" أرزاق " واحدة من أطفال اليمن الذين هزموا مرض سوء التغذية

YNP -  خاص :

تتماثل الطفلة أرزاق، تبلغ من العمر ستة أشهر، للشفاء من مرض سوء التغذية الحاد الوخيم. ما يجعلها واحدة من أبرز الأطفال في اليمن الذين هزموا المرض.

وقال الطبيب المختص، عمر البعداني، من مركز معالجة سوء التغذية بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء ل"لبوابة الإخبارية"، حيث تتواجد الطفلة العلاج، " إن ارزاق بدأت تتماثل للشفاء، وهي الآن تتلقى برنامج تغذية مرحلة أولى "f 100" وهو حليب مخفف يناسب عمرها".

وقبل وصول أرزاق الى المركز، في الخامس من أكتوبر الجاري، كان وزنها 3,200كيلوغرام، لكن وفي غضون ثمانية أيام فقط، صار وزنها 3,300كيلوغرام،، وهذا مؤشر للتعافي وإمكانية الوصول إلى 4,300 كيلوغرام، الوزن المستهدف مقابل طولها البالغ 54سم. وفقا للبعداني.

ولفتت إحدى الممرضات في المركز، ياسمين الفقيه، أن نتائج الفحوصات التي أجريت للطفلة بعد دخولها المركز، أظهرت اصابتها بسوء التغذية الحاد الوخيم، لكن دون أي أمراض مزمنة وخطيرة أخرى، مما يجعل نسبة شفاءها عالية جدا.

وقالت فردوس محمد، وهي والدة أرزاق" : "كأي أم، كان علي أن أفعل ما بوسعي من أجل إنقاذ حياة ابنتي. ها أنا اراها تتعافى. أشعر بالارتياح".

وتتذكر: " منذ الولادة، لم تكن ارزاق تتمتع بصحة جيدة، كان جسدها هزيلا، وكانت تتألم كثيرا، لكننا لا نعرف ماذا كانت تعاني منه. ظروفنا لم تساعدنا على أخذها إلى المستشفيات وعمل الفحوصات وشراء العلاج لها".

وتضيف" احيانا تحت ضغط سوء حالتها، كنا نقوم باسعافها إلى المراكز الصحية القريبة من مقر السكن في منطقة الرحبة محافظة صنعاء. وهناك يقررون اعطاءها "قطرات" فقط. في كل مرة.

المؤكد، معاناة أرزاق من الانتفاخات والمغص وسوء الهضم والإسهال والملاريا ايضا، منذ ما بعد الولادة، بحسب الدكتور البعداني. والذي أشار إلى أن انعدام فرص حصولها على تشخيص طبي سليم، وقبل ذلك انعدام فرص وصولها إلى الخدمة الصحية، قد فاقم من تدهور صحتها وبالتالي إصابتها بسوء التغذية الحاد الوخيم.

وقال: هذا بالتأكيد يرتبط بالتأثيرات الفادحة للحرب المستمرة في البلاد، وما ينتج عنها من افتقار إلى الغذاء، وتدني مستوى المعيشة، أو عدم الوصول في الوقت المناسب إلى خدمات الرعاية الصحية".

ويوميا، يستقبل مركز معالجة سوء التغذيةبمستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء، المدعوم من اليونيسف، مابين 10- 11 حالة إصابة بسوء التغذية الحاد الوخيم. وما بين 10-15حالة إصابة بسوء التغذية الحاد المتوسط، وفقا بمسؤولية التغذية في العيادات الخارجية، اشواق عبد الولي.

وتدخل التغذية العلاجية، ضمن برنامج علاجي شامل لمواجهة خطر سوء التغذية على الأطفال في اليمن، والذي توفره اليونيسف في أكثر من 134 مركزا موزعا على مختلف المناطق، وسط تحديات تفرضها استمرارية الصراع المسلح وتداعياته الخطيرة على الأمن الغذائي والصحي في البلاد.

 وبسبب استمرار حرب التحالف الذي تقوده السعودية والامارات، تعاني المستشفيات العامة، التي تعالج سوء التغذية في اليمن من نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين، مما يترك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في البلاد يواجهون مستقبلًا أكثر صعوبة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 7.4 مليون شخص في اليمن، بينهم مليونان من الأطفال دون سن الخامسة، يحتاجون إلى مساعدات غذائية.

ووفقًا للأمم المتحدة، تم تقليص أو إغلاق 15 من برامجها الرئيسية البالغ عددها 41 في اليمن بسبب نقص التمويل، وتم تمويل 38 بالمائة فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن.

وفي فبراير 2021، قالت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2,3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021. كما من المتوقع أن يعاني 400,000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.