"العرادة" يوجّه بنقل نازحي جهم إلى مناطق المواجهات و"طعيمان" يحمله المسئولية

YNP - إبراهيم القانص :

رقم قياسي يحطمه التحالف وأتباعه في اليمن، فيما يخص الممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، في محاولة بائسة للفوز بالحرب، وهي الأمنية التي يبررون من أجل تحقيقها كل الوسائل حتى وإن كانت خارج الأطر الأخلاقية والإنسانية والدينية وخارج نطاق الأعراف المجتمعية في اليمن،

فمنذ بداية الحرب يعتمد التحالف وأدواته المحلية أسلوب التضليل الإعلامي عبر شبكات ومواقع لا حصر لها، بداية بحملات متواصلة لتثبيت صورة نمطية في أذهان العامة- خصوصاً في مناطق سيطرتهم- أن الحوثيين ليسوا يمنيين بل غزاة أجانب، إلى درجة أنه لا ينقص سوى أن يقولوا إنهم كائنات فضائية.

 

ولأن السنن الكونية تقتضي أن حبائل الكذب تكون قصيرة فبمجرد وصول الحوثيين إلى منطقة والسيطرة عليها يكتشف المواطنون أنهم كانوا ضحية مغالطات فكرية واضحة، فقوات صنعاء تكتسب شهادات إعجاب وثناء مقابل سلوكيات راقية حتى مع أسرى التحالف والشرعية، ولا يلبث المواطنون أن يفقدوا الثقة في كل ما تروج له وسائل إعلام التحالف في محاولاتها تشويه صورة قوات صنعاء، بل يصل المواطنون إلى يقين بأن كل ما ينقله التحالف إليهم لا ينطبق سوى على قواته وأتباعه الذين يسومون المواطنين سوء العذاب، ولا يصدقون في وعودهم بل حدث عكس ما كانوا يعدون به الأهالي من رفاه العيش واستقراره، ويعذبون الأسرى ويقتلونهم، وكل ما يصفون به سلوكيات الطرف الآخر ينطبق على سلوكياتهم ويجدون عكسه كلما وصلت قوات صنعاء إلى منطقةٍ ما وتعايشوا معها عن قرب.

 

استخدام المواطنين دروعاً بشرية، أصبحت عادة وسلوكاً يمارسه التحالف وأتباعه، خصوصاً عندما تقترب قوات صنعاء من معاقلهم ويفشلون في صدها، وترتفع أصواتهم من خلال أبواقهم الإعلامية متوسلين المنظمات والمجتمع الدولي إنقاذ النازحين الأبرياء، وهي عبارة عن طريقة أثبتت فشلها كلما حاولوا إيجاد مخرج من هزيمة متوقعة.

 

عضو مجلس الشورى وأحد وجهاء محافظة مارب، الشيخ محمد علي بن سالم طعيمان، كشف مؤخراً أن محافظ مارب الموالي للتحالف والقيادي في حزب الإصلاح، سلطان العرادة، أصدر توجيهات مباشرة بنقل النازحين من أبناء قبائل جهم إلى منطقة النقيعا القريبة من الفلج جنوب مدينة مارب، وهي منطقة مواجهات مشتعلة باعتبارها قريبة من أسوار المدينةـ وبالتالي يتضح الهدف من تلك التوجيهات وهو أن العرادة وبإيعاز من التحالف يستخدمون المدنيين من النازحين والفقراء دروعاً بشرية، للمزايدة بهم أمام الرأي العام والمجتمع الدولي، بهدف الابتزاز السياسي والمالي، وكما جرت العادة يتاجرون باسم النازحين ويحصلون على منح مالية مهولة تغذي أرصدتهم البنكية، لكنها في كل الأحوال لن تغير شيئاً من المعادلة على الأرض، خصوصاً بعد كل النداءات التي وجهتها السلطة في صنعاء لقيادات الشرعية ومشائخ مارب الذين لا يزالون يوالون التحالف ويقاتلون في صفوفه، إلى تجنيب المدينة القتال والنأي بساكنيها عن كل ما هو خطر على سلامتهم وأرواحهم، إلا أنهم لم يستجيبوا لأي نداء وآثروا القتال، بل وبدأوا يتمترسون خلف النازحين والمدنيين الأبرياء.

 

 

الشيخ محمد علي طعيمان اعتبر توجيهات العرادة بنقل أبناءء قبائل جهم النازحين إلى منطقة مواجهات خطرة تصرفات غير أخلاقية وانتهاكاً للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، مطالباً الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن والمنظمات الإنسانية والحقوقية بوقف تلك الممارسات، ونقل النازحين من مناطق الصراع إلى أماكن آمنة، وتحييدهم عن الاستغلال والمزايدات لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، محملاً التحالف والأمم المتحدة وسلطات الإصلاح في مارب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، وتبعات ما سيحدث نتيجة وضع النازحين في فوهة المواجهات العسكرية، معتبراً صمت الأمم المتحدة ومنظماتها تواطؤاً فاضحاً، وضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم بحق النازحين والمدنيين.