سنوات، ويخطط لان يبقى عقود قادمة تحت رحمة  الة القتل والدمار والنهب والسلب والفوضى.

تعز التي عرفت لسنوات بـ"العاصمة الثقافية" لليمن بحكم مدنية ابنائها ونسبة التعليم المرتفع في اوساط سكانها مقارنة ببقية المدن اليمنية، تحولت في  لحظة إلى غابة تسودها الفوضى وينهش كبيرها صغيرها  في جرائم لم تعرفها المدينة قبل الحرب التي تقودها السعودية .. هي الأن غارقة بالصدمات اليومية، فقضايا  القتل هي الخط العريض  والسبب الابرز  هو النهب .. نهب الاراضي ، نهب المواطنين، نهب المنازل، نهب المصانع.. لا شيء في هذه المحافظة  الفقيرة بالمورد  يلفت النظر ولا يكون هدفا لعصابات تدثرت بثوب "المقاومة" وشرعنة عملياتها تحت مسمى "الجيش الوطني" وقوامها يصل إلى 40 الف مجند ، وجميعها تعمل وفق لأجندة حزبية وتتوزع المدينة بأزقتها الضيقة مربعات تحكمها وفقا لرغبات الأمير  .

قد تكون تعز  الأن الوجع الكبير   نظرا لحجم الجرائم المرتكبة واخرها اسرة الحرق التي ابيد منها 11 شخصا ولا يزال اخرين مجهولي المصير ، في حين  وجدت الاحزاب السياسية كالعادة منفذا لتصفية حساباتها  في تقليص نفوذ الاخر   للتمويه على نشاط العصابات الحقيقة التي تعبث ، وقد ذهب مدر امن تعز المحسوب على الاصلاح لإقالة جميل عقلان قائد القوات الخاصة والمحسوب على المؤتمر  في محاولة لتصوير  الحوادث الاخيرة المرعبة   على انها مؤامرة تستهدف الاصلاح الذي يقبض على مفاصل الدولة هناك من قبل  خصومه المدعومين من الامارات في الساحل الغربي، لكن حتى هذه لم تستر عورة الاصلاح وقد برز  ابرز قاداته ومرشده الاول في المدينة ، عبده فرحان سالم ، على راسه هوامير النهب والقتل ، لكن تبقى تعز واحدة من صور الفوضى التي تجتاح  مناطق "الشرعية" على امتداد خارطة  سيطرتها،  فالوضع في مناطق طارق صالح، رغم الخبرة في ادارة الدولة والقبضة الامنية، لا يبدو افضل مما يدور في تعز، وقد تناثرت اشلاء قتلى  في مناطقه في إطار صراع كما تزعم القوات المشتركة التي يقودها على تهريب الاسلحة، مع أنها حاولت بذلك التمويه على جرائم  قتلى  مناطقية لم تخفيفه الصراعات المتصاعدة بين الصبيحة ويافع في لحج والتي امتدت ايضا إلى عدن، تلك المدينة التي قد  كانت هي الأخرى منارة للسلام في يوما من الايام وقد تحولت  إلى ساحة اخرى للتصفيات بدوافع مناطقية او حزبية  اخرها اشعال النيران بمنزل قائد فصائل في حزب الاصلاح  بمديرية دارسعد ردا على  مفخخة يتهم بتدبيرها لمسؤول امني  محسوب على الانتقالي إضافة إلى معارك الاراضي  التي تشهدها المدينة وطالت مؤخرا احراق ارشيف وثائق الاراضي لاخفاء تلك الجرائم وشرعنة  الاراضي المنهوبة بالقوة.

قد  يكون سبب  الصراع في هذه المناطق  كثرة الفصائل وانعدام الدخل، وهذا السبب قد يكون منطقيا إذ ما تم ربطها بدائرة الصراع على الموارد  في المناطق النفطية ، حيث يخوض العيسي، نائب مدير مكتب هادي للشؤون الاقتصادية  ومحمد بن عديو المحافظ ورجل محسن   صراعا على عائدات النفط والغاز والموانئ في شبوة،  وفي حضرموت تدور صراعات من تحت الطاولة بين   المحافظ البحسني المدعوم من الامارات ووكيله الاول عصام بن حبريش  وصل حد تبادل قطع التيار الكهربائي ووقف تزويد الوقود ، وهو السبب ذاته الذي اشغل خلال الساعات الماضية خلافات بين سلطان العرادة محافظ الاصلاح في مأرب واعضاء سلطته المحلية عقب تستره إلى مدير شركة صافر  مع اكتشاف عملية نهب واسعة لعائدات النفط بلغت نحو 117 مليار ريال من قطاع واحد ..

هذه الصورة  هي انعكاس طبيعي لغياب الدولة ، وسطوة لوبي "الشرعية" الذي اتخذ من الفنادق الفارهة مقرا لاقامته ويستعين بالعصابات لتمويل حساباته وشراء المدن السكنية في الخارج  بعد أن تخلى عن مسؤوليته في  دفع مرتبات الموظفين وادارة سياسة اقتصادية توقف الانهيار للعملة والوضع برمته  محاولا رفع قميص "الانقلاب" لتبرير  جرائمه هذه ، وهي مؤشر على أن  هذه المنطقة بحجة لادارة فعلية على الارض كتلك التي نجحت بإدارة الوضع في الشمال رغم الحرب والحصار وقلة الموارد.