انسحاب طارق .. تخلص من عبئ الخصوم – تقرير

خاص – YNP ..

بعد ايام على انسحاب سعودي مفاجئ، صدمت الفصائل الموالية للتحالف  "الشرعية"  بانسحابات جديدة من الاطراف الجنوبية للحديدة، واضعة العديد من علامات الاستفهام  حول دوافع الانسحاب والهدف والصفقات التي ابرمت في سبيل ذلك، فما ابعاد الانسحاب الجديد؟

لم تصحا ما تسمى بـ"الشرعية"  بعد من صدمة  اجلاء السعودية قواتها من عدن والمهرة وشبوة والمتزامن مع تطورات عسكرية تنبئ باستعادة "الحوثيين" السيطرة على كافة مناطق اليمن، حتى تتلقى صفعة جديدة مفادها  انسحاب طارق صالح من الحديدة..

هذه التحركات هي جزء من سيناريو الحرب والسلام،  لكن توقيتها يشير إلى عدة ابعاد تحاول اطراف استغلالها للنيل من خصومها .. بالنسبة للخط العريض لهذه التحولات في مسرح  الانسحابات  يشير إلى أنها ضمن محاولات اقليمية ودولية لمقايضة  مدينة مأرب بالحديدة، وانسحاب طارق من اطراف المدينة ، كما يرى المراقبين في صنعاء،  محاولة لطمأنة صنعاء بتسليمها الحديدة وقد اكدها طارق نفسه في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي اشار فيها إلى مناقشته مع المبعوث الدولي تكرار اتفاق السويد في مأرب ، وهذه الرواية تبدو الاقرب نظر ا لتزامن الانسحاب مع حراك دولي واممي يحاول الضغط باتجاه  وقف تقدم قوات صنعاء في عمق مدينة مأرب، اخر معاقل التحالف، لكن بالنسبة للأطراف المحلية  خصوصا تلك الموالية للتحالف  فهذه الخطوة  تمنحها مكاسب لقلب الطاولة على خصومها في ظل الصراع للسيطرة على يافطة "الشرعية" فهي بالنسبة لطارق صالح فرصة مهمة  لوقف عملية النزيف التي تعاني منها قواته  في الخطوط المتقدمة بعد نجاح خصومه في "الشرعية" بإغراقه في مستنقعها عبر ابرام اتفاق السويد، كما أن انتشار الالوية العسكرية المناهضة له والرافضة لقيادته  سواء في  العمالقة أو التهامية  على امتداد تلك المناطق  يشكل عبئ عليه برز بالكمائن والاستهداف  لقواته وتحركاته، لذا كان بارز من الانسحاب المفاجئ وترك تلك الالوية تواجه مصيرها بان طارق يحاول التخلص من خصومه داخل قواته وقد نجح بالفعل في ظل الانباء التي تتحدث عن اسر قوات صنعاء لقائد اللواء الخامس عمالقة ابو هارون اليافعي واقتحام معسكره شمال التحيتا..  الأهم ايضا في سيناريو انسحاب طارق صالح هي اعادة ترتيب وضع قواته المنعدمة الموارد في الهلال النفطي خصوصا في ظل الانباء التي تتحدث عن نقل  وحدات من قواته إلى شبوة وابين ضمن ترتيبات لطرد فصائل الاصلاح من تلك المناطق النفطية   وبما يمهد الطريق للتوغل في الهضبة النفطية بوادي حضرموت .. بالنسبة لطارق كما يروج اعلامه لا يتعلق الأمر بالهزيمة والنصر بل بتحقيق المكاسب في ظل السباق  على المزيد من مخصصات الحرب ومكاسبها ، فهو غير مبالي حتى بالاتهامات التي اطلقها حميد الأحمر المتعلقة بتنفيذ اجندة اماراتية،  فكل همه الأن توسيع إمبراطورتيه  شرقا وجنوبا بعد ان ظل لسنوات محاصر في عقر داره بفعل سطوة خصومة داخل "الشرعية".