تبخر وعود بايدن بشأن الحرب في اليمن

YNP- خاص : بدا واضحا موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من الحرب في اليمن، وهو الموقف الذي حاولت هذه الإدارة أن تداريه خلال حملتها الانتخابية قبل أكثر من عام،

وأعلنت منذ توليها السلطة مطلع العام 2021، أنها ستعمل على إنهاء هذه الحرب، في موقف ظاهري يخالف السياسة العامة لواشنطن والموقف الفعلي لها من الحرب التي تم إعلان انطلاق الأولى للعمليات العسكرية التي نفذها التحالف بقيادة السعودية منها. ازدواجية أمريكا في إبداء مواقفها من الهجمات الجوية من قبل التحالف السعودي الإماراتي من جهة ومن جانب قوات صنعاء من جهة ثانية، حيث أدانت الولايات المتحدة الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء على أهداف داخل السعودية والإمارات، وفي الوقت نفسه لم تبد أي اعتراض على هجمات طيران التحالف، الذي أوقع منذ مطلع العام الجاري ما يقارب 650 قتيلا وجريحا. تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ الأخيرة، جميعها كانت تعبيرا عن الانحياز الكامل إلى جانب التحالف في حربة باليمن، حيث حاول ليندركينغ في أكثر من مناسبة تحميل صنعاء مسئولية التصعيد الأخير، متجاهلا التصعيد من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية. وبناء على ذلك فلا أفق للسلام في اليمن، سيما في ضوء التطورات الجديدة على الميدان، وتصاعد القتال في عدد من الجبهات الموزعة في أنحاء متفرقة من البلاد، حيث صعد التحالف والاطراف المحلية الموالية له من العمليات العسكرية خلال الشهر الماضي، بالتزامن مع تكثيف طيؤان التحالف لغاراته الجوية على عدد من المحافظات اليمنية، تأتي في مقدمتها العاصمة صنعاء. الحوثيون من جهتهم يقابلون تصعيد التحالف في الجبهات المشتعلة، بتصعيد مماثل، فيما كثفوا من هجماتهم الجوية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على أهداف استراتيجية وحساسة داخل السعودية واﻹمارات، ردا على الغارات الجوية لطيران التحالف، لتعود الحرب إلى نقطة البداية، وتغدو في خبر كان كل الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل سلمي في البلاد. ومع معادلة التصعيد والتصعيد المضاد التي تحكم منطق الطرفين (التحالف وأتباعه الحليين من جهة وسلطات صنعاء من جهة ثانية)، وهي المعادلة التي من شأنها أن تفاقم الصراع وتقضي على أي أمل في عودة قريبة ﻷطرافه إلى طاولة المفاوضات للجم أعمال العنف والبحث عن حلول دبلوماسية سلمية للأزمة، تضاءل دور الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين، فيما عاودت القوى الدولية الداعمة للتحالف السعودي الإماراتي وعلى راسها أمريكا الاصطفاف إلى جانب هذا التحالف بصورة أكثر وضوحا من أي وقت مضى. وبعد مرور عام من وعود إدارة بايدن بالعمل على إنهاء الحرب في اليمن، سجل الموقف الأمريكي تراجعا عن تلك الوعود والتعهدات، يؤكده الموقف الأخير للولايات المتحدة من تصاعد الصراع العسكري في اليمن، وعودة الحرب إلى مربعها الأول، وإن باختلاف ملحوظ في ميزان القوى، بدت معه صنعاء قادرة على الرد على جميع التهديدات وإدارة المعركة وفق ما توفر لها من قدرات للمواجهة على مدى السنوات السبع من عمر الحرب التي أعلنها التحالف في 26 مارس 2015. ورغم ذلك الاهتمام الذي أبدته إدارة بايدن في الملف اليمني، من خلال التصريحات الإعلامية، وتعيين مبعوث خاص لها إلى اليمن، إلا أن لا دور ملموس ولا تحرك جدي خلال هذه السنة في اتجاه التوجه المعلن عنه من قبل واشنطن لإنهاء الحرب في اليمن، بل إن ما ظهر من السياسة الأمريكية حتى الآن يبدو مخالفا، ويصب في خانة إطالة أمد الحرب، الدفع نحو المزيد من العنف.