على قاعدة "الوفاء بالوفاء".. إسرائيل تتصدى لمعارضي ومنتقدي السعودية

YNP -  إبراهيم القانص :

السياسات المتهورة التي يدير بها ولي العهد السعودي بلاده- داخلياً وخارجياً- بدأت منحىً خطيراً يأخذ المملكة باتجاه فقدان مكانتها على المستوى العربي والإسلامي، وهي المكانة التي ظلت السعودية تبنيها على عقود من الزمن، مستغلة إدارتها وإشرافها على أبرز الرموز الإسلامية وأكثرها قداسة،

الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة، ومنذ تولى محمد بن سلمان زمام الأمور بدأ كل شيء في التراجع، على مستوى الاستقرار الداخلي، وأيضاً على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية.

 

يرى مراقبون أن السياسات التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان، على مستوى الداخل السعودي، أوجدت هوّة كبيرة بين النظام والشعب، وتزداد اتساعاً كلما أمعنت السلطات في قمع الناشطين والحقوقيين ورجال الدين، خصوصاً بعدما أصبحت أعداد معتقلي الرأي في تزايد مستمر، بما فيهم أقرباء ولي العهد وأبناء عمومته، الذين زج بهم في سجونه ومعتقلاته السرية، وتعذيبهم بطرق بشعة، وكل ذلك يتم بدون مسوغات قانونية، الأمر الذي أدى إلى انسداد الأفق السياسي أمام أي تسويات مع مناهضي ومعارضي سياسات النظام، خصوصاً منذ تربع على عرشه ولي العهد بشكل فعلي.

 

ويشير المراقبون، إلى أن السعودية بدأت فعلياً بفقدان مكانتها على المستوى الإقليمي، منذ بدأ ولي العهد تطبيق رؤيته التحديثية للمملكة، والتي استهلها بهدم ما يعتبره المواطنون السعوديون والعرب جميعاً ثوابت عربية وإسلامية وخطوطاً حمراء لا يحق لأي نظام تجاوزها، وذلك بالتخلي التدريجي عن القيم والأعراف التي تعد عقائد راسخة لدى المجتمع السعودي، الذي وجد نفسه وسط مظاهر لا تنتمي إليه ولا إلى عاداته، باسم التطوير والحداثة، حتى وصل الأمر إلى إغلاق بيت الله الحرام في وجه الحجاج من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكان ذلك بمثابة الصدمة على كل المستويات، ولا يقل عنه تراجع السلطات السعودية عن الموقف العربي الثابت من القضية الفلسطينية، حيث تُظهر علناً مضيها باتجاه التقارب مع الكيان الإسرائيلي المحتل، بل وتتصدى لأي نشاط داخل المملكة يتعلق بدعم القضية الفلسطينية مهما كان حجمه أو نوعه، وتبعاً لذلك غيرت السلطات السعودية لغة شبكاتها الإعلامية إذا ما اضطرت للتعاطي مع القضية، حيث أصبحت هجومية ومنحازة إلى طرف الاحتلال، وعلى المستوى الدولي لم تفلح سياسات ولي العهد السعودي المتوددة للدول الغربية الكبرى، بسبب ما ينتهكه نظامه من حقوق الإنسان ضد مواطنيه داخل وخارج بلاده، وكذلك الحرب التي تقودها بلاده على اليمن والتي خلفت أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم، حسب تقارير أممية.

 

ومع فقدان السعودية مؤيديها الدوليين والإقليميين تدريجياً، يفاجأ الجميع بطرف يقف إلى جانبها مؤيداً كل ممارساتها داخلياً وخارجياً، إلا أنه سيكون السبب في أن تجد المملكة نفسها وحيدة عما قريب، كما يقول مراقبون، وذلك الطرف هو الاحتلال الإسرائيلي، حيث كشف معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عن رسائل وجهتها سلطات الاحتلال إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أجل تخفيف الضغط على ولي العهد محمد بن سلمان، وأوضح المعهد أن للكيان مصلحة ضرورية في الحفاظ على استقرار السعودية وبقاء بن سلمان في سدة الحكم، وجاءت مطالبات الاحتلال بتخفيف الضغط الأمريكي على السعودية، بالتزامن مع ارتفاع حدة انتقادات الحزب الديمقراطي لممارسات ولي عهد السعودية.