التحالف يتفكك في مأرب وأتباعه يتهمونه بتحويل الحرب إلى مناطقية ومذهبية

YNP - إبراهيم القانص :

معركة إعلامية بين التحالف وقيادات سياسية وعسكرية يمنية تتبع أحزاباً ومكونات موالية له، في مُقَدَّمِها حزب الإصلاح، وكلما تقدمت قوات صنعاء باتجاه استكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق محافظة مارب، متمثلة في مديريتي المدينة ووادي عبيدة، تأخذ تلك المعركة الإعلامية مساراً تصاعدياً يتضمن تبادل اتهامات بالخذلان والابتزاز والخيانة والفشل بالإضافة إلى تبادل التهديدات.

 

أحزاب سياسية موالية للتحالف في مارب، وصلت إلى قناعةٍ بخسارة المعركة أمام قوات صنعاء، التي لم يبقَ أمامها سوى القليل جداً للسيطرة الكاملة على المدينة المحاصرة من جهاتها الأربع، متهمةً التحالف بالفشل في إدارة المعركة، وفي الوقت نفسه اتهمت حكومة هادي بالفشل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وفي بيانٍ أصدرته تلك المكونات والأحزاب لم تتردد في اتهام التحالف والشرعية بوقف الدعم لفصائلها العسكرية التي لم تصمد أمام هجمات قوات صنعاء ولم تتمكن من وقف تقدمها المتواصل، مستنكرة اتهام التحالف لها بالخيانة رغم كل ذلك الخذلان والتخلي، حسب البيان الذي نشره عدد من المواقع الإخبارية، والناشطون على مواقع التواصل، والذي يتبناه بشكل رئيس حزب الإصلاح.

 

في سياق المعركة الإعلامية بين التحالف والمكونات الموالية له، قال ناشطون على منصات التواصل وكتاب محسوبون على حزب الإصلاح إن التحالف تخلى عن قوات هادي وأبناء القبائل المقاتلين في صفوفه، مؤكدين أن إضعاف التحالف للقوات التابعة له في مارب أصبح توجهاً ثابتاً، موضحين أنه لم يعد يدعم سوى القوات التي لا تضم في صفوفها مقاتلين من حزب الإصلاح، وفي إشارة إلى أن التحالف يحاول تغيير هوية المعركة بعد سقوط شعارات دعمه للشرعية وتوجهه لتحويلها إلى حرب مذهبية ومناطقية بين اليمنيين؛ قال ناشطون وكتاب إصلاحيون إن التحالف استدعى ثلاثة ألوية من قوات العمالقة، الممولة إماراتياً، من جبهات الساحل الغربي إلى عدن، كونها تضم مقاتلين سلفيين، ولم يتم استنزافها لا في العتاد ولا في الأرواح، عكس قوات الشرعية التي تعرضت للإنهاك في جبهات عدة، حسب تعبير الكاتب الإصلاحي ياسين التميمي.

 

 على الصعيد نفسه، يخوض معركة تبادل الاتهامات والتهديدات إعلاميون وكتاب سعوديون وإماراتيون، يدافعون عن التحالف ويذكّرون أتباعه في اليمن بأفضاله عليهم ودعمه الكبير لهم، موجهين بدورهم اتهامات بالابتزاز والتواطؤ، وإجمالاً يرى مراقبون أن الفارق الذي أحدثته قوات صنعاء بتقدمها المتسارع في مختلف الجبهات، خصوصاً في محافظة مارب، سبب حالة من الإرباك لدى التحالف والموالين له على حدٍ سواء في الداخل اليمني، وأن توتر العلاقات بين التحالف وأتباعه ناتج عن المفاجآت التي لم يكونوا يتوقعونها ميدانياً، إضافة إلى حالة من التوجس تعتري الجميع عمّا يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من انتكاسات تفرضها متوالية الانتصارات التي تحققها صنعاء ولا تنفك تضعهم في مواقف محرجة للغاية، حسب المراقبين.