سباق مصري - بريطاني – امريكي على قوات السعودية والإمارات الخفية في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

على ايقاع الانسحاب السعودي- الإماراتي من اليمن، دخلت اطراف اقليمية ودولية جديدة إلى ساحة الحرب  المستمرة منذ 7 سنوات، ما قد يحول هذا البلد الذي تكاد المجاعة تفتك  بسكانه  إلى  ساحة تصفيات وسباق نفوذ جديد..

في عدن، التي اخلتها القوات السعودية توا بعد نحو عامين على انسحاب الامارات، يبدو المشهد جليا، فبالتزامن مع بدء قوات مصرية تدريب فصائل من المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، كقوات خفر سواحل، وصل وفد بريطاني عسكري رفيع إلى مقر خفر السواحل التابعة لهادي في المدينة في محاولة   لمد جسور الولاء والتحكم بمجريات الملاحة البحرية في هذا البلد الذي يملك شريط ساحلي يتجاوز الت2200 كيلومتر ، ويطل على العديد من الممرات البحرية الهامة  سواء في خليج عدن أو المحيط الهندي وبحر العرب إلى جانب مضيق باب المندب الذي يشكل   ثاني اهم مضيق بحري حول العالم.

بالنسبة للتحرك المصري فإن المؤشرات تؤكد بانه تم بناء على طلب اماراتي خصوصا إذا ما تم ربط وصول وحدات مصرية إلى عدن باللقاءات المكثفة التي عقدها مسؤولين اماراتيين كوزير الخارجية مع نظيره المصري ، والهدف كما يبدو  تعزيز نفوذ الامارات في المنطقة الممتدة من باب المندب غرب اليمن وحتى سقطرى في اقصى الشرقي ، وهذه المنطقة سبق للإمارات وأن وطنت فيها فصائلها من مختلف ربوع اليمن.. كما أن الانباء التي تحدثت عن لقاءات مصرية بوفد من صنعاء وتكريس الحديث عن حماية باب المندب تشير إلى أن القاهرة التي تراجع دورها في الحرب التي قادتها السعودية في مارس من العام 2015 ، رغم انها تحاول التموضع في هذه المنطقة خشية هيمنة اسرائيلية قد تعقد مهام قناة السويس،  تحاول عدم  استفزاز اي طرف  سواء داخل اليمن او خارجه..  وخلافا لمصر التي تزعم بان امن باب المندب مهم بالنسبة لها، تدفع  بريطانيا التي خرجت مؤخرا من الاتحاد الاوروبي بقوة للنفوذ على سواحل اليمن، ربما  يتعلق الامر بمحاولة  استعادة امجار إمبراطورتيها السابقة في عدن ، وربما لإبعاد تتعلق بالصراع الجيوسياسي دوليا على ممرات الملاحة البحرية حول العالم ، لكن بعيدا عن اهداف هؤلاء  ثمة دور امريكي بارز في تشكيل ما تسمى بـ"وحدات خفر السواحل، حيث تركز البحرية الامريكية منذ بدء الحرب على اليمن بإعادة هيكلة هذه الوحدات وتدقيق الولاء في صفوف افرادها وضباطها وقد سبق للسفير الامريكي في العام 2016  وأن اشرف على تسليم تلك الوحدات التي خضعت لتدريب وتأهيل في الولايات المتحدة  سواحل حضرموت والمهرة وسقطرى  وصولا إلى عدن.. التحركات البريطانية – الامريكية – المصرية، لم تتعلق بمحاولة ايجاد اتباع داخل قوات خفر السواحل، بل أن اللقاءات التي عقدها  صغير بن عزيز توا بملاحق امريكا وبريطانيا وحتى مصر العسكريين تشير إلى أن المخطط يهدف لإعادة تشكيل فصائل هادي التي تخلت عنها السعودية والامارات توا وفقا لأجندات دولية واقليمية  وهو ما قد يعزز صراعات هذه الفصائل مجددا ويطيل امد الحرب.