الإمارات في مرمى نيران "الحوثيين" مجددا - تقرير

خاص – YNP ..

بعد سنوات من نجاحها في تلافي هجمات "الحوثيين"، تعود الإمارات مجددا إلى دائرة الاضواء في اليمن وبعمليات من العيار الثقيل هذه المرة وقد تكون البداية فقط، فما ابعاد استيلاء  بحرية صنعاء على  سفينة الشحن العسكرية الاماراتية روابي، وما الخيارات المتاحة لتلافي المزيد أو مواجهة العواقب ؟

بعد عملية مطار ابوظبي التي نفذت  بطائرة  مسيرة في العام 2019، قررت الامارات الانسحاب تدريجيا من تصعيد السعودية في حربها على اليمن، وتراجع دورها حينها مع اعلانها الانسحاب من الحرب، واقتصار وجودها العسكري على ترتيب وضع فصائلها في الجنوب في إطار مخطط التقسيم الذي تطمح له، لكن رغم أن هذه النشاطات تعد في خانة  ما يصفه "الحوثيين" بـ"العدوان" الإ أنه جنبها المزيد من ويلات الهجمات التي ظلت تعصف بالسعودية وتكبدها خسائر  كبيرة تضاف إلى الهزائم اليومية على مختلف جبهات القتال..

 خلال تلك  الفترة تمكنت ابوظبي ودبي من استعادة انفاسهما الاقتصادية بعد أن كادتا تلفظها بفعل نفور كبار الشركات وتراجع اعتمادها كمركز للتجارة العالمية في الخليج على واقع مخاوف من هجمات  لم تسلم منها الموانئ.. اليوم وقد قررت الإمارات التصعيد وتحديدا في شبوة، حيث تدفع بالفصائل الموالية لها التي سحبتها من الساحل الغربي، والتحركات على محاور قتال جنوب وغرب اليمن،  تكون بذلك قد نقضت اتفاق لم يعلن وادخلت نفسها في دائرة الاستهداف مجددا..

وفقا لحسابات المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحي سريع،  فإن الاستيلاء على السفينة الإمارات "روابي" واقتيادها إلى ميناء الحديدة، مجرد  رسالة لأبوظبي قبل غيرها مفادها إن لدى صنعاء العديد من الاوراق لاستهداف مصالحها ، وأنها  في مرمى النيران مجددا، وهو بذلك يشير إلى عمليات قد لا تقتصر فقط على استهداف السفن والاستيلاء عليها مع أن هذه العمليات  التي تعد الاولى من نوعها  تنقل الحرب إلى مدى ابعد وتجعل خط  امداد التحالف والسعودية بين الشرق والغرب ساحة مواجهة جديدة ، بل قد تشمل عمليات اخرى ربما من شأنها نقل المعركة إلى الاراضي الاماراتية وأن ظنت الأخيرة انها بعيدة فقد سبق الوصول اليها..

فعليا، قد تشكل العملية الأخيرة لصنعاء منعطف جديد في الحرب الذي تقوده السعودية منذ 7 سنوات، خصوصا مع حديث العميد سريع بان العمليات المقبلة ستركز على البحر ، وهذا يجعل الامارات التي تدفع بها السعودية لصدارة المشهد  أمام خيارين لا ثالث لهما إما العودة إلى ما قبل التصعيد في شبوة ، مع أن التقارير الاعلامية تتحدث بان "الحوثيين" الذين قدموا دعما للمحافظ السابق بن عديو لمناهضته الإمارات  لن يقبلوا هذه المرة الا بعودة شبوة وبلحاف كاملة،  أو اختيار الطريق الصعبة بالاستمرار بالتصعيد ومواجهة العواقب التي قد تحول مطاراتها وموانئها  إلى ساحة مواجهة مفتوحة ..

أيا تكون خيارات الإمارات  الجديدة، تكون صنعاء بعمليتها الأخيرة في البحر الأحمر قد اوصلت رسالة للتحالف بما فيها الإمارات  مفادها بأن "الحرب لن تكون يمنية – يمنية " لا مذهبية ولا شمالية – جنوبية ، والنار التي تحاولون احراق اطراف  "المعوز اليمني" بها  قد تحرك اثوابكم والمعركة التي تريدونها في شبوة سنفرضها في اراضيكم..