انهيار "الشرعية" يعري التحالف في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

الوضع الاقتصادي في اليمن، وتحديدا مناطق "الشرعية"، المدعومة من التحالف، يزداد قتامة.. والمؤشرات حتى اللحظة تكشف عن توجه لرعاة الحرب اقليميا ودوليا، لمنح اليمن جرعة انهيار قاتلة  في إطار مخطط لإبقاء شعبه  عقود قادمة تحت خط الفقر، فهل دنت اللحظة الحاسمة للانتقام؟

في عدن، التي يفترض ان تكون عاصمة تكتل "الشرعية" التي يزعم  التحالف دعمها في حربه التي تقترب من السنة الثامنة،  يجوب الاهالي رجالا ونساء الاسواق بحثا عن ما يتم رميه من اغذية تالفة كالخضار والفواكه..

 مشهد البؤس هذا لم يقتصر على الفقراء في المدينة، أو حتى من القتهم الحرب في ضفة المجاعة، بل وصل خلال الايام القليلة الماضية إلى الشريحة الاغنى وقد عرض افرادها بيع ما يمتلكونه من سيارات  فارهة بعد عجزهم عن شراء الوقود.

هذا الوضع يكشف بان عدن  اصبحت غير قابلة للعيش ومثلها بقية محافظات "الشرعية" التي تعاني انهيار كبير على كافة المستويات ، كاشفة بذلك  الوجه القبيح للتحالف الذي ما انفك يردد مسؤوليه في كل المحافل الدولية  عبارة "دعم الشعب اليمني" بغية استعطاف العالم وجذب مزيد من الدعم لقتله.

التراجيديا هذه هي انعكاس طبيعي لوضع يدار من خلف الكواليس وبحرفية عالية  وهدفه هزيمة هذا الشعب اقتصاديا واخضاعه للأجندة الدولية والاقليمية التي عجزت  هذه الاطراف تحقيقها عبر الحرب.  كانت البداية بنقل البنك المركزي، وتشجيع حكومة هادي على اغراق السوق بتريليونات الاوراق المالية من العملة المطبوعة خارج التغطية حتى اوصلت التضخم، وفق لأحدث تقرير للبنك الدولي،  إلى ذروته، وعندما انتهى مفعول هذه  الورقة بعد قطعه شوطا لا باس به بالقضاء على ما تبقى من استقرار للعملة التي ارتفعت خلال سنوات الحرب من 215 ريال للدولار إلى نحو 1500 ريال ، رغم المنح السعودية ومليارات المساعدات التي تعلن سنويا في مؤتمرات المانحين، ناهيك عن  عائدات النفط والغاز والجمارك والضرائب  في المنافذ ،  حرك التحالف ورقة الدولار الجمركي وبما يهدف لاثقال المواطنين بفاتورة الغذاء،  والأن يخطط لتوجيه  الضربة القاضية  للعملة حيث  يواصل البنك المركزي في عدن بيع ما تبقى من احتياطي نقدي  باسعار تفوق اسعار بيع الدولار في السوق السوداء دافعا شركات الصرافة وتجار السوق السوداء لرفع اسعار الصرف التي تجاوزت في تعاملات الساعات الماضية حاجز الت1550 ريال للدولار، وسط توقعات بوصوله إلى 2000 ريال خلال ايام مع استمرار مزادات البنك المركزي التي وصفت بانها تهدف للمضاربة بالعملة، وهي خطوة واحدة من سلسلة خطوة  يبدو أن الهدف منها تصفير عداد العملة في ظل الانباء التي تتحدث عن مفاوضات سرية بين حكومة هادي وبريطانيا لتقاسم  احتياطي اليمن في الخارج والتي سمح البنك الدولي لسحبها وتقدر بنحو 600 مليون دولار..  بغض النظر عن  تصعيده العسكري ومحاولات لفت الانظار بعيدا، ثمة حربا حقيقية يقودها التحالف على اليمن  وتتمحور حاليا في الحرب الاقتصادية والتي تسارعت وتيرتها خلال الساعات الماضية  بنهب مخزون النفط اليمني  في الوقت الذي تتصارع فيه فصائله على عوائد ميناء ومطار عدن وثروات حضرموت ومأرب وشبوة ، بينما يتم تغييب الوضع العام بالنسبة للمواطن الذي اصبح يكتوي بينران ارتفاع الاسعار في تلك المناطق ويعجز حتى عن توفير ابسط احتياجاته "اليومية" وسط مزيد من التحذيرات الدولية من مجاعة واخرها ما اورده  تقرير برنامج الغذاء العالمي.